الطريق
جريدة الطريق

طارق لطفي: ”القاهرة كابول” علامة في مشواري.. وهربت من الطرق التقليدية في تجسيد الإرهابي (حوار)

طارق لطفي
حوار -منى عبد السلام -

فنان من طراز خاص، يختار أدواره بعناية شديدة دون أن يهتم بالكم، دائمًا يلعب في منطقة مختلفة، ليقدم نفسه في كل عمل بشكل مختلف، وأصبح وجوده في أي عمل فني إضافة وبصمة قوية، ورغم مشواره الطويل الحافل إلا أنه أعاد اكتشاف نفسه في 2021، وأبهر الجمهور بشخصية تحمل تحد جديد ويلعب من خلالها على حبال السياسة والإرهاب، إنه الزعيم الإرهابي "الشيخ رمزي" في ملحمة "القاهرة كابول" والذي يعد واحدًا من أهم الأعمال الدرامية في الماراثون الرمضاني.

"الطريق" أجرى حوارًا مع الفنان طارق لطفي ليكشف لنا عن كواليس العمل وصعوبات التصوير بين مصر وصريبا وتفاصيل شخصية الزعيم الإرهابي الشيخ رمزي التي أكد لنا أنه واجه صعوبات كثيرة نفسية وجسدية خلال تجسيدها، ويرى أنها علامة مضيئة في مشوراه الفني وأهم ما عرض عليه متمنيًا أن يقف الجمهور عند هذه المحطة في مشواره وإلى نص الحوار:

* ما زلنا نعاني من التطرف وتجسيدي لدور "الشيخ رمزي" واجب وشرف لمهنتي

* "رمزي" مزيج من شخصيات إرهابية وليس بن لادن فقط.. وهذا ما اكتشفته في شخصية الإرهابي

* أحصل على تقدير واحترام الجميع منذ بداية عملي الفني وجملة "بيعيد اكتشاف نفسه" تسعدني

* "المتطرف" يمتلك قوة شديدة مع هدوء وثبات انفعالي.. وهربت من الطرق التقلدية في تجسيد الإرهابي

* لم أتعاطف مع "رمزي" نهائيًا وكنت في صراع كبير معه طوال الوقت

* واجهت صعوبات نفسية وجسدية كثيرة خلال تجسيد الشخصية

* التعاون مع نجوم "القاهرة كابول" عبارة عن "مباراة" مصنوعة بحرفية

* "نظرات العين" لغتي في المسلسل لأنها مرآة الروح وإحدى أدوات الفنان المهمة

* مشهد حوار الأصدقاء الأربعة الأطول في الدراما ونجح لأنه مكتوب جيدا

* مهنتنا صعبة ومرهقة نفسيًا إلى أقصى درجة.. وتعاون الثنائيات هذا العام شيء مبدع

* لا يوجد ما يسمى البطولة المطلقة.. والفن لعبة وبطولة جماعية

* تأجيل عرض العمل أفادنا كثيرًا.. ورسالة المسلسل تكمن في "الرحلة من القاهرة إلى كابول"

* كنت مخلصًا جدًا في تجسيد دور الإرهابي وبذلت فيه أقصى جهد

* أتمنى أن يتوقف الجمهور عند هذه المحطة في مشواري الفني

* أختار أدواري على أساس عنصري الجودة والدهشة

*ليست المرة الأولى التي تجسد دور المتطرف، فقد أديته في مسلسل "العائلة"، فما وجه الاختلاف؟

مسلسل "العائلة" للكاتب الكبير وحيد حامد رحمة الله عليه كان مختلف تمامًا، إذ أنه كان بمثابة جرس الإنذار لضغط اجتماعي وظروف اقتصادية وظلم من الممكن أن يؤدي في النهاية لسهولة استقطاب المحبطين من قبل الجماعات الإرهابية، لكن مسلسل القاهرة كابول يعالج شيئًا مختلفًا تمامًا، فالرحلة توضح كيف من الممكن أن يتحول شخص من الأفكار الوسطية للتطرف.

*وهل تجربة تقديم المتطرف من قبل أفادتك خلال تجسيد دور رمزي في "القاهرة كابول"؟

لم تفدني بشكل كبير، بينما حدث نوع من التراكم من خلال دراستي السابقة للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وخلال تحضيراتي لشخصية رمزي في القاهرة كابول درست وتعلمت عن الجماعات الإرهابية بشكل أكبر وأعمق كثيرا.

*ما الذي جذبك للمشاركة في "القاهرة كابول" واختيارك لتؤدي دور المتطرف؟

تحمست جدا بمجرد اختياري للمشاركة في المسلسل لأن المؤلف عبدالرحيم كمال كاتب رائع ومحترم، والمخرج حسام علي مخلص وموهوب جدا، وسعدت جدا بالتعاون معهما، بالإضافة إلى الشركة المنتجة وقفت بقوة خلف العمل، وكذلك طاقم العمل "مافيش أحلى من كدا" لذا تمنيت المشاركة فيه، والحمد لله حصل.

*هل تحمست لاختيار تجسيد دور المتطرف؟

جدًا، لإننا في مجتمعنا لدينا كثير من المتطرفين أو مدعي ومستخدمي الدين لأحداث غير نبيلة وغير شريفة وعانينا منهم كثيرًا الفترة الأخيرة ومازلنا نعاني، وأنا أرى أن هذا واجب وفرض علي وحق الجمهور علي أيضا كما أنه من شرف مهنتي أن أجسد هذا الدور.

*هل كانت لديك مخاوف من تجسيد دور الإرهابي؟.. وما تعليقك على تشبيه رمزي بـ"بن لادن"؟

على الإطلاق بل بالعكس، لأن الشخصية مبنية بعبقرية الكاتب المبدع عبد الرحيم كمال، وحتى من اسمها ترمز إلى كل أصحاب الأفكار المتطرفة لذلك سوف يحتار الجمهور مع الشيخ "رمزي"، وسيربط بينه وبين أكثر من إرهابي، حيث يظن لفترة أن رمزي هو بن لادن ثم يعتقد أنه شكري مصطفى وغيرهم من المتطرفين، لأن الشخصية تعد مزيجًا لملامح مجمعة من شخصيات إرهابية كثيرة بمعنى أن كل جزء من المسلسل سيجعل المشاهد يُشبه الشخصية بإرهابي مختلف، فالمسلسل يحمل مفآجات كثيرة.

*كيف حضرت لدور رمزي الإرهابي وتقمصت شخصيته؟

استعددت للشخصية من القراءة عن الجماعات الإرهابية وساعدني كثيرًا ورق الكاتب المبدع عبد الرحيم وتناقشت معه هو والمخرج حسام علي وعقدنا جلسات كثيرة، كما أنني حرصت على الإطلاع على كل رموز الإرهاب ورغم أنه غير متوفر عنهم معلومات كثيرة لكنني حرصت أن أقرأ وأهتم بكل ما هو متوفر لكي أستطيع أن أبني شخصية رمزي، كما أنني حرصت على عمل بروفات مكياج وملابس.

*كونك عايشت الشخصية ما هي مواصفات ونقاط الضعف والقوة لدى "الشيخ رمزي"؟

نقاط قوة الشيخ رمزي تكمن في إيمانه الشديد بالأفكار، ونقطة ضعفه هي رومانسيته، ومن تحضيري وتقمصي للشخصية وجدت أن الإرهابي أو المتطرف شخص يمتلك قوة شديدة مع هدوء وثبات انفعالي غير عادي ومن هنا استطعت أن أتقمص الشخصية.

*وهل تعاطفت معها في بعض الأحيان؟

لم أتعاطف معه نهائيًا وأرفض تمامًا جميع أفكاره، حتى أنني كنت طوال الوقت في صراع دائم معه وكنت ملزمًا أن أصدق أفكاره لكي أستطيع أن أعبر عنه بصدق.

*لماذا اخترت لوك الشخصية بهذه الطريقة؟

لأن المؤلف حرص على بناء "رمزي" من أكثر من شخصية، لذا حاولنا بصريًا أن نقرب من كل منهم لأنها رمز لشخصيات كثيرة، لذا حاولت أنا والاستايلست ليلى، والماكير محمد عبدالحميد أن نقدم رمزي على مراحل مختلفة حتى تتناسب مع كتابة العمل.

*وما رأيك في ردود فعل الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

ردود فعل الجمهور أكثر من رائعة، وأنا أحب أن أشكرهم على الاحتفال الرائع والكبير الذي رأيته، وفي الحقيقة الجمهور يدهشني بشكل شخصي وهو ما يجعلني آمن أن الجمهور كلما قدمت له عملًا محترمًا ويحمل رسالة هادفة يدعمك ويساندك.

*ما الصعوبات التي واجهتك خلال تجسيد المسلسل؟

واجهت صعوبات منها أنني كنت مضطرًا لترك لحيتي سنة وشهرين بالإضافة إلى أننا كنا نصور في درجات حرارة منخفضة خلال بعض المشاهد في صربيا، حتى أنه في بعض الأحيان كانت درجات الحرارة تحت الصفر وسرعة الرياح كانت قوية جدًا، وخلال التصوير في الغردقة كان موقع التصوير داخل سلسلة جبال البحر الأحمر لذا كنا نضطر للنزول أسفل الأسفلت ونستغرق في الذهاب إلى المكان أكثر من ساعة، كما أن صعود الكهف والنزول كان متعبا جدًا.

*حدثنا عن تعاونك مع الفنان خالد الصاوي وفتحي عبدالوهاب وحنان مطاوع وباقي فريق العمل؟

سعدت جدا بالتعاون مع طاقم العمل لأنهم فنانين محترفين وموهوبين ومحبين لعملهم، وكان تعاملا مريحًا جدًا وفي النهاية أقدر أن ألخص التعامل بيننا على أنه كان عبارة عن مباراة "هات وخد بحب واحترافية" ومنذ أول يوم تصوير قلت لهم "أنا مش جاي أشتغل أنا جاي استمتع بالعمل"، فالتعاون مع نبيل الخلفاوي أو خالد الصاوي وفتحي وحنان مطاوع يمثل لي حالة من حالات المتعة.

*ما أصعب المشاهد التي جسدتها في المسلسل؟

لم أقدر أن أحدد مشهدًا معينا حتى لا أحرق أحداث المسلسل، لكن هناك الكثير من المشاهد الصعبة من الناحية الجسدية والنفسية.

*حدثنا عن كواليس مشهد حوار الأصدقاء.. وكيف استطعتم إخراجه بهذه الطريقة دون أن يشعر الجمهور بالملل.

مشهد الحوار كان صعبًا جدًا ونجح لأنه مكتوب بحرافية، وصعوبته أنه استغرق نصف ساعة في غرفة واحدة دون تحرك وهو ما مثل خطورة كبيرة على المخرج والممثلين لأنه لم تتوافر لديهم أدوات مساعدة سوى الموهبة والكاميرا التي تنقل المشهد، واحتفال الناس به أسعدني سعادة بالغة، والجميع استشهد أنه أطول مشهد في الدراما وعيبه الوحيد أنه انتهى سريعًا رغم طول حجمه لكن الجمهور لم يشعر بالملل.

*حدثنا عن مشاهد الرومانسية التي جمعتك بحنان مطاوع؟

مشاهد الرومانسية تظهر ذكاء وعبقرية المخرج والكاتب في بناء الشخصية، ومسألة إنه شاعر تعد لمحة من لمحات الإرهابي شكري مصطفى الشاعر الذي كان له ديوان وتحول لقاتل، فهي لمحة من ملامح أحد رموز الإرهاب، ورمزي شخص رومانسي لأنه بني آدم في الأصل، وهنا يجعلنا نتسائل كيف لشخص مرهف الحس يتحول إلى متطرف ثم إلى إرهابي، وهذا التساؤل مهم وهو أساس الرحلة.

*هل ترى أن تأجيل عرض المسسل من العام الماضي أفاد العمل؟

بالفعل استفدنا كثيرًا وأرى أن هذا كان في صالحنا جميعًا، حيث استطعنا أن نراجع جميع حلقات المسلسل كاملة وبشكل جيد ودقيق، وكانت هناك حالة من الأريحية قبل عرضه.

*هناك تعليقات كثيرة من الجمهور حول تعبيرات وجهك ونظراتك، هل وجدت صعوبة في ذلك؟

تعبيرات الوجه ونظرات العين هي أداة مهمة جدًا من أدوات الفنان، كان يدرسون لنا في المعهد زمان أن "العين هي مرآة الروح" فإذا فهم الفنان وشعر وصدق كل ما يقوله فمن الممكن أن يعبر عن أي شيء من خلال نظراته وفي صمت، وأكيد كان هناك صعوبة في ذلك لأنه يستلزم علي أن أؤمن بكل ما أقوله، في الوقت نفسه كان هناك شجار دائم بيني وبين رمزي لأني أرفض أفكاره وعلي أن أصدقها جدًا حتى أقدر أعبر عنها بكل أدواتي حتى تصل للجمهور.

*البعض يرى أنك لم تأخذ حقك كفنان موهوب؟

لأ على العكس، الحمد لله أنا كفنان حصلت على كامل التقدير والاحترام الشديد من الجميع من زمان، وجملة إعادة اكتشافي أتمنى أن تقال لي في كل دور أقدمه والحمد لله سمعتها أكثر من مرة، ودائما أسمع من النقاد والجمهور جملة "طارق بيعيد اكتشاف نفسه"، ويسعدني أن هذه الجملة تظل تقال لي في كل دور أقدمه، لأن معنى هذا أني أقدم شيئًا جديدًا وغير مكرر ومدهش للجمهور.

*توقيت عرض المسلسل هذا العام مع مجموعة من الأعمال الوطنية مثل "الاختيار 2" و"هجمة مرتدة"، كيف تبدو المنافسة بالنسبة لك؟

هذا العام هناك أكثر من عمل رائع، وأنا سعيد جدًا لتواجد أعمال مهمة على الساحة، لأن كل ما كانت الأعمال قوية وكل ما كان هناك نجومًا كبار كل ما كانت المنافسة أحلى وأجمل، وهو ما يفيد الصناعة الفنية، ويجعلنا نفكر في القادم حتى نقدم الأفضل، والجمهور في النهاية مستفيد، فكلما كان هناك نجوما لديهم إحساس بالمسؤولية تجاه عملهم وجمهورهم ولديهم دور تجاه الوطن والفن، كلما كانت الحركة أثرى، وهو ما يجعل الجمهور أسعد ويعيد الريادة.

*برأيك ما الرسالة التي ترغبون في تقديمها من المسلسل؟

الرسالة تكمن في الرحلة من القاهرة إلى كابول من خلال تساؤل وهو كيف يتحول شخص من بيئة وسطية وتربى وسط أناسًا يحملون أفكارًا وسطية وسمحة إلى إرهابي بهذا الشكل الذي يصبح عليه الشيخ رمزي، فنحن نريد أن نقول بهدوء "خدوا بالكم كيف ينتقل شخص من القاهرة لكابول؟".

*بعد النجاح الذي حققه المسلسل، ماذا يمثل "القاهرة كابول" في مشوارك الفني؟

القاهرة كابول يمثل لي علامة في مشواري ورسالة مهمة جدًا ومخاطرة شديدة حاولت أقدم بها الدور بعيدًا عن أي طريقة قدم بها من قبل، بهدوء وقوة وثبات شديد، والأمر كان شديد الصعوبة، وسهولته تكمن في تجسيد الدور بالطريقة التقليدية التي شاهدها الجمهور من قبل من خلال أدوار مشابهة، لذا حاولت أن ابتعد تمامًا عن كل الطرق التقليدية، وكنت مخلصًا جدًا في العمل، وأتمنى أن يكون المسلسل محطة مهمة في حياتي وأن يتوقف الجمهور عنده، وفي مشوار حاولت أن أقدم خلاله أهم ما يعرض عليّ، وبذلت فيه أقصى طاقة ممكنة وإن شاء الله القادم يكون أهم وأفضل.

*ما رأيك في البطولة المطلقة والجماعية أويهما تفضل؟

أنا أرفض بشدة مقولة البطولة المطلقة وأرى أنه لا يوجد ما يسمى بهذا المصطلح، الفن لعبة وبطولة جماعية من الآخر، ومن وجهة نظري البطولة المطلقة لفظ خاطيء فنيًا، فهناك دور محوري يدور حوله المسلسل أو فكرة يمثلها كاراكتر، وأنا سعيد جدًا بتجربة التعاون هذا العام مع نجوم كبار، وسعيد بتعاون ثنائيات كبار معًا مثل "أحمد عز وهند صبري" و"أحمد مكي وكريم عبدالعزيز" و"أمير كرارة وأحمد السقا" وهو ما يزيد من ثقل العمل.

*ما رأيك في الماراثون الرمضاني هذا العام؟.. وأي الأعمال تحرص على مشاهدتها؟

حريص على أن أشاهد جميع الأعمال التي قدمها زملائي، والجميع يحاول أن يقدم أقصى ما يمكن، وأرى أن مهنتنا صعبة ومرهقة نفسيًا إلى أقصى درجة، وأحيي أي شخص اجتهد وربنا أكرمه ونجح وأعذر من لم يوفق، ولكن من هنا أنا أتعلم من أسباب نجاح زملائي ومن أسباب إخفاق البعض منهم وأحييهم جميعًا.

*ما معاييرك لاختيار الأدوار؟

معايير الاختيار بالنسبة لي تكمن في معايير الجودة، أن يكون عملًا جديدًا لم أقدمه من قبل مكتوب بشكل جيد خلفه شركة إنتاج محترمة وكاتب موهوب وممثلين أقوياء، وبعد خبرة سنين أرى أن الأدوار التي تحمل دهشة وقت عرضها وتجعل الجمهور في حالة انبهار هي من أهم أسباب النجاح.

اقرأ أيضًا: أروى جودة: يسرا علامة في التمثيل ودوري في ”حرب أهلية” مختلف (حوار)

*ما طقوس طارق لطفي في شهر رمضان؟

مثل كل المصريين "بسهر لوقت متأخر وباكل كتير وبحلي أكتر"، وبعد الفطار أقلب من محطة لمحطة بجانب الصلاة والقرآن والصيام الحمد لله هذا العام أسهل كثيرا لأني انتهيت من تصوير المسلسل قبل شهرين ومتفرغ وأشعر بحالة هدوء واسترخاء.