الطريق
جريدة الطريق

رعب من مرض ”اَكل اللحم”.. يتسبب فى جروح كبيرة مفتوحة وتشوه دائم للجسم (صور)

مرض اَكل اللحم
أحمد أبو السعود -

بينما كان العالم يشهد ذروة تفشي وباء فيروس كورونا فى أبريل من العام الماضي، ظهر فى أستراليا مرض غريب يطلق عليه اسم "قرحة بورولي" أو "اَكل اللحم"، ويتسبب فى تداعيات خطيرة ومؤلمة، ولكنه لا يزال فى نطاق السيطرة حتى الَان، فيما يخشى العلماء من انتشار المرض، بعد الإبلاغ عن إصابات جديدة فى البلاد.

ويمكن أن تؤدي عدوى الجلد وهي مرض جرثومي إلى آفات وجروحًا مفتوحة كبيرة، وقد تتطلب جراحة إذا تركت دون علاج، حيث إنه يؤدي إلى تشوه دائم، ولكن لم يتضح بعد كيف تنتقل قرحة بورولي إلى البشر، وقد تم تحديد حالات مؤخرًا فى أستراليا.

وبحسب صحيفة "ديلي ستار" البريطانية: "تم تحديد الحالات الجديدة لقرحة بورولي فى مناطق إيسندون وموني بوندز وبرونزويك فى ملبورن، وهي الحالات الأولى التي تم تحديدها فى الأجزاء غير الساحلية من البلاد.

وكان كبير مسؤولي الصحة البروفيسور بريت ساتون قد أصدر منذ ذلك الحين تحذيرًا صحيًا حول خطورة المرض والتداعيات التى قد يتسبب بها.

ويشار إلى أن العدوى تحدث بسبب بكتيريا تنتج سمًا يؤثر على جهاز المناعة ويؤدي إلى آفات على الجلد، وقد تظهر العلامات مثل لدغات الحشرات، ويمكن أن تتطور إلى قرح مرعبة.

ومع ذلك، فإن خطر الإصابة فى المناطق المذكورة أعلاه لا يزال منخفضًا، وفقًا لتقارير NCA Newswire.

وتقول منظمة الصحة العالمية: "على الرغم من أن الكائن الحي المسبب لقرحة بورولي هو بكتيريا بيئية، فإن طريقة انتقال العدوى إلى البشر لا تزال غير معروفة.

ويعتقد العلماء، أن الكائن الحي عبارة عن مادة سامة فريدة، حيث ينتج الميكولاكتون والتى تتسبب فى تلف الجلد، ويؤكدون على أن "التشخيص والعلاج المبكر أمران حاسمان لتقليل معدلات الإصابة بالأمراض والتكاليف والوقاية من الإعاقة طويلة الأمد".

ومن جهتها، أصدرت وزارة الصحة فى فيكتوريا بيانًا قالت فيه أيضًا، "إن التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية لمنع فقدان الجلد والأنسجة".

اقرأ أيضًا: ”تضخم فى الدماغ ونسبة وفيات مرتفعة”.. مخاوف من تحول فيروس نيباه إلى الوباء الجديد (صور)

والأمر المثير للقلق، هو أنه لم يتم تحديد مصدر العدوى بعد، ولكن تم اكتشاف البكتريا فى فضلات حيوان "البوسوم الليلي"، والذي يعتقد العلماء أنه يلعب دورًا رئيسيًا فى انتقال قرحة بورولي إلى البشر، كما تشير الأبحاث إلى أن البعوض قد يلعب دورًا أيضًا فى انتقال العدوي.

ويشار هنا إلى أنه تم فقدان الكثير من موائل البوسوم الطبيعية بسبب عمليات التطوير الحضري فى السنوات الأخيرة، مما أدى إلى التقارب بين البوسوم والبشر وأصبحا يتنافس النوعان على المساحات المتاحة، وربما يؤدي ذلك إلى زيادة حالات المرض.

اقرأ أيضًا: عاجل | بيل جيتس يحذر: العالم سيواجه تحديات أخطر بعد القضاء على كورونا

يذكر أن حالات العدوى فى ولاية فيكتوريا كانت أعلى عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، ولكن يمكن أن يُصاب بها الأشخاص فى أي عمر، كما تم الإبلاغ عن المرض سابقًا فى بلدان عبر إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

وتحذر منظمة الصحة العالمية من "عدم وجود وقاية" وأن بعض العدوى يمكن أن تؤدي إلى "تشوه دائم وإعاقة طويلة الأمد"، وغالبًا ما يبدأ على شكل "تورم لا ينضب على الساقين أو الذراعين أو الوجه"، ويمكن أن يتطور المرض دون ألم أو حمى، ويمكن أن يتقرح التورم فى غضون أربعة أسابيع.

كيف بدأ مرض "اَكل اللحم"

فى أبريل من عام 2020 لاحظ اَدم نويل بقعة حمراء متورمة قليلا أسفل الكاحل كان يحسبها لدغة بعوضة، ولكنها لم تتحسن بعد أسبوع، واعتقد الأطباء أنها نوع من الحساسية، ولكن بعد أسبوعين أصبح لديه ثقب فى كعب القدم، ثم قرر الذهاب لمستشفى "أوستن" فى ملبورن لفحصها مرة أخرى.

 

ومن جانبهم، أخبره الأطباء فى ذلك الحين، أن الجرح سيلتئم قريبا، ولكن لم تكد تمر أيام حتى اتسع الثقب وأصبح فى حجم "كرة التنس"، إلى درجة أنه كانت تظهر أوتار الكعب من خلاله بوضوح، وفقًا لتقرير شبكة "بي بي سي" البريطانية.

 

وبعد الأحداث المؤلمة، اضطر نويل هذه المرة إلى الذهاب إلى مستشفى "سانت فينسنت"، أكبر مستشفيات أستراليا، ومكث فى المستشفى أسبوعًا حتى يتمكن الأطباء من تشخيص المرض، واكتشفوا أن السبب هو "قرحة بورولي".