الطريق
جريدة الطريق

صرخة ألم.. ”الطريق” يكشف معاناة أهالى الصعيد مع كورونا

الإصابات بكورونا في الصعيد
دعاء راجح -

* "الصحة" vs "صرخات الصعايدة"

* المتحدث باسم الصحة: وفرنا 1482 سريرا في مستشفيات العزل بسوهاج

* إبراهيم خليفة ابن محافظة سوهاج: "الناس خايفة تخرج من البيت بسبب كورونا"

* عابدين السيد ابن محافظة قنا: "هنروح الشغل ونموت بكورونا أحسن ما ولادنا يموتوا من الجوع"

* حياة أبوالخير بنت محافظة أسيوط: "جوزي جاله كورونا وملقتش له مكان في المستشفى"

* مستشفى سوهاج الجامعي: "1400 سرير رقم مش حقيقي.. والناس كانت بتقعد في الاستقبال علشان مفيش أماكن في الحجر الصحي"

* وكيل صحة بني سويف: يجب على رواد السوشيال ميديا تحري الدقة في أي بيانات عن مرضى كورونا

* لجنة مكافحة كورونا في وزارة الصحة: الأمان المزيف سبب ارتفاع الإصابات

حالة من الرعب والقلق ضربت محافظات الصعيد، عقب تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، والتي شهدتها البلاد على مدار الأيام الماضية.

ففي محافظات الصعيد تزايدت صرخات المواطنين بسبب عدم توافر أماكن للحجز الصحي في المستشفيات المخصصة لمواجهة الوباء العالمي، بالتزامن مع حديث الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان حول زيادة عدد المستشفيات في محافظات الصعيد وتوافر الأسرة لمصابي كورونا.

توفير الآسرة لمصابي كورونا

وفي حديث للدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة، في إحدى القنوات التليفزيونية أكد زيادة عدد المستشفيات إلى 17 مستشفى على مستوى محافظة سوهاج، لاستقبال حالات كورونا والتوسع في الطاقة الاستيعابية للآسرة.

وأشار "مجاهد"، إلى زيادة أجهزة التنفس الصناعي من 48 إلى 58، وتوفير 1482 سريرا في مستشفى العزل بسوهاج، بالإضافة إلى 1100 سرير داخلي على مستوى محافظة سوهاج، و82 سريرا للعناية المركزة، مع توفير 23 جهاز تنفس صناعي جاهزين لاستقبال المرضى.


*صرخات أبناء الصعيد


الخوف من الخروج من المنزل

ويقول إبراهيم خليفة، ابن محافظة سوهاج، إن حالات الإصابة لفيروس كورونا المستجد في المحافظات تتزايد بشكل سريع، مبينًا أن أحد أقاربه أصيب بالوباء، وعندما توجه به إلى مستشفى سوهاج الجامعي لم يجد له مكان في الرعاية المركزة لوضعه بالرغم من تدهور حالته الصحية.

وأضاف "خليفة" في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن أهالي محافظة سوهاج يعيشون حالة من الرعب نتيجة تزايد حالات الإصابة بالوباء العالمي، وهو ما دفع العديد من الأهالي إلى المكوث في المنازل من أجل حماية أبناءهم وأنفسهم من المرض اللعين.

موت الكورونا ولا الجوع

وتتوالى صرخات المواطنين في محافظات الصعيد حول أزمتهم مع الفيروس، حيث أشار عابدين السيد، أحد أبناء محافظة قنا، إلى نقل الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد إلى مستشفيات قنا بسبب ارتفاع وزيادة الحالات على مستوي محافظة سوهاج.

اقرأ أيضًا: ”صحة النواب” توجه رسالة تحذيرية للمواطنين

وأضاف "السيد" في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن يعمل باليومية وهو ما يتطلب منه النزول إلى الشارع كل يوم للبحث عن مصدر رزق له ولأطفاله الثلاث، لذلك لا يمكنه المكوث في المنزل لفترة كونه لن يتمكن من توفير الطعام والمستلزمات التي تحتاج إليها أسرته.

وتابع: "الناس عمالة تتعب بكورونا والحالات بتزيد لكن مينفعش أنا واللي زيي بيشتغلوا بالأجر اليومي لو قعدت في البيت بسبب كورونا مش هأكل ولادي وأنا أموت من كورونا ولا ولادي يموتوا من الجوع".

العلاج في البيت

يرتسم الحزن على وجه السيدة حياة أبو الخير، ابنة محافظة أسيوط، بعدما شاهدت معاناة زوجها مع الإصابة بفيروس كورونا المستجد، التي وصلت إلى تدهور حالته الصحية.

وأضافت السيدة الخمسينية في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن زوجها لم يكن يعاني من أي أعراض مرضية، حتى دخل عليها المنزل وهو يضغط على صدره بقوة ويستمر في السعال الجاف، وحينها ساعدته على الاستراخ ولكنه حالته ازدادت سوءا فاصطحبته إلى المستشفى، وحينها علمت إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وتابعت: "جوزي فضل كام يوم في الاستقبال علشان مفيش سرير فاضي في الرعاية المركزة ومقدرتش استنى وأخدته على البيت وكنت بعطيه العلاج وجبتله أنبوبة أكسجين وعلقتها له في البيت لحد ما اتحسن".

وأعربت "حياة" عن حزنها الشديد عما يحدث من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في محافظات الصعيد، قائلةً: "بطلنا نخرج عند أهلنا علشان كورونا وبرده الحالات بتزيد".

مصابي كورونا في الاستقبال

ومن جانبها، قالت الدكتورة إيمان سلامة، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، ونائب مدير مستشفى سوهاج الجامعي، إن الارتفاع في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد أمر حقيقي، ولم يكن هناك آسرة لاستقبال مصابي كورونا في الحجر العزل الصحي.

وأضافت "سلامة " في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أنه نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بين أبناء محافظة سوهاج تم وضع الحالات في قسم الاستقبال، لتقديم الخدمات الطبية مثل "أجهزة التنفس الصناعي"، مؤكدة عدم وجود أماكن متاحة والتي تحدث عنها المتحدث باسم الصحة في تصريحاته حول توافر أماكن في الحجر الصحي.

اقرأ أيضًا: توجيه جديد من رئيس الوزراء للمحافظين بشأن كورونا

وأشارت نائب مستشفى سوهاج الجامعي، إلى أنه عقب حديث الدكتور خالد مجاهد عن توافر آسرة وأماكن في مستشفيات الحجر الصحي في سوهاج، تم التحرك لتوفير أماكن للمرضى في سوهاج، مضيفة أن محافظة سوهاج تعمل جاهدة على مساعدة المصابين، بالتعاون مع نواب المحافظة الذين نادوا بضرورة الوصول إلى حلول لأزمة عدم توافر أسرة لمصابي كورونا في مستشفيات الحجر الصحي، وبناءً على ذلك تم تحويل عدد من المستشفيات إلى حجر صحي لاستيعاب أعداد المصابين.

وتابعت: "الناس كانت قاعدة في الاستقبال واللي حالتهم ميسورة كانوا بيروحوا مستشفيات خاصة وبيدفعوا مبالغ ضخمة لكن المشكلة كانت في الناس البسيطة اللي كانت كان بعضهم أسرهم بتاخدهم وتروح علشان مفيش أماكن ورقم 1400 سرير ده مش حقيقي".

كورونا وصحة بني سويف

ومن جانبه، تفقد الدكتور محمد يوسف عبدالخالق، وكيل وزارة الصحة قسم العزل بمستشفى الفشن المركزي في محافظة بني سويف، وعمد إلى متابعة مصابي فيروس كورونا، للتأكد من تواجد الفريق الطبي وتنفيذ البروتوكول المتفق عليه من وزارة الصحة لكل مريض حسب الحالة الصحية لكل مريض وتنفيذا لتعليمات اللجنة العلمية.


وشدد وكيل صحة بني سويف على ضرورة الالتزام بتقديم جرعات الأدوية للمصابين في المواعيد المتفق عليها، لحين تمام الشفاء، مؤكدًا توافر كل الأدوية اللازمة في بروتوكول ومستلزمات العلاج، والاستماع إلى المرضى عن المعاملة معهم وتناول الأدوية والإشراف الطبي وتقديم الوجبات المناسبة لهم.

وأشار إلى أن المتعافين من فيروس كورونا كورنا على مستوى المحافظة، تجاوز الـ ٣٠٠٠ متعافي، وهو ما يوضح استجابة المرضى لبرتوكول العلاج منذ بداية الموجة الثالثة للوباء، مشيرًا إلى أن الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف على تواصل دائم لمتابعة وضع الحالات في المستشفيات، ويتم عرض تقرير يومي عليه من أجل تسخير كل الخدمات لصالح المواطنين وخصوصًا مصابي كورونا وتذليل كل العقبات لهم، والوضع مطمئن في المحافظة.

وناشد وكيل وزارة الصحة والسكان رواد السوشيال ميديا بضرورة تحري الدقة في أي بيانات عن مرضى كورونا، تجنبًا لإزعاج المواطنين خصوصًا وأن كل مصاب كورونا، يأتي لأي مستشفى عزل لا يتحمل نفقة علاجه ويتم توفير كل الخدمات الطبية بالمجان من "الأشعة والتحاليل والعلاج".

وطالب الدكتور محمد يوسف أهالي محافظة بني سويف بضرورة إتباع الإجراءات الاحترازية والحفاظ على التباعد الاجتماعي والإلتزام بإرتداء الكمامات والغسيل المتكرر للأيدي وعدم التواجد في تجمعات للحفاظ على الصحة ومنعا لانتشار فيروس كورونا خصوصًا مع التطورات التي تحدث في الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد.

الأمان المزيف

وكشفت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة والسكان أسباب ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19، على مستوى محافظات الصعيد، وعدد من محافطات الوجة البحري، موضحة أن السبب هو عدم الالتزام بالإجراءات الإحترازية، والشعور الزائف بالأمان لدى المواطنين من التخلص من الفيروس نتيجة للانخفاض الذي حدث في حالات الإصابة بالوباء العالمي في الفترة الماضية مع توافر عدد من اللقاحات.

وأوضحت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا أن هناك ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا في بعض المحافظات نتيجة لعدم مراعاة تنفيذ الإجراءات الاحترازية لمكافحة العدوى في الفترة الماضية بالإضافة إلى التسوق والنزول في الأماكن المزدحمة.

وأكدت اللجنة العلمية لمكافحة كورونا أن توفير لقاحات لفيروس كورونا لا يعني القضاء التام عليه وأن الشخص الذي يحصل عليه يكون في مأمن الإصابة بالوباء، ولكن لابد من إتباع تعليمات الصحة بارتداء الكمامات وفي حالة إزالة الكمامة لابد أن تكون مسافة التباعد بين الشخص والأخر لا تقل عن متر وأكثر، وخصوصًا الأشخاص التي تم تطعيمهم، لأن التطعيم يعطي حماية لمدة تتراوح بين 3 إلي 6 شهور فقط، ولذلك سيكون هناك حاجة للحصول على تطعيم سنوي.

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة نهى عاصم، مستشار وزيرة الصحة والسكان، أن المحافظات التي شهدت ارتفاعا في حالات الإصابة بتوافر الخدمات اللازمة بها وأصبح بكل مستشفي أقسام لعزل كورونا، مبينةً أن هناك عدد من المؤشرات التي يتم من خلالها قياس تزايد حالات الإصابة بالوباء العالمي، للتعرف على الحاجة إلي أجهزة التنفس الصناعي ومعدلات الإشغال بالمستشفيات وتزايد حالات الاصابة في المطلق.

وبينت نهى عاصم أن هناك عاملين مهمين في معادلة الإصابة بفيروس كورونا، الأول نشاط الفيروس وتحوراته وسرعته في الانتشار، والثاني هو التزام المواطن بإجراءات مكافحة العدوى .

ووجهت مستشار وزيرة الصحة والسكان عددا من التحذيرات من سلوكيات المواطنين، التي تتسبب في ارتفاع الإصابات، مبينةً أن الوصول إلى نقطة الأمان سيكون بتطعيم 70% من المواطنين باللقاحات، لذلك تعاقدت مصر على 100 مليون جرعة لقاح من كورونا ووصل عدد من الدفعات من هذه اللقاحات.

وأشارت إلى أن استمرار المواطنين في الالتزام بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية، يعد أفضل من أي لقاح في العالم، ولكن الدولة تسعى إلى توفير كميات من اللقاح عبر التعاقد مع الشركات المنتجة، بالإضافة إلى التعاقد مع مؤسسة جافي العالمية منذ فترة طويلة بهدف توفير كميات متتالية من اللقاح.

وأضافت: نرصد يوميا توافر الأدوية التى يحتاجها المرضى سواء فى الأعراض أو بعض المضاعفات الرصيد الاستراتيجى متوفر ويستخدم فى كل الأماكن المتاحة لعلاج المرضى.