الطريق
جريدة الطريق

نص… لماذا لا يتوقف قلبي عن الدق وكأنه طبل!

رنا عمر -

أختلسُ النظرَ إلى مفكِّرة الفتى

التي يدوِّن فيها ملاحظاته اليومية

لا أرى شيئًا..

ينتابني الفضول لمعرفة تفاصيلي

بين صفحاته!

كيف يصفني؟ بأي رمز يسمّيني؟

هل يكتب كل التفاصيل بيننا؟

هل يدوّن جميع أسماء التدليل أيضًا؟

....

يرسل لي رسالة نصية

"أين أنتِ الآن؟ لقد بدأ الحفل دونكِ!"

ينتفض قلبي

وتلمع عيني، حد البكاء

جملة قصيرة كفيلة بتغيير كل شيء

وبث الأمل من جديد في عروقي

لقد عاد من سفرهِ البعيد

في المرآة الأمامية

يرى سائق التاكسي دموعي

المُكللة بابتسامة عريضة

وأنا أضع يدي على موضع قلبي

فيُسرع دون أن أطلب منه ذلك

....

في الحفل..

تسألني الطفلة البريئة

بأي زمان تعرفينه؟

هل تعلمين، ماذا يحب؟

كم عمرهُ؟

ماذا يعمل؟

تنسكب من فمي الإجابات

لتسقي عطش فضولها

فترفع حاجبيها

- أنتِ تعرفينه -جدًا-

رغم أنكِ لم تلتقيه غير اليوم

أضحك وأبحث عنه جواري..

....

كقطعة سُكر يذوب في الزحام

يقف بعيدًا،

يتابع كل شيء بهدوء

يبتسم للجميع

ثم يبحث عني..

تلتقي عينانا

هكذا ووبساطة!

كيف يُختصر مشهد حُب كامل

بأبطاله وأحداثه وحواره

في نظرة واحدة طويلة

لا تنتهي؟!

....

أسأله عن الغيرة

يُنكرها تمامًا

وبغضب أسد ثائر تشتعل في عينيه

لحظة اقتراب أحدهم..

كيف سيحكي عن هذا أيضًا

في مفكرته؟

كيف سيصف لقاءنا؟

وكيف سيبرّر كل ما حدث!

....

في أوقات الحكي..

يحكي لي حكاية البطل

الذي استطاع تجاوز

كثير رغم الألم

وما زال..

في أوقات الحُب

ينام ساكنًا حضني

متمتمًا ببعض الكلمات

الذي يخاف أن يبوح بها

في يقظته..

في أوقات الألم

يبتعد كثيرًا

وكأن كلًا منا يسكن في ناحية مختلفة

من العالم!

....

افتح مفكرته في غفلةٍ منه

في أول صفحة

صورة مرسومة بدقة لفتاة هي أنا

وبخط صغير تحتها

"حتى تجمعنا صورة واحدة قريبًا"..

للتواصل مع الكاتبة