الطريق
جريدة الطريق

حلم قطر الأسود

-

تمر المنطقة العربية والشرق الأوسط بمنعطف تاريخي في ظل انقسامات وقطيعة رباعية لقطر، في البداية لابد أن نفرق بين قطر الشعب المسالم الذي ليس له حول ولاقوة، يبلغ تعدادهم مابين 250 ألف إلى 300 ألف تقريبا، ولذلك يجب أن نفرق بينهم وبين الأسرة المالكة، والنظام القطري، والتي عمادها أربعة أشخاص هم حمد بن خليفة الأب وحمد بن جاسم رأس الأفعى والمخطط والمدبر لكل المصائب، والذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وتميم الحاكم الحالي الابن، والوالدته، ويتحكمون في الثروة النفطية الضخمة وقدرات الشعب القطري، وتمويل قنوات الجزيرة والتي ظهر دورها جلياً خلال ما سمي "ثورات الربيع العربي"، كانت البداية في حديث تلفزيوني سابق أقر الحمدين ( بن خليفة الأب وبن جاسم ) بمزاعم وأوهام حلم قيادة العرب، أن قطر تقع تحت مطمع غزو وإحتلال من دول قريبة ومجاورة نظراً لثروتها الضخمة بالتريليونات ( وكان يقصد السعودية بالتحديد )، رغم أن السعودية في تاريخها لم تعتدي على أي دول الجوار، ولم يثبت تورطها في دعم أو تمويل أي ميلشيات خارج حدودها، أو سعت لقلب أنظمة، وفي إطارها العربي الخليجي، كانت داعمة لشقيقاتها وأسست "منظمة التعاون الخليجي"، دائما تتعمد قطر اتهام المملكة الكبرى بأنها طامعة وتسعى لسرقة ثروتها النفطية، وكأن السعودية دولة فقيرة محدودة الإمكانيات والمساحة وقطر ستنقظها من الإفلاس،

تحت دعوى الحماية من أطماع العرب، كانت كل الكوارث التي حلت بالأمة العربية كلها دولة دولة، وفي الحقيقة همه لم يكن خائفين علي قطر كدولة وشعب، هم كانوا يسعوا إلى حماية أنفسهم، وضمان حكمهم ( ال 4 أفراد ) وعلي ثروتهم الطائلة.. فماذا فعلوا؟

من دخل إسرائيل فهو آمن ( حكمة قطرية).. بدأ النظام القطري يسعى سراً للتعاون والتحالف مع إسرائيل، فلقد كانت العلاقات قبل القطيعة طبيعية مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، إلا أنهم ذهبوا لإسرائيل خلسة وأقاموا علاقات تجارية ضخمة واشتروا قصور في إسرائيل وتبرعوا لبناء المستوطنات الإسرائيلية، وبنوا مستشفيات لمعالجة الجيش الاسرائيلي في مقابل اتفاقيات سرية، مع توفير الحماية الواهية عند الحاجة من قبل اللوبي الصهيوني وآلة الإعلام الإسرائيلية حول العالم.

قبل الحرب والهجوم علي العراق 2011 طلب الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" من السعودية، استخدام القواعد الموجودة لضرب العراق، رفضت السعودية وكانت فرصة عظمي لعصابة الأربعة القطريين الخونة أن يدخلوا علي الخط وقدموا فروض الولاء والطاعة على جثث الشعب العراقي، ويعرضوا علي أمريكا بناء قواعد عسكرية لهم، ( التكلفة وصلت 12 مليار دولار )، وتم بناء قاعدتين في قطر هم الأكبر في المنطقة، وتم ضرب العراق، وسوريا، وكل دولة عربية من هذه القواعد الموجودة علي الأراضي القطرية بل المصيبة الأكبر أن مصاريف ورواتب وإعاشة من أكل ومشرب، أصبحت قطر هي من تدفعها شهريا للأمريكان، ولم يقتصر الأمر فقط على ذلك بل تم عقد إتفاقية دفاع مشترك مع فرنسا بتكلفة 10 مليار دولار، ولقطر علاقات متميزة بنظام الإيراني الحالي ، العدو الأول للسعودية والعرب ، والذي من المعلوم أن له مطامع وتوسعات، وحلم عودة الجمهورية الفارسية على أنقاض دمار العرب.

ظهرت قنوات الجزيرة في أوائل القرن العشرين كمنبر للإعلام الحر، الهادف، إلا أنه تحول إلى بوق ليس إعلامي بل سلاح يزرع الفتن ويروج الأكاذيب والضلال، لتأليب الشعوب علي حكامهم، وزعزعة الاستقرار، وضرب الاقتصاد من خلال الثورات ونشر الشائعات، وإسقاط الدول وتهجير الشعوب وإحلال الدمار في كل بقعة عربية من الوطن العربي، ولعل دعمها الواضح لجماعة الإخوان الإرهابية، وجبهة النصرة، والقاعدة، والدواعش، وطالبان، وكل من هو إرهابى علي وجه الكرة الأرضية يخدم الغرض الذي أنشأت من أجله، ولعل الاتفاقات التي تمت مع نظان تركيا، واستنزاف خزائن الشعب القطري المغلوب على أمره لصالح تركيا والتي تقدر( 22 مليار دولار)، والتي فشلت في تحقيق أي إنتصار ملموس على أرض الواقع، إلى جانب العديد من الدلائل التي تثبت تورط "الجزيرة" في تقليب الرأي العام وهدم الدول من خلال تزييف الحقائق، وجميع مواقعهم الإلكترونية المأجورة ( الجزيرة والجزيرة مباشر وشبكة رصد والعربي وtrt تركيا )، والذين يتظاهرون بالعداء للنظام الحكم المصري متمثلا في "السيسي" إلا أن الواقع هو حقد وغيرة وعداء لمصر كلها شعبا وجيشا، ولتاريخ وحضارة عميقة تعيق مسيرة أوهام الزعامة القطرية في المنطقة العربية، يتمنون سقوط وزوال مصر نهائيا ويكرهوا كل ماهو مصري، حالة من التعتيم والتضليل والشماتة في استشهاد جنودنا البواسل من أبناء الشعب المصري دفاعا في سيناء، فمع صدور كل بيان لقواتنا المسلحة المصرية الباسلة تجد حملة ممنهجة من التشكيك والتضليل، صدر منذ أيام قليلة بيان عاجل لقواتنا المسلحة، بالطبع بيان فخر وعزة لكل مصري .. جاء بالبيان:

( 1 ) العثور علي وتدمير 317 وكر ومخبأ وملجأ للعناصر الارهابية ومكدس بالسلاح والذخائر ..

( 2 ) تدمير 10 عربات دفع رباعي تستخدمها العناصر الارهابية في عمليات الارهاب ..

( 3 ) قتل 77 ارهابي وارسالهم بعثة لجهنم الحمراء .. بخلاف العثور علي دراجات نارية ومتفجرات وادوات اعاشة تخص العناصر الارهابية التكفيرية .. بالطبع كل ده في سيناء

( 4 ) وفي الجبهة الغربية ( مع ليبيا ) تم تدمير 9 عربات دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخيرة.

كل هذه المجهودات الضخمة التي قام بها جيشنا الباسل العظيم تمت في خلال فترة شهر واحد فقط تقريباً، شىء يدعي للفخر والسرور لكل مصري ولكل من هو بيحب مصر،

على النقيض تعالى عواء قنوات العار ( الجزيرة - الشرق - مكملين) والذين تركوا كل المكاسب والإنجازات وأعمال البطولة في هذا البيان، وذكروا سطر واحد فقط يقول ( قتل وإصابة 7 ضباط وجنود من الجيش المصري )

أولا : لم يذكروا أي شىء آخر مما ورد وجاء في البيان العسكري المصري.

ثانيا : وصف الجنود بالقتل وليس بالاستشهاد.

ثالثا : بعد تجاهل البيان التركيز على تفعيل هشتاج وهمي يسئ للنظام الحاكم المصري، وبدأ دس السم في العسل من أجل صرف نظر العالم عن إنجازات الدولة المصرية، آخرها القبض على نائب المرشد "محمود عزت"، والدي كان صدمة كبيرة للأنظمة الإرهابية المتطرفة خارج مصر.

وما زالت العروبة تنادي على إخوان الشقاق، أن يعودوا لرشدهم، لإنقاذ العروبة، ومابقى من أشلاء الأخوة، فما زالت قطر حتي الآن عضو بمجلس التعاون الخليجي ومازالت أيضا عضو في الجامعة العربية، وما زال باب التوبة والرجعة مفتوح، وأغصان الزيتون وأسراب الحمام تلوح في الأفق وتنتظر السلام.