الطريق
جريدة الطريق

البقاء للأقلع

طارق سعد
-

جرت العادة أن تقام المهرجانات الفنية لتشهد منافسات بين الأعمال لاختيار الأفضل أعمالاً ونجوماً، في مباراة تنافسية نشهد وقائعها افتتاحاً وختاماً مزينة بالنجوم في بث مباشر، إلا أن في مهرجاناتنا الوضع يختلف، فالنجمات تأتين في مباراة تتنافسن فيها على المساحات المكشوفة من جسدهن، بفساتين أشبه بملابس النوم بشكل فج ومبتذل، ليتحول إلى مهرجان من نوع آخر نشهد وقائعه في "قلع مباشر"!

للأسف ما تفعله النجمات على السجادة الحمراء في محاولة لمحاكاة فنانات الغرب أضاع القيمة الفنية للأعمال التي يُبذل مجهوداً كبيراً في صناعتها، مثلما أضاع قيمة وجود مهرجان سينمائي متخصص ويدعو إلى الاحتراف، فيصبح مصيره الانحراف عن كل ما خطط له، ويتحول إلى "فاترينة أجساد" تظهر فيها تفاصيل لا تظهر إلا في غرف النوم، فيصبح التركيز على مفاتن النجمات والاهتمام الإعلامي منصب على الحلوى المكشوفة، لتفاجأ أنك خرجت من مهرجان سينمائي يهدف لتشجيع صناعة الفن إلى مهرجان في "العك"!

المضحك المبكي في هذا الـ "عك"، أن من تشاهدهن من ممثلات وفنانات ونجمات بحسب درجات الترقي، معظمهن لا يقدمن أعمالاً سينمائية ولا يشاركن فيها، فقط من أعضاء حزب "عبده مشتاق"، ربما وجودهن مع "شوية حركات" يلفت النظر ويصطاد فيلماً أو اثنين في وقت أصبحت السينما فيه عزيزة.

وفي قائمة المضحك المبكي أيضاً، ألا يتحول المهرجان إلى مهرجان للعري فقط، ولكن ينتقل إلى مرحلة الـ "عبط"، فتفاجأ بعينات من الممثلين جاءوا لاستعراض الـ "عبط"، وهو نوع جديد من الاستعراض يأتي فيه المدعو بملابس غريبة وغير مألوفة ومقززة أحياناً، مع "لوك" من نفس العينة لخطف الـ "سوكسيه"، فيصبح هذا الكائن الغريب الذي ضل طريقه من برنامج "العلم والإيمان" حديث الساعة وتسلط عليه الأضواء، فيفرح ويتباهى بذلك من قبيل الـ "عبط" ويترك المتابعين في حسرة على هذا السيرك المنصوب بلا مدربين!

حفلا الافتتاح والختام بينهما الفعاليات تحمل أعمالاً قد تجد بينها ما هو عظيم وما هو مهم وما هو جدير بالمشاركة خارج الحدود، وهناك لجاناً للتحكيم في كل مسابقة لاختيار الأفضل من هذه الأعمال والمشاركين فيها، ولكن كل هذه الأحداث "سايلانت" تضيع بلا تركيز ولا اهتمام ولا تأثير، فعلى الجانب الآخر هناك لجان من نوع مختلف ذهب تركيزها في فرز الفساتين ومقاسات مفاتن الفنانات التي اختلف جزء منها بعد عمليات تجميل ضربت الوجه ومناطق عشوائية أخرى لتأتى بعد نهاية "مولد سيدي المهرجان" لا تتذكر أي عمل من المشاركين فيه ولا تنتبه لجوائزه بل لا تعرف هذا ولا ذاك ... فقط تكتفي بألبومات صور الفنانات طوال هذه الأيام بملابس "ماركة ما قل ودل".
للأسف فقدت فكرة المهرجان الفني قيمتها وفقدت السينما في مهرجاناتها بريقها بعدما أعمى العيون بريق العري في "حركات خايبة" للفت الأنظار فضاع الجوهر وبقيت القشرة لتختفي الأعمال خلف الستار لا يتذكرها الجمهور ولا يعرفها من الأساس وفي الواجهة سباق للعري بابتذال بمجموعات من الفساتين ينافس معظمها على جائزة الأسوأ ليكتمل المشهد العبثي بما يليق به من أسئلة المذيعين البلهاء التي تستوجب محاكمة عسكرية.

المحاولات المستمرة لتقليد الغرب بغباء لا يناسبنا أدى إلى فشل ذريع أضاع كل شيء وأفسد الحدث وأفسد الصورة ودمر الهدف الرئيسي في القيمة الفنية وتحول المهرجان إلى "سوء".

وفى النهاية ..............

يذهب العمل الفني بقيمته مع الجائزة في نفق النسيان ليبقى كما قالت العميقة "ياسمين صبري" ...

اللي خده خده .. واللي كمل كمل .. و"البقاء للأقلع"!