الطريق
جريدة الطريق

مخدر إكستاسي .. الموت في ”حبة” سعادة

مخدر إكستاسي
نيفين مصطفى -

يطلقون عليها عقاقير «إكستاسي» أو «هرمون السعادة»، أحد المنشطات الجنسية الجديدة المحرمة في العديد من دول العالم، يدخل مصر عن طريق التهريب، يستخدمها تجار «الكيف» لصنع ثروات طائلة ومحرمة بسب سعره الباهظ الذي يتخطى ألف جنيه للقرص الواحد، كما يستخدمه أصحاب «المزاج» للوصول إلى سعادة وهمية من خلال تناوله، بغض النظر عن أضراره المتعددة والغريبة، التي تصل إلى حد الهلوسة والغياب عن الوعي ودخول متناوليه في حالات غريبة ومختلفة تؤدي إلى الموت المفاجيء، وهو نوع من أنواع المنشطات المخدرة لها تأثير نفسي مشتق من «الأمفيتامين».

إكستاسي الموت

تعتبر آثار أقراص الإكستاسي على الجسم البشري و الدماغ معقدة، فهذه المادة تستحث إفراز السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين ويمكنها التأثير مباشرة على عدد من المستقبلات.

إكستاسي يعطى المتعة والفرحة التي يسببها على نحو مختلف عن تلك المنشطات العادية وهي أيضاً تعتبر غريبة بعض الشيء بسبب ميلها لإصدار إحساس بمتعة الاتصال العاطفي مع الآخرين، وأيضاً تقلل من الشعور بالقلق والخوف، وهي محرمة في جميع دول العالم تحت اتفاقية تابعة الأمم المتحدة.

تعاطي الوهم

الأحاسيس التي يسببها «إكتاسي» للمتعاطى كثيرة ومنها خفة الحركة، نشوة جنسية، شعور شديد بالسلام مع النفس والرضاء عن الذات حدة الطباع أكثر من اللازم، اضطرابات والتوتر، وسعادة شديدة، الشعور بالحب الشديد لكل من حولك من البشر وحتى الجماد.

الآثار السلبية طويلة المدى

انصب تركيز الأبحاث التي أجريت على الآثار السلبية بعيدة المدى المحتملة لعقار الإكستاسي على مجالين بشكل رئيسي.

المجال الأول هو السمية العصبية سيروتونينية المفعول المحتملة، هو المشاكل النفسية والسلوكية التي قد تنجم عن استخدام الإكستاسي، وقد تكون هذه الآثار السلبية المحتملة مستقلة.

فالدراسات التي تجد تغيرات في هرمون السيروتونين لا تجد دائمًا تغيرات معرفية سلوكية والدراسات التي تجد تغيرات معرفية سلوكية لا تجد دائمًا تغيرات في هرمون السيروتونين.

وبالإضافة إلى هذين المجالين الرئيسيين للبحوث، كان هناك عدد من الدراسات الحيوانية، التي تشير إلى أن الإكستاسي يمكن أن يسبب تغيرات عصبية محتملة، بما في ذلك الاستماتة، السمية العصبية غير السيروتونينة المفعول في القشرة الحسية الجسدية وزيادة التعبير وتغير معالجة بروتين أملويد السلائف.

من أخطر المخدرات

مصدر أمنى بمكافحة المخدرات كشف أن «إكستاسي»، يعتبر من أخطر أنواع الأقراص المخدرة التي ظهرت على مستوى العالم وهو من أحدث أنواع المخدرات ظهوراً في المنطقة و يتم تصنيع هذا العقار من مادة مدرجة في جدول المخدرات.

وأضاف المصدر، لـ «الطريق» أن الاكستاسي مادة أساسية في صنع أقراص النشوة الإكستازي، أو السعادة أو مخدر الحفلات، وهذه المادة التي تصنع منها هذه الأقراص عبارة عن سائل وكل لتر منه يصنع 20 ألف جرعة، ويمكن أن يتم تعاطي هذا السائل عن طريق الحقن ويتم تحويل هذا السائل إلى مسحوق ويحول هذا المسحوق الي كبسولات أو أقراص هو ما يعرف بالإكستاسي، الشهير بهرمون السعادة، والأقراص يكون مرسوم عليها عبارات أو أشكال مختلفة وله ألوان عديدة ومكتوب عليها عبارات ورسوم مثل كلمة «حب».


ملايين المتعاطين

هناك إحصائية تشير إلي أن نحو 10 إلي 25 مليون شخص على مستوى العالم قد تناولوا أقراص الأكستاسي مرة واحدة على الأقل في حياتهم .

وبالرغم من أنه تم انتشاره في أواخر القرن العشرين إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول التي تقوم بإنتاجه لأغراض طبية.

أما بالنسبة إلي دول الاتحاد الأوروبي فيتم تصنيعه بالأخص في دولة بلجيكا وهولندا، بالإضافة إلي بعض الدول الأخري مثل ألمانيا وبريطانيا واسبانيا والمجر وغيرها من الدول الأوروبية التي يتم فيها تصنيع أقراص الأكستاسي بكميات صغيرة جدا، ويتم تصنيع حبوب الاكستازي في معامل سرية صغيرة بعيدا عن رقابة الحكومة.

الأعراض

 

- الشعور بجفاف شديد في الفم وعدم القدرة على بلع الأطعمة.

- وجود انقباضات متتالية في الفكين وتكون بطريقة لا إرادية يصعب التحكم فيها من خلال المتعاطي.

- فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الأطعمة وخصوصا في الفترة التي تلي تناول تلك الحبوب.

- عدم القدرة على التركيز وضعف في الحواس المرتبطة بالإدراك و السمع وغيرها و التي من الممكن أن تسبب مشكلات كبيرة للشخص المتعاطي.

- بمجرد أن يبدأ تأثير أقراص الاكستاسي نجد أن المتعاطي يشعر بدوار وتعب شديد وعدم القدرة على الحركة، وظهور أشياء أمامه لا يعرفها .

- بعد الانتهاء من تأثير العقار من الممكن أن يصاب الشخص بنوبة من الاكتئاب قد تستمر لثلاثة أيام أوأكثر فضلا عن شعورة بالبارانويا ومجموعة أخرى من الأمراض النفسية التوتر الشديد.

- حدوث العديد من المشكلات المرتبطة بالجهاز الهضمي و التي من الممكن أن تصل بالمتعاطي إلى مرحلة الانهيار والتي من الممكن أن تصل إلي عدة أيام بعد تناول هذا المخدر.

- من المشكلات التي يسببها أقراص الأكستاسي هو توقف الجسم عن إخراج البول بطريقة طبيعية، وربما ذلك بسبب شعور المتعاطي بمزيد من العطش الشديد
-

كائنات غريبة

«أ. م» أحد المتعاطين الذي سقط في فخ الإدمان لـ الاكستاسي يروى رحلته مع السقوط في دوامة الهلاويس وكيف كاد أن يفقد كل ماله وحياته بعدما أصابه التوهان والهزال، يضيف أنه أراد تجربة النوع الجديدة من المخدرات بعيدا عن الحشيش الذي اعتاد تناوله، وأنه سمع عن الاكستاسي من أحاديث أصدقائه.

وتابع روايته لـ «الطريق» خفت من تناول قرص كامل فأخذت نصف قرص فقط للتجربة، وبعد تناوله «لاحظت حاجات غريبة بتحصل لي ورأيت أصدقائي جميعا يرتدون أشياء حمراء وهناك كائنات غريبة تتجول جانبي، فحاولت أن أفيق من هذا المخدر اللعين فسألت صديقي فقال لي اشرب كوب مياه، فشربت ولكني لم أستيقظ من مفعوله».

وأكد «أ.م» ، أن اقراص الاكستاسي مخدر لعين جدا لأنه يسيطر على العقل والجسم بالكامل، بجانب سرعة الوقت التى تمر في فى لحظة من غير الشعور بها، كما أنها تطلب ممارسة الجنس باستمرار بدون توقف، وبعد مرور 24 ساعة أصابته حالة عجيبة وهى هدوء تام و عدم القدرة على الكلام، «حسيت إني في دنيا ثانية خالص وشعورى بتعب جسدى الغريب، فعلا اقراص المخدر الجديد ملعون» .

علاج "إكستاسي"

من جهتها قالت الدكتورة أسماء أحمد، خبيرة بمركز إدمان أن علاج " إكستاسي" ، يتضمن جلسات علاج نفسي فردي وجماعي تهدف إلى علاج الأسباب التي دفعت للإدمان والأمراض التي تنتج عن التعاطي مثل الاكتئاب، والهلاوس.

اقرأ أيضًا: بعد ارتفاع الضحايا إلى 20.. مصدر أمنى: إرسال خزان مياه وسيارتين إطفاء من القاهرة إلى حريق العبور

وأكدت في تصريح خاص لـ "الطريق" أن اعتياد إدمان أقراص الأكستاسي يسبب مشكلة على المستوى السلوكي للمدمن أو المتعاطى، ولذلك فان علاج إدمان الأكستاسي يحتاج إلي مزيد من الوقت لكي يتم شفاء التعاطي منه و تعديل المستوى السلوكي والنفسي، ولابد من اللجوء إلي استشارة الطبيب أو مركز متخصص في علاج الإدمان حتى يمكن التوقف عن تعاطي مخدر الأكستاسي بنجاح.