الطريق
جريدة الطريق

إسرائيل تهدد بنسف لبنان ومخاوف من اندلاع حرب كبرى بالمنطقة

الصراع اللبناني الإسرائيلي
عواطف الوصيف -

في ظل الإصرار الإسرائيلي على ممارسة مزيدا من الانتهاكات ضد السيادة اللبنانية، قررت السلطات اللجوء لمجلس الأمن ومطالبات بإجراء رسمي ضد خروقات دولة الاحتلال التي تضرب المجال الجوي اللبناني.

وتأتي شكاوى لبنان لمجلس الأمن، بالتزامن مع تجاوزات تمارسها دولة الاحتلال تسببت في عرقلة مفاوضات ترسيم الحدود بين البلدين، التي تشكل أهمية كبيرة للسلطات اللبنانية، وفي ظل تهديدات إسرائيلية بضرب لبنان في أي لحظة إذا فكر "حزب الله أو إيران" التفكير في إيذاء أيا من قواتها العسكرية، وللرد على جميع علامات الاستفهام حول ملامح المرحلة المقبلة في الصراع اللبناني الإسرائيلي، كان لـ"الطريق" هذا الحوار مع الدكتور فيصل مصلح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الكندية اللبنانية، فإلى نص الحوار..

انتهاكات شاملة

 

أكد الدكتور فيصل المصلح أن إسرائيل اعتادت على ممارسة الانتهاكات ضد لبنان، ليس من خلال توجيه ضربات جوية فقط وإنما برية وبحرية أيضا، مشيرا إلى أن ذلك يعد خرقا صارخا للقرار رقم 1701 الذي وقع خلال الحرب التي حدثت في 2006.

واعتبر المصلح أن تجاوز خروقات إسرائيل ضد لبنان خلال الأشهر القليلة الماضية، يعد دليلا على أنها تستعد لعمل ما داخل لبنان، خاصة وأن طائرات الاستطلاع الإسرائيلي لا تفارق المجال الجوي اللبناني.

اقرأ أيضا : إسرائيل تحذر ”حزب الله” من استهداف قواتها على الحدود اللبنانية

شكوى لبنان

 

وأشار فيصل إلى أن توجه السلطة اللبنانية لتقديم شكوى لمجلس الأمن لاتخاذ موقف رسمي حاسم ضد إسرائيل وانتهاكاتها، هو خطوة قانونية ويحق لها القيام بذلك، بل يمكن القول بأنها تأخرت كثيرا للقيام بهذا الإجراء، موضحا أن مصير هذه الشكوى، سيكون عبارة عن توجيه إدانة مزدوجة من قبل الأمم المتحدة للبنان وإسرائيل، فالأمم المتحدة سوف تزعم بأن لبنان أيضا تمارس خروقات على الحدود بين البلدين، وبالتالي ستدعو كلا الطرفين لضبط النفس للإلتزام بقرار رقم 1701، لأن المجتمع الدولي دائما يلتف لمساندة إسرائيل ضد العرب، وعرقلة إيجاد حلول لإنهاء الأزمات ومختلف القضايا في المنطقة العربية.


الرد اللبناني العسكري

 

وعن سؤاله حول احتمالات رد عسكري من قبل لبنان على الخروقات التي تمارسها إسرائيل، أكد المصلح أنه من المستبعد جدا أن يرد لبنان الآن على هذه الخروقات، لكن إذا حدث تجاوز أكثر من ذلك للمجال الجوي اللبناني حينها سيكون هناك تعاون بين قوات الجيش اللبناني والمقاومة للرد الحاسم، منوها أن ذلك قد يتسبب في نشوب حرب كبيرة بين الطرفين.

وأكد الدكتور فيصل المصلح أن إسرائيل تسعى من خلال الخروقات الجوية التي تمارسها حاليا إجبار المقاومة على الدخول في مواجهة عسكرية في منطقة الجنوب، منوها أنها حريصة على حدوث ذلك قبل انتهاء حكم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي يؤمن غطاء سياسي كبير لإسرائيل إذا دخلت في أي حرب عسكرية مما سيؤدي لنشوب حرب عميقة في المنطقة.


قضية ترسيم الحدود

 

وعند التطرق لقضية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أفاد الباحث السياسي اللبناني أنها متوقفة حاليا لأسباب عديدة أهمها أن لبنان يطالب بحصته الشرعية الذي تصل إلى 2350 كيلو متر مربع في البحر، لكن إسرائيل يريد من لبنان عدم الدخول في مناقشات حيال هذا الأمر، وتعمدت تعقيد الأمور وبالتالي توقفت المفاوضات.

اقرأ أيضا: لبنان يطالب مجلس الأمن بالتصدي لخروقات إسرائيل وانتهاك السيادة

وأوضح المصلح أن ترسيم الحدود تشكل أهمية كبيرة بالنسبة للبنان، لكي يتمكن البلاد من الاستفادة اقتصاديا وسياسيا أيضا، وعلى الرغم من الخلافات والإنقسام بين مختلف الفئات على العديد من القضايا وأدق التفاصيل، لكن هناك اتفاق على قضية ترسيم الحدود.

ما بعد تولي جو بايدن

 

وعند الحديث عن مصير ترسيم الحدود ما بعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن رسميا في 20 يناير توقع الدكتور فيصل أنها ستشهد رعاية مختلفة تماما، وستشهد مفاجآت عديدة، موضحا أن عدم إتمام الاتفاقية سيكون له تأثير سلبي كبير على لبنان، لكن هذا لا يعني أنه سيتنازل عن أيا من حقوقه، فقد بات للبلاد حصانة، وقدرة على التعامل مع مختلف الأزمات، بعد فيروس كورونا وأزمة الليرة وغيرها، وإسرائيل تعي ذلك جيدا لذلك تحاول استفزازه للدخول في حروب حتى يقبل بشروطها والتخلي عن حقوقه التي تمثل 2350 كيلو متر مربع من البحر، لكن ذلك لن يحدث.