الطريق
جريدة الطريق

القضية 404 قاعدة انطلاق البطولة لذوي القدرات الفائقة

طارق سعد
-

لسنوات طويلة بل لعقود أطول عانى أصحاب الهمم ذوي القدرات الفائقة من قلة الاهتمام أو التعرف على قدراتهم الحقيقية، والتي تجد منها ما يفوق قدراتك كشخص كامل الطبيعية، طوال هذه الفترات الزمنية وهؤلاء الملائكة يعيشون في عالم منفرد ومنعزل، أنشأ لهم المجتمع مجتمعاً خاصاً بهم وتناسى أنهم مكون رئيسي له، في الوقت الذي يحققون فيه إنجازات يعجب لها هذا المجتمع.

في السنوات الأخيرة تبنت الدولة أصحاب الهمم، وكرمهم "الرئيس السيسي" بوضعهم في قدر يتناسب معهم ونقح لقبهم ومنحهم لقباً يتناسب مع قدراتهم وهو "ذوي القدرات الفائقة"، وفي الوقت الذي يظهر من هؤلاء في الأعمال الفنية على استحياء، كانت هناك مطالب ونداءات بدمجهم في الأعمال الفنية وتصحيح مفاهيم المجتمع بتعريفهم كجزء لا يتجزأ منه، وهو ما فرض نفسه في الآونة الأخيرة حتى ظهر من يحطم الحواجز ويكسر التابوهات ويفجر "القضية 404".

القضية 404

"القضية 404" أول عمل فني يقوم ببطولته كاملاً مواهب واعدة من ذوي القدرات الفائقة، تصدى له المؤلف والمخرج "محمد الأنصاري"، مسلسل درامي تشويقي يغامر فيه برؤية فنية جديدة وخارج الصندوق، فلأول مرة تُسند بطولة عمل درامي لمجموعة من الوجوه الشابة من ذوي القدرات الفائقة، يحكي إنجازاتهم والمشاكل التي تواجههم في أكبر تحدي فني على مدار التاريخ، ليفتح فيه صفحة جديدة تماماً تُكتب باسمه.

البطولة التمثيلية لن تكون البطولة الوحيدة في مسلسل "القضية 404"، ولكن هناك بطولة أخرى تقوم بها بطلة موهوبة "مريم وجيه"، والتي تقوم برسم أحداث المسلسل وتنطلق من بين رسوماتها حكاياته على مدار الحلقات، وهو ما يصنع من "مريم" بطلة موازية لأبطال العمل.

"مريم وجيه" نفسها بطلة رياضية حققت إنجازات مشرفة، وفنانة تشكيلية حققت نجاحات كبيرة، وأول الملتحقين من فئتها بكلية الفنون الجميلة بمنحة خاصة، وتم تكريمها في أكثر من مناسبة، وهو ما تم استعراضه كاملاً بالتفاصيل في مقال سابق يحمل اسمها، في نوع آخر من التكريم والتقدير "مريم واللي منها".

الحقيقة أن فكرة ظهور عمل بهذا الشكل هي جرأة كبيرة وتمرد على واقع أصبح روتينياً مملاً، يزداد سماجة بفريق عمل رفع راية التحدي، وأعلن رسمياً عن حق فئة أصيلة من المجتمع في التعبير عن نفسها بأبطال يتصدرون المشهد.

"القضية 404" كأول عمل فني يقوم ببطولته مواهب واعدة من ذوي القدرات الفائقة، والذي يتم تجهيزه للانطلاق عبر منصة "يوتيوب"، هل يجد دعماً ومساندة من الكيانات الكبرى يحوله لأهم وأنبل عمل في التاريخ الفني المصري؟ وهي الفكرة التي تستحق تماماً وتحقق توجهات رئيس الدولة الإنسان الذي منح لهم قبلة الحياة ليعيدهم إلى المجتمع منصهرين فيه كجزء منه ووضعهم تحت بؤرة الضوء، فيطلون بنجاحاتهم عبر الشاشات في استقبال حافل بفخر واعتزاز.

"القضية 404" لم يعد مجرد عمل درامي بكامل أبطاله من ذوي القدرات الفائقة بل تحول لقضية فنية مهمة تستحق الدراسة والدعم والرعاية.