الطريق
جريدة الطريق

ماما لبنى .. لماذا احتفل جوجل بالكاتبة نتيلة راشد مؤسسة مجلة سمير للأطفال؟

جوجل يحتفل بالسيدة نتيلة راشد الشهيرة بـ
سعيد محمود -

زينت صورة الكاتبة الصحفية الراحلة نتيلة راشد والمعروفة باسم ماما لبنى لوجو محرك البحث الأضخم في العالم جوجل، صباح اليوم الأحد 20 سبتمبر 2020، وذلك احتفالا من جوجل بمرور 86 عاما على ميلاد مؤسسة مجلة سمير للاطفال وأشهر رئيس تحرير لها.

وبعد ساعات قليلة من احتفاء جوجل بالراحلة نتيلة راشد، صعد اسمها على قمة تريندات محركات البحث، بعد سعي الكثير لمعرفة معلومات عن السيدة المصرية التي احتفى بها محرك البحث العالمي، حيث ظهرت صورة ماما لبنى في منتصف شعار جوجل الذي تم تصميمه على كتاب مفتوح، وهي تنظر مبتسمة للأطفال على صفحة الكتاب الذي زينت خلفيته بأهرامات الجيزة، للتأكيد على أن الشخصية التي يحتفل بها جوجل من مصر، فمن هي السيدة نتيلة راشد؟ ولماذا احتفل جوجل بها اليوم؟

 

من هي نتيلة راشد الشهيرة بـ "ماما لبنى"؟

لم تكن السيدة نتيلة راشد مجرد كاتبة صحفية تخصصت في مجال قصص الأطفال، وإنما كانت بمثابة الأم الروحية لكثير من معاصريها، والذين أصبح لهم شأنا في مجالات عدة، منها الصحافة بطبيعة الحال.

نتيلة راشد

ولدت ماما لبنى في التاسع عشر من سبتمبر عام 1934، ونشأت في أسرة ميسورة الحال، مع والدها السيد إبراهيم راشد، ووالدتها السيدة منيرة ناصف.

 

اهتمت بأدب الأطفال منذ دراستها الجامعية، وأسست مجلة سمير للأطفال عام 1956، والتي جلست على كرسي رئيس تحريرها حتى عام 2002.

مجلة سمير

شغلت منصب أمينة لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، وحصلت على جائزة الدولة المخصصة لأدب الأطفال عام 1978، كما نالت أيضا وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

 

تزوجت من الأديب عبد التواب يوسف، وانجبت منه كلا من، "هشام" الذي عمل في السلك الدبلوماسي وتقلد منصب رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية سابقا، ومنصب رئيس وحدة الإغاثة في منظمة التعاون الإسلامي، و"لبنى" التي عملت أستاذا بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وشغلت منصب وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا، و"عصام" الكاتب الشاب صاحب راويتي "ربع جرام" و"اثنين ضباط" ومقدم برنامج العباقرة على قناة القاهرة والناس.

 

ماما لبنى ومجلة سمير من سن 8 إلى 88

في الخامس عشر من أبريل سنة 1956، طالع الأطفال في مصر بشغف مجلة جديدة صدرت خصيصا من أجلهم، حيث كان غلاف عدده الأول مبهجا لجيل الخمسينيات من الأولاد والبنات، ولما لا وهو يحمل صورة طفلين ظريفين، يرتديان أزياء بسيطة تشبه ما يرتديه الأطفال في الحقيقة، ويحمل احدهما بالونا أحمر اللون، بينما يسير خلفه الآخر محملا بالمشتريات العديدة والعرق يتصبب منه، وفي الصورة بائع العرقسوس اللذيذ وعسكري شرطة يضعه يديه في وسطه.

العدد الأول من مجلة سمير

إنها مجلة سمير صاحبة الشعار الشهير "من سن 8 إلى 88"، والتي أسستها نتيلة راشد، وصدرت عن دار الهلال، وكانت حديث الأولاد والبنات لسنوات عديدة، حيث تعلقوا بشخصياتها الأساسية الظريفة "سمير، وتهتة"، وتابعوا بشغف اختراعات العبقري الصغير "زيكو زكي"، ومغامرات صبي القهوة الشجاع "كراوية"، وساعدوا المفتش "أشرف الشريف" في حل الألغاز البوليسية المعقدة.

ابن جحا مجلة سمير

كما خاض الأطفال مغامرات مشوقة مع "البواسل"، أطفال الكشافة الشجعان، وضحكوا من قلوبهم على طرائف جحا العديدة، وتعلموا عدم الإتيان بالأفعال غير المقبولة حتى لا يصبحون مثل "بعجر السخيف".

بعجر السخيف مجلة سمير

سمير يقدم ميكي

في السابع عشر من أبريل عام 1958، قدمت مجلة سمير هدية أخرى للأطفال، وهي مجلة ميكي، حيث قرأ العديد وقتها مغامرات شخصيات ديزني الشهيرة، "ميكي، وبطوط، وبندق، وعم دهب، وعبقرينو، والثعلب المكار"، وغيرهم من الشخصيات الكارتونية المحببة للأطفال حتى وقتنا هذا، قبل أن تستقل "ميكي" بعد ذلك ويصبح لها إصدارها الخاص.

سمير يقدم ميكي

 

نتيلة راشد ودروس من الحيوانات

تعتبر ماما لبنى من أهم كتاب الأطفال في الخمسينيات، وهي التي ساعدت الكثير من الشباب على ممارسة العمل الصحفية عندما أتاحت لهم باب "مراسل سمير" في المجلة الشهيرة.

وكانت الراحلة نتيلة راشد تسعى دائما لزرع القيم النبيلة في الجيل الناشئ عن طريق كتاباتها، ومن تلك الكتابات قصتها في العدد الخاص من مجلة سمير عام 1985، والذي صدر بعنوان "سمير يقدم ميكي".

ماما لبنى والخادم الامين
وكان عنوان قصة ماما لبنى "دروس من الحيوانات"، حيث روت فيها للأطفال حكاية عن فضيلة الأمانة، واستخدمت الحيوانات لرواية القصة، فالأستاذ قط هو الذي حكى للأطفال حكاية الخادم الأمين "عثمان" الذي كان في حاجة إلى المال، لكنه لم يسمح لشيطانه أن يسيطر عليه ويجعله يسرق محفظة صاحب المنزل الذي يعمل به، لذلك أطلقوا عليه "عثمان الأمين".

قصة نتيلة راشد في مجلة سمير

وبعد رحلة طويلة مثمرة في عالم أدب الطفل، تركت فيها نتسلة راشد بصمة من نور في عقول الأطفال قبل قلوبهم، رحلت عن دنيانا في السادس والعشرين من مايو عام 2012، تاركة لنا روحها النقية في جميع أعمالها، لتستحق أن يحتفي بها جوجل وجميع المواقع الإلكترونية اليوم وفاء لها، وسدادا لجزء صغير من حقها.

يمكنك قراءة وتحميل العدد الأول من مجلة سمير من هنا