ذاكرة المشردين.. رحالة سوداني يروي تجربة زيارة 70 دولة

أدب الرحلات من أطرف الفروع التي يمكنك القراءة فيها، فهي نتاج تجربة حقيقية لشخص ما، جمع بها خلاصة ما رآه وعايشه، وهذا ما يقدمه الرحالة السوداني حسين أحمد الشهير بـ «حسنين سيدني» في كتابه الجديد «مدن في ذاكرة المشردين» الصادر عن مؤسسة أروقة للنشر.
وقد زار الرحالة السوداني حسين أحمد أكثر من سبعين دولة حول العالم، منها تايلاند، وكوريا، وهونج كونج، وفيتنام وسنغافورة، وفرنسا، وأمريكا، وغيرها وما زال يطمح في زيارة الكثير من البلدان في العالم، حيث بدأ رحلته من السودان إلى القاهرة ثم إلى أستراليا ، ثم انطلق إلى دول العالم المختلفة.
ويروي الكاتب تجارب مؤلمة يتعرض لها المهاجرين الشرعيين والغير شرعيين والمغتربين في دول العالم، وكذلك جميع المواقف التي واجهته في رحلاته إلى تلك والعادات والتقاليد التي شاهدها، بالإضافة إلى المواقف والطرائف التي صادفها.
وقد بدأ الكاتب رحلاته، كما في الكتاب، عندما ضاقت سبل الحياة به في بلده السودان، فبدأت تظهر معالم الهجرة من السودان داخله، فكان يرى كل أحلامه تجري مع الريح.
وقد خرج الكاتب من بلده السودان إلى القاهرة مع مجموعة من الشباب السودانيين الذين ضاقت بهم الحياة بسبب النظام السابق في السودان، إلى القاهرة ليقدموا طلبات بحق اللجوء السياسي.
وأكد أن السودان هو وطنه الأساسي وفي قلبه ولن ينساه إلى الأبد، ودائما ارتباطه ببلده، وأنه أسس صالون النورس الثقافي الاجتماعي لمناقشة قضايا السودان.
وأشار الكاتب إلى أن شعوب دول المغرب العربي كالمغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وكذلك الشعب المصري قريبين الشبه مع السودانيين في كل شيء.
ويقول في كتابه، عن رحلته إلى الهند، "بعد أن استقبلتنا أبقار الهندوس المقدسة، عدت من المعابد والبيوت التي تروي حكاية الفقراء تحت الجسور، ومن الجسور التي تحاصرها القبور، عدت من ثاني أكبر زحام في العالم، ومن سلالة أفقر إنسان في التراب".
وأضاف، ومن عائلة أغنى إنسان في الكون. من تلال البهارات ومن مزارع الكاري والكرز، ومن حصص الشاي، ومن بوليود وصناع الأفلام. من مبنى كلية شبكة الاتصالات، ومن عقول يغار منها عقل الحاسوب.
ويقول في نهاية كتابه، كان ترحالا واقعيا عشته من خلال تجربة أثقلتني بالأسفار والأفكار، وعلى صعيد آخر كانت هناك أيضا مواقف وطرائف، عادات وتقاليد مختلفة.