الطريق
جريدة الطريق

حياة النبي في رمضان.. هل تعادل عمرة رمضان فريضة الحج؟

هل تعادل عمرة رمضان فريضة الحج
محمود معروف -

إن من مظاهر عِظم ومكانة شهر رمضان المبارك آداء عمرة فيه، حيث يرغب الكثير من المسلمين معرفة حياة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بشكل عام.

 

 وبالأخص ماكان يفعله في شهر رمضان المعظم؛ اقتداء بسنته وتنفيذا لأوامره صلى الله عليهوسلم، ويستعرض "الطريق" حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما كان يفعله في رمضان وموضوعنا اليوم مع "العمرة في شهر رمضان تعدل حجة".

 

 وجاء عن ابْن عَبَّاسٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ :"مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ الأرض، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً".

ومما لا شك فيه أن العمرة في رمضان لا تجزئ عن حج الفريضة، بمعنى أن من اعتمر في رمضان لم تبرأ ذمته من أداء الحج الواجب لله تعالى، لأنه ركن من أركان الإسلام الـ5 لمن كان قادرا مستطيعا على أدائها، والمقصود من الحديث إذًا التشبيه من حيث الثواب والأجر وليس من حيث الإجزاء، فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدرالأجروليست في جنسه ونوعه، فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث جنس العمل.

 

فمن اعتمر في رمضان تحصل على قدر أجر الحج، غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة ما ليس في العمرة، من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح نسك وغيرها، فهما وإن تساويا في قدر الثواب من حيث الكم – يعني العدد –، ولكنهما لا يتساويان في الكيف والنوع.

 

وقد أشار علماء السنة والحديث إلى أن الحج أفضل من العمرة لأن عمل الحج فيه فضائل ليست في العمرة من دعاء يعرفه ورمي جمرات ونحر، وآداء العمرة في رمضان لا تسقط به الفريضة وهي الحج، غير أن العمرة يفضل أن تكون مرة واحدة فر العمر فقط سواء كانت في الشهر الفضيل أو غيره من شهور العام.