الطريق
جريدة الطريق

نص… لكن ماذا عن روتين قلبي؟

-

منذ اقتربت من عمر الثلاثين، قررت أن أتبع نصائح الخبراء بالاهتمام ببشرتي، واتباع روتين يومي.

كل ليلة اضع الغسول كي ينظف الشوائب العالقة والأتربة وبقايا اللمسات الخفيفة لمساحيق التجميل التي أضعها كل صباح، ثم أقف أمام مرآتي وأمسح وجهي بالتونر القابض للمسام، وبعدها أرطّبه بلمسات الكريم، وفي الصباح أكرِّر الأمر ذاته، وأزيد عليه عازلًا للأشعة الشمسية.

لكن ماذا عن روتين قلبي؟

ماذا أفعل كي أحافظ على شبابه ونضارته وبراءته؟

كيف أستعيد رقته وثقته بالناس مرة أخرى؟

وكيف أتخلص من الشبح القائم لوجودك بداخله؟

ما الغسول المناسب ليمحو آثارك ؟ وكيف أستطيع إغلاق جرح قلبي؟

هل يوجد تونر للقلب؟

هل أستطيع تنظيف كل الشوائب التي خلَّفتها بداخلي؟

في أثناء وقوفي أمام المرآة ليلًا، أذكِّر قلبي بما فعلت بنا، كيف خنت الأمانة وأخلفت الوعد وكذبت في حديثك، أُعِيد له مرارًا وتكرارًا كيف أنك لم تستحقه ولن تستحق قلبًا بنقائه، أُثبت له أنه أثمن من أن يكون هدية وجائزة لمنافق، حدث فكذب، واؤتمن فخان، وخاصم ففجر! كنت خنجر الغدر ونحن نحسبك درع الأمان!

وفي الصباح ومع تطبيق عازل الأشعة الشمسية، أكرر له كل موقف مُحرج وضعتنا فيه، كل مرة أتينا إليك وخذلتنا!

أعلم أن علّة قلبي النسيان، وحتى لا يجعلك الغياب شخصًا عاديًا، أذكّره مرارًا بكل مرة جلسنا خائبَين نبكي ولا نعلم أين المفر، أعيد عليه مواقف التخلّي الكثيرة والردود الجافة إذا ما سألناك ماذا بعد، أذكّره بمرارة إحساسنا أننا لسنا كافيين لك، دون أن ترشدنا إلى موطن النقص لننال الرضا السامي ونهنأ بشعور الحب المكتمل.

أعيد عليه جملة أنك عدونا اللدود، ولن يجعلك الغياب شخصًا عاديًا أبدًا، مهما مرَّ العمر!

للتواصل مع الكاتبة