الطريق
جريدة الطريق

صور… لا أحد فوق القانون.. تشميع كافيه ”بلكونة” إلى أجل غير مسمى

-

لا تتوانى الدولة المصرية عن تأكيد هيبتها ومدِّ يدها لإعادة الأمور إلى نصابها، كلمَّا تصوَّر بعض الناس -جهلًا أو استخفافًا- أنه فوق القانون.

وهو ما تجلَّى اليوم، عندما داهمت قوات الشرطة كافيه "بلكونة" بالتجمع الأول، المملوك لشقيق المذيعة بسمة وهبي، وأغلقته وشمَّعته بالشمع الأحمر.

وتعود القصة إلى مخالفة الكافيه المذكور الأوامر المُنظِّمة لعمل الكافيهات في ظل جائحة كورونا، والتي تقضي بعدم تقديم الشيشة للحدّ من انتشار الفيروس. وتداول فيس بوك فيديو لعميد شرطة يؤدي واجبه ويطلب من صاحب الكافيه رفع الشيش، فما كان من الأخير إلا أن استنكر الطلب، ورفض تنفيذ الأمر، متصورًا أنَّه فوق المساءلة ولا بد أن يستأذنه الضابط أولا قبل ممارسة عمله!

ورغم أدب العميد ومحاولته إفهامه أن القانون لا بدّ أن يأخذ مجراه، ظلَّ على توجيه اللوم للضابط، بأسلوب غير لائق، ما أثار ردود فعل موسَّعة بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان لا بد للدولة ان تتحرك، وتتدارك الأمر لتُرسي قواعدها، وتثبت أنها لا تفرِّق بين أحد من مواطنيها، وأن المنصب قرين المسؤولية لا العكس، وأولى بأصحابه أن يكونوا حريصين على تطبيق القانون لا انتهاكه.

ومن جانبها، أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانًا أكَّدت فيه اتخاذها إجراءات لغلق 9 منشآت سياحية خالفت القانون، ولم تلتزم بالإجراءات الاحترازية، وضوابط التشغيل المعتمدة، والتكدس، وتقديم الشيشة، مما يؤثر في سلامة مرتادي هذه الأماكن وأمنهم.

وأكدت الوزارة استمرار حملاتها، سواء في الأيام العادية، أو أيام الإجازات والأعياد، وتطبيقها القانون، حرصًا على سلامة المواطنين.

وفجر جهاز تنمية مدينة القاهرة الجديدة مفاجأة بتأكيده أن الكافيه لم يحصل على تراخيص لا من السياحة ولا من الجهاز، بالإضافة إلى استغلاله البدروم مطبخًا بالمخالفة، وتعريض المبنى والمنطقة للخطر. وأكد الجهاز أنه كان قد استصدر قرارًا بالفعل بغلق المطعم فى شهر مارس الماضي، وكان القرار تحت الدراسة الأمنية.

لقد قالت الدولة كلمتها، وردَّت اعتبار العميد، ووضعتْ حدودًا واضحة بين المسؤولية والاستهتار، وضربت مثلًا قويًا لسواسية الناس أمام القانون، وجعلت من يفكر في المخالفة يُعيد التفكير ألف مرّة، قبل أن يتعدَّى حدوده، لأنه يدرك الآن أنه لن يُفلت بفعلته، أيًا كان منصبه، وأنه سوف ينال عقابه ليكون عبرة لغيره.