الطريق
جريدة الطريق

القاعود يناقش أول رسالة جامعية عن أدب فاضل السباعي في ”عين شمس” 

لجنة المناقشة
-

شهد قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس مناقشة أول رسالة جامعية في العالم العربي عن الأعمال الروائية للأديب السوري الراحل فاضل السباعي تحت عنوان «الرِّواية الاجتماعية عند فاضل السباعي»

وجاءت رسالة الباحث محمود حلمي محمد القاعود، لتكشف الكثير من الجوانب المهمة في أدب فاضل السباعي، وتلقي الضوء على التقنيات السردية التي برع فيها الراحل الكبير فاضل السباعي.

يقول القاعود في تعريفه بالبحث: بالتوقف عند أعمالِ الروائيِّ فاضلٍ السباعيِّ وجدتُه من القلائل الذين أجادُوا في فنِّ الروايةِ الاجتماعيةِ التي تتخذُ طابعًا تراجيديًّا في معظمِ الأحيان .
وهذا ما دعاني لأجعلَهُ موضوعَ هذا البحثِ، بالإضافةِ لعدة عوامل أخرى، منها:
1- أن الموضوعَ جديدٌ، وهو الأول في العالم العربي الذي يدرس أدب فاضل السباعي
2- إلقاءُ الضوءِ على رواياتِ فاضلٍ السباعيِّ التي تناولت موضوعاتٍ اجتماعيةً ثريةً.
3- فاضلُ السباعيُّ أحدُ العلاماتِ البارزةِ بين كُتابِ الروايةِ في سوريا والوطنِ العربيّ.
4- أسلوبُ فاضلٍ السباعيِّ المميزُ ولغتُه السلسةُ ونقلُ الواقعِ بطريقةٍ احترافيةٍ في ثنايا سطورِ رواياتِه.
5- تفرُّدُ فاضلٍ السباعيِّ في فنِّ الروايةِ الاجتماعيةِ، حيث انحازَ للمجتمعِ وهمومِه بعيدًا عن التنظيرِ والعباراتِ الإنشائيةِ.
وقد اعتمدتُ على المنهج الاجتماعي في دراسةِ روايات فاضل السباعي، لأهميةِ هذا المنهجِ في تناولِ هذا النمطِ من الرواياتِ كونه يربطُ بينها وبين بيئتِها ومحيطِها الاجتماعيِّ.

وتابع الباحث محمود القاعود: أرادَ السباعيُّ – دائماً- أن ينتصرَ لقيمِ الخيرِ والحقِ، في نفسِ الوقتِ الذي يحملُ فيه على الشرِّ وأنصارِه، مستخدما براعتَهُ اللغويّةَ وملكَتَهُ الأدبيةَ، ولعل هذه الحقيقةَ التي رصدَها الباحثُ، تتماهى مع ما قالَه القاصُّ الأعظمُ أنطون تشيخوف في رسالة إلى صديقه:
"دعني أذكرك بأن الكتابَ الخالدينَ أو الموهوبينَ الذين يؤثِّرونَ في وجدانِنا، يملكون فيما بينهم صفةً عامةً ومشتركةً قد تكون الهدفَ الأساسيَّ مِن أدبِهم، وهي أنهم يهدفون إلى شيءٍ ويدعونَ إليه أيضاً، ولذلك تشعرُ – لا بعقلِك- ولكن بوجدانِك كلِّه، أن لديهم هدفًا.
بعضهم لديه أهدافٌ مباشرةٌ تخرج عن نطاقِ الدعوةِ إلى الدعايةِ، كمحاربةِ الإقطاعِ والقضاءِ على الاستعمارِ، أو كالسياسةِ، أو حبِّ الجمالِ، أو مجرّدِ الفودْكا، وآخرون لديهم أهدافٌ بعيدةٌ ميتافيزيقيةٌ: كاللهِ والقدرِ، والحياةِ بعد الموتِ، والسعادةِ الإنسانيةِ.. وإن أحسنَهم كتابٌ واقعيون يُصوِّرون الحياةَ كما هي.
ولكن على الرغم من أن كلا منهم يستغرقُهُ هدفٌ واحدٌ، فإنك تشعرُ في أعماقِهم لا مجردَ الحياةِ كما هي، بل الحياةُ كما يجبُ أن تكون، وأن هذا ليستحوذُ عليك. أما نحن فنصوِّرُ الحياةَ كما هي، أما فيما وراء ذلك فلا شيءَ على الإطلاق".
وأردف القاعود: عمد فاضلٌ السباعي، إلى تقديم صورةٍ نابضةٍ وحيةٍ عن مجتمعِه الذي عاش فيه ، وعايشَ آلامَه وهمومَه متخذاً مِن الأسرةِ التي هي عمادُ المجتمعِ والأمةِ مُنطلقًا.
كانت الرسالة تحت إشراف الدكتور محمد إبراهيم الطاووس أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس والدكتورة هدى عطية عبد الغفار مدرس الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس
ورأس جلسة المناقشة الدكتور إبراهيم محمود عوض أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمس. وكان المناقش الخارجي الدكتور أسامة البحيري أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة طنطا.
وأثنت اللجنة على الباحث ومنحته الماجستير بتقدير ممتاز.
يُذكر أن فاضل السباعي من أبرز كتاب الرِّواية في سوريا، ولد في 29 أكتوبر عام 1929م ورحل بعد صراع مع المرض في 25 نوفمبر 2020م عن عمر 91 عاما، مخلفا إرثا من الروايات والقصص والأعمال الفكرية.