الطريق
جريدة الطريق

تفحم جماعي لشهداء لقمة العيش.. لحظات الرعب في حريق مخبز بدار السلام

حريق مخبز بدار السلام
-

الرابعة عصر أمس الاثنين، سُمع دوي انفجار هزَّ أرجاء منطقة دار السلام بالقاهرة. للوهلة الأولى ظن الطفل الصغير الذي كان يلهو بشارع لاشين اللبان أن ذاك الصوت ناجم عن مدفع الإفطار لكن صراخ وعويل النساء من شرفات المنازل كان إيذانا بوقوع كارثة.

على أحد جانبي الشارع الضيق متراص العقارات، اندلع حريق هائل في مخبز سياحي. هرع الأهالي إلى مصدر الصوت لاسيما تصاعد الأدخنة بكثافة وارتفاع ألسنة النيران.

وقعت أنظار الحضور على شاب قصير القامة ممسكا بطفاية حريق محاولا إخماد الحريق الذي بدأ يلتهم محتويات المخبز.

لم تفلح محاولات الصبي خاصة مع انفجار أسطوانة بوتاجاز صغيرة الحجم واصطدامها بالورشة المقابلة للمخبز فامتدت النيران إلى مركبة "توك توك" تصادف وقوفها أمام المخبز.

تأزم الموقف وازداد الأمر سوءا، توالى سماع دوي انفجار ناتج عن امتداد الحريق لـ3 أسطوانات بوتاجاز داخل المخبز ليصرخ أحد الأهالي "كلموا المطافي في عمال جوا.. إلحقوهم".

تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بنشوب حريق داخل مخبز بدائرة قسم شرطة دار السلام، فانتقلت قوات الحماية المدنية إلى محل البلاغ وتبين حدوث تسرب غاز داخل مخبز بدون ترخيص، مما أدى إلى إشتعال النيران بمحتويات المخبز.

في غضون دقائق وصلت 5 سيارات إطفاء تابعة للإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، فرضت قوات الشرطة طوقا أمنيا؛ تسهيلا لمهمة رجال الدفاع المدني من جهة، وحرصا على سلامة قاطني الشارع من أخرى حتى انتهت عملية الإطفاء.

مع بدء عملية التبريد لمنع تجدد النيران، اكتشف رجال الدفاع المدني الطامة الكبرى، عُثر على جثامين 4 عمال فارقوا الحياة داخل حمام ملحق بالمخبز بعد فشلهم في مغادرة الفرن إبان نشوب الحريق.

مشهد تنخلع له القلوب سيظل عالقا في ذاكرة الأهالي ليصف أحدهم "شوفتهم ماسكين في بعضهم وعاملين دايرة كأنهم كانوا بيواسوا بعض وهما بيموتوا وقاعدين على ركبهم".

مصادر بالحماية المدنية قالت إن العناية الإلهية أنقذت أهالي المنطقة من كارثة محققة، مشيرة إلى أن وصول رجال الحماية المدنية في وقت قصير حال دون تفاقم الأمور.

لم ينجُ من الحريق إلا مالكه الذي أصيب بحروق في ذراعه أثناء مشاركته في عملية الإخماد إضافة إلى عامل السير الذي جذبه الأهالي بعيدا فور انفجار أسطوانة الغاز.