الطريق
جريدة الطريق

حوار| هاني الناظر عن نصر أكتوبر لـ”الطريق”: مشاركتي في الحرب أجمل أيام حياتي.. وأهالي المنيل استقبلوني بالأحضان بعد العودة

الدكتور هاني الناظر استشاري الأمراض الجلدية
دعاء راجح -

في حرب أكتوبر، حرب العزة والكرامة، ينسى كل محارب تخصصه العملي سواء كان طبيب أو مهندس أو غيره، ولكنه يتذكر فقط أنه جندي يسعى لاسترداد أرضه من عدو مغتصب، وهو ما شعر به الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية في أثناء مشاكرته في حرب أكتوبر.

 

"الطريق" يحاور الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث سابقًا، أحد أبطال حرب أكتوبر، حول مشاركته في العبور المجيد.

فإلى نص الحوار..

 

- كيف كانت مشاركتك في حرب أكتوبر؟

قبل حرب أكتوبر كنت أتمنى أنا والعديد من الشباب أن يأتي اليوم الذي تحظى فيه مصر بحريتها واستقلالها وطرد العدو الإسرائيلي من أرضها، لذلك عقب تخرجي من كلية الطب عام 1972 لتحقت بالقوات المسلحة، وحينها تم اختياري بين الضباط الاحتياط، وتخرجت برتبة ملازم في أغسطس 1973.

- ما السلاح الذي كنت تخدم فيه خلال حرب أكتوبر؟

كانت مهمتي في سلاح الإمدادات والتنمية، وكنت المسؤول عن إمداد الجيش الثاني والثالث بالمواد الغذائية طوال فترة الحرب، وهو دور خطير بالنسبة لهذا العمل في وقت الحرب، وخاصة أن الجنود والضباط واصلوا الحرب خلال الصيام ورفضوا استخدام الرخصة بالفطار بسبب مشقة الحرب.

 

- وهل توقعت اندلاع الحرب؟

 كنت على يقين تام بأن الجيش المصري سيحارب ذات يوم، ولن يتهاون في استرداد أرض مصر، لذلك في شهر سبتمبر عام 1973، وعقب تخرجي تم توزيع ضباط الاحتياط على أماكن الخدمات الخاصة بهم، وحينها استشعرت بأن هناك شيء غير عادي، حيث كان هناك استعدادات وتحركات سريعة على غير المعتاد، ولكن لم يكن لدينا معلومات بأي شيء، لأنه كان هناك سرية تامة بقرار الحرب.

اقرأ أيضًا: الدكتور هاني الناظر لـ”الطريق”: وصفي بـ”طبيب الغلابة” فخر وبرد الجميل للناس

 

- كيف كانت الأيام الأولى لشهر أكتوبر 73 قبل قيام الحرب؟

 

في يوم 1 أكتوبر، بدأت أنا وغيري نشعر بقرب الحرب، وخصوصًا في قوات الجيش الثاني الميداني، الذي استمر في المناورات العسكرية بشكل مستمر، وبدأ التضارب في الأفكار، حيث كان البعض يؤكد على قيام الحرب والبعض الأخر يشكك في قيام الحرب، وأنا كنت من الذين يؤكدون أن هذه التحركات استعداد للحرب.

- دار حوار بينك وبين صديقك الضابط "عبد السلام" قبل الحرب بـ4 أيام، فماذا عن تفاصيله؟

في مساء يوم 2 أكتوبر 1973، كنت جالسا في المعسكر مع دفعتي الضابط "عبد السلام"، وكنا نستشعر حدوث شيئا غريبا، نتيجة للتحركات التي تتم بين القوات والاستعدادات غير العادية في الجيشين الثاني والثالث وحتى المنطقة المركزية، ولكن ليس لدينا كضباط شباب أية معلومات تشير أننا نستعد لدخول حربا مع العدو الإسرائيلي.

 

وفي أثناء حديثنا سألني "عبد السلام" قائلاً: "تفتكر لو الحرب قامت إحنا ممكن نعدي القناة وننتصر عليهم؟"، فأسرعت بالإجابة عليه بأننا سننتصر في الحرب بكل تأكيد بإذن الله عز وجل، فسألني مرة أخرى "ليه ؟"، فأجبته أن الحلم الذي يراود كل الجنود والضباط، هو الدخول في الحرب مع العدو الإسرائيلي، لكي نحقق النصر ونسترد كل شبر من أرض مصر وبالنسبة لنا إما النصر وإما الشهادة، بينما الجنود الإسرائيليين، لا يتمنوا الحرب لأنهم يخافون على حياتهم ويخشون القتل ومتيقنون أن سيناء ليست أرضهم ويريدون الحياة فقط.

اقرأ أيضًا: بالفيديو.. هاني الناظر: سنتفادى موجة كورونا الثانية بـ«هذه الطريقة»

وبعد 4 أيام على حديثي مع زميلي "عبد السلام"، انطلقت الحرب وتحقق النصر في 6 ساعات فقط، وتمكن رجال القوات المسلحة، من تحطيم خط بارليف واسترداد أرض مصر لأن لأنهم على حق.

 

 

- وكيف مرت عليك أوقات الحرب؟

فترة الحرب اعتبرها من أجمل أيام حياتي، منذ ولادتي وحتى اليوم، وكنا نفعل كل شيء بسعادة لأننا هدفنا كان تحقيق السعادة للمصريين جميعًا، ومحو مرارة الهزيمة والألم الذي شعر به الملايين من المصريين، وأنا واحد منهم في أثناء هزيمة 1967، وحينها كنت أبلغ من العمر 16 عامًا، وشعرت بمدى الإحباط والانكسار الذي شعر به المصريين لسنوات طويلة، وهو ما كان الدافع الذي ساعدهم على تحقيق النصر، وعاد الشعور بالانتصار، ذلك الإحساس الذي جعل كل جندي في الحرب كان يشعر بسعادة بالغة.

 

- هل كنت تحاول التواصل مع أسرتك خلال شهر الحرب؟

في فترة الشهور القليلة قبل حرب أكتوبر، وبعد الحرب، كان من الصعب التواصل مع أسرتي إلا على فترات بعيدة، نتيجة للضغوط والعمل المتواصل، ففي أثناء العمليات استمريت في العمل لمدة 4 أيام بدون نوم أو راحة، نتيجة لضغط العمل المتواصل من العمليات التي استمرت من يوم 6 أكتوبر ليوم 23 أكتوبر.

 

كيف كانت أول زيارة لأسرتك بعد العودة من الحرب؟

سعادة بالغة شعرت بها عندما شاهدت استقبال أهالي حي المنيل الذي كنت أعيش فيه مع أسرتي، فقد كان استقبال أبطال بالأحضان والسلامات والضحكات ودموع الفرح، ولم استطع حينها المكوث في منزلي، فأسرعت لزيارة أقاربي جميعهم والإطمئنان عليهم والحديث معهم عن النصر العظيم الذي حققه الجيش المصري على العدو الإسرائيلي.