الطريق
جريدة الطريق

الوجه الآخر للدروس الخصوصية

-

كتير منا كان بياخد درس لأنه مبيقدرش يستوعب من شرح المدرس في ظل إزدحام الفصول وقت الحصة المحدود، وصعوبة المناهج ،وتعقدها المستمر.
وهذه المشاكل لم تكن موجودة من قبل وكان يلجأ لها الطالب الضعيف ذوي المهارات المتدنية.
ومع ازدحام الفصول وتدني المستوى التعليمى لجأت الوزارة إلى فتح الباب للمجموعات المدرسية للراغبين من الطلاب وسرعان ما أصبحت إجبارية ونسب من الدروس تصل إلي أعلى المستويات في الوزارة، ودا ال شجع المدرس على جعلها إجبارية ومفروضة على الجميع محتاج أو غير محتاج.
وكانت تعطى بعد إنتهاء اليوم الدراسى ،وتطور الأمر إلي أن تعطى في حصص الفراغ وما أكثرها في اليوم الدراسى.
حصل تطور آخر المدرسين بدو يعملو دروس موازية في البيت وكل الطلبه دخلوها يعنى بقى فيه درسين وولى الأمر يدفع إلي أن تم إلغاء المجموعات المدرسية، والاعتماد على الدروس المنزلية في منزل المدرس أو في منزل أحد التلاميذ ميسورى الحال.
وكانت الدروس في كل المواد الأساسية وغير الأساسية وبدأت مع الدروس عروض أزياء من الطالبات والطلبة وأصبح الدرس بمثابة خروجه للطالبات. وفسحة بدل الحبس في البيت.
وبدأت الطالبات من إبتدائى إلي ثانوى في مبارزة بعضهم البعض في لبس أحدث صيحات الأزياء والخروج من المنزل والمشي مع بعض في جماعات إلي مكان الدرس وأحيانًا الإنتظار أمام المكان.
أما الأولاد ومتعودين على العمل في الإجازة لمساعدة الأسرة وبداية الدروس تعني التوقف عن العمل لصالح الدروس وتحولت مدرسات الدروس إلي أم بديلة ال عاوز يخطب بنت يقول للمدرسة وبعدين المدرسة بتتفاهم مع أهل البنت.
فيه بضاعة رائجة مع بداية الدروس وهى ركوب الدراجات النارية والإستعراض بها أمام بنات الدروس ودخل سعر الدراجات النارية في ارتفاع مستمر.
وراجت أيضا سرقة الدرجات النارية خصوصا أنها تسير بدون لوحات ومن السهل سرقتها وراجت معها مهنة سائق التوكتوك التي تساهم في توصيل البنات لو المشوار طويل لقاء أجر متفق عليه يقول بالنسبة للطالبات. وخدمة لهم
كنت جالس أمام المسجد وبسأل مجموعه من البنات هي الدروس بدأت بدرى ليه؟
فقالت بالحرف الواحد إحنا زهقنا من قعدت البيت عاوزين نخرج نجرب اللباس ال اشتريناه بس أهلنا مبيرضوش يخرجونا بنضغط على المس علشان نبدأ الدرس وبكدا هنخرج كل يوم ونلبس ونشيك وممكن نتخطب وبلاش وجع دماغ.
زمان مكنش فيه دروس وكانت الفرصة الوحيدة ال ممكن تشوف فيها البنت ال عايز تخطبها إنك تنتظرها على الطريق الزراعى وهى راجعة من المدرسة في القطار وهتمشى 2 كم إلى المنزل ومش هتخرج من بيتها مرة أخرى غير للضروره القصوى.
وفيه جوازات كتير تمت بالطريقة دى وكلنا عارفينها يستوى بنات الريف مع بنات القريه لأن الفروق أصبحت بسيطة وغير ملحوظة والدرس خروجه ممتازة للبنت في المدينة بدل الحبس وطبعا الخروجات للدروس شجعت على التحرش وخطف البنات وهروب البنات وخصوصاً إن سنهم بيكون صغير وفى مرحلة المراهقة.
زمان على أيامنا كانت بتحصل جوازات وخطوبات بين المدرسين والبنات ال في تالته إعدادى وكانت البنت لما تشوف زميلتها ال كملت تعليم كانت بتندم على الغلطة ال عملتها وهى صغيرة لما كانت معجبه بالمدرس ونفسها يبقى بتاعها وحدها دونًا عن البنات.
بس الحقيقة تقال مستوى البنات الدراسى أفضل بكتير من الأولاد بدليل إن المراكز الأولى في الشهادات العامة من نصيب البنات ودا راجع لأن الولاد بيشتغلو وعليهم ضغوط أكتر من البنت كمان الولاد بيحبو يلعبو ألعاب جماعية أو في بعضهم يساعد في الأعمال الحقلية مع الوالد ودا سبب تفوق البنات على الولاد في الشهادات العامة.
ويستمر التفوق في الجامعه بس البنت ساعات بتقول لحد هنا والولاد بيكملو دراسات عليا.
أنا فاكر زمان لما كانت الأسر بتعليم الأولاد في الجامعة في القاهرة والبنات ميكملوش تعليم.
ايه ال حصل؟
ال حصل إن الولاد بقو يتجوزو من بنات القاهرة وبنات الريف بارو واستمرت العملية على كده لحد الحكومة ماعملت الجامعات الإقليمية في الريف، وبدأت بنات الريفية تكمل وبقت مهندسة وطبيبة وممرضة ومحامية وصيدلانية وبدأ الوضع يتعدل وشباب الريف يتجوز من بنات الريف.
التمييز بين الولاد والبنات مينفعش وله آثار جانبيه خطيرة.
الشباب لما كان بيتجوزو من بنات البندر الجيل ال بيطلع معندوش انتماء للريف ومش عاوز يقيم في الريف. ويهجر الأرض ويبيعها سعياً إلى الإقامة الدائمة في القاهرة.
الخلاصة إن مش المدرس هو الذي يجبر الطلاب على الدروس لا دا البنات ال زهقوا من الحبسة في البيت هما اللي يضغطون من أجل الخروج والتمتع بلبس وعرض الأزياء الجديدة.
أمهات البنات عاوزين يفتخرون بأنهم بيوفروا دروسا لولادهم ويدفعون فيها دم قلبهم.
الأم نفسها بتسعى إنها تلبس بنتها وتشييكها وتخرجها من المنزل لعل وعسي وييجى عريس كويس ويجوز البنت بدل ما يصرف عليها.
الحاجه الغريبة عن الدروس ودى محدش يلاحظها كثير الأزهر مفهوش دروس نظراً لقلة أعداد الطلاب في الفصول الفصل أقل من عشرين بس طلاب الأزهر كانو بيروحو دروس مع أقرانهم من التعليم العام.
ايه ال حصل؟
مجاميع الطلاب في الأزهر ارتفعت وكانت متدنية قبل ذلك وارتفع تنسيق الأزهر هو الآخر وأصابت حمى الدروس مدرسين الأزهر.
ودا بدليل؛ بها اللى بيرجع الدروس إلى كثافة الفصول بقول الأزهر الكثافة في الفصول أقل من عشرين وعندهم دروس زى التعليم العام بالضبط. الدروس لرفع المستوى زيادة الكفاءة.
أنا مع التطوير الجديد ال بيعمله العالم الفاضل وزير التعليم ورئيس الجامعة الأمريكية السابق ال ولادى درسوا ويدرسون فيها.
الطالب يبذل مجهود بسيط ويحصل على تقدير مرتفع وطالب فاهم مش حافظ زى طالب الجامعات الحكومية ال بيذاكر ساعات لا نهائية علشان يحصل على جيد بالعافية علشان يحافظ على استمراره في المدينة الجامعية.
ربنا يوفق إحنا كلنا بندور على حل المشاكل بدون الإضرار بأحد أو الانتقام من أحد.
الدروس الخصوصية سرطان يجب التخلص منها قبل أن تستشري في كامل أنحاء الجسد ولا ينفع معها العلاج أو البتر.