الطريق
جريدة الطريق

محلل سياسي: عملية طوفان الكرامة ضرورة لإنهاء سطوة الميليشيات والمرتزقة علي طرابلس

-

الحالة الأمنية المتردية التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس في ظل انتشار المليشيات المسلحة التي ترتكب الجرائم بحق المدنيين الليبيين تتزايد وبشكل كبير، مع الاشتباكات المستمرة والاقتتال بين مسلحيها، بالإضافة الى انتهاكات المرتزقة.

كشفت تقارير ليبية، أن الآن المنطقة الغربية من ليبيا هناك أكثر من 70 جماعة ومليشيا مسلحة، إذا كانوا فيما مضى خاضعين للسراج أو لباشاغا، فهم الآن يتقاتلون من أجل السلطة والسيطرة على مناطق النفوذ فيما بينهم، والمتضرر الأول والأخير المواطن الليبي، حيث ترد أنباء مستمرة عن جرحى وقتلى مواطنين نتيجة اشتباكات عسكرية بين هذه التشكيلات المسلحة، إلى أن أصبحت طرابلس خاضعة لقوانين هذه الميليشيات وأنظمتها الخاصة، والمعيار الرئيسي لشرعية أفعال الناس هو انتمائهم إلى مجموعة معينة والمنطقة التي تسيطر عليها هذه المجموعة.

وقامت المجموعات المسلحة يوم الجمعة بالتمرّد على المجلس الرئاسي، عقب اجتماع لقادة الميليشيا المسلحة في ضيافة رئيس جهاز المخابرات المقال الطرابلسي، للردّ على تصريح وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش التي دعت من خلاله إلى انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من بلادها، والتعبير عن رفضهم لقرار المجلس الرئاسي تعيين اللواء العايب على رأس جهاز المخابرات خلفا للطرابلسي.

وأظهرت لقطات مصورة لحظة هجوم عناصر مسلحة على مقر اجتماع المجلس الرئاسي، الذي يقع في فندق “كورنثيا” بالعاصمة طرابلس وتطويق محيطه بالكامل بالعشرات من العربات العسكرية المجهزّة وسيارات رباعية الدفع، حيث طالب أحد المتحدثين في الفيديو بتفتيش كل السيارات المارة متسائلا: “أين المنقوش؟”، ويقصد وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، في مشاهد صدمت الليبيين.
وجاء هذا التحرّك المسلّح عقب اجتماع ضمّ أغلب ميليشيات العاصمة طرابلس وما يعرف بقوات “بركان الغضب”، هدّدوا من خلاله بمحاصرة مقرّ المجلس الرئاسي واستخدام قوّة السلاح، إذا لم تلق مطالبهم استجابة.

في تعليقه على الحادثة، رأى المحلل السياسي عبدالرحمن المنصور بأن عملية طوفان الكرامة كان يجب أن تستمر، لإنهاء سطوة الميليشيات والمرتزقة على العاصمة، ولإنهاء وجود الجماعات المسلحة والمرتزقة الارهابيين، الذين يعملون لإجهاض الهدنة والدفع بالبلاد نحو الهاوية.

وأشار إلى أن سبب امتعاضهم وخروجهم بهذا الشكل ومطالبتهم بإقالة وزير ووضع شخص بدلاً من الآخر، هو خير دليل على أن من يحكم في طرابلس هي الميليشيات والمرتزقة الذين يتبعون لتركيا.

كما يعارض المنصور خروج جميع القوات الأجنبية من ليبيا، وذلك لأن قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر" هي العامل الأساسي والوحيد الذي يرعى أمن واستقرار ليبيا، بعد الجيش الوطني الليبي.

ويرى المنصور بأن الميليشيات تنتظر بفارغ الصبر خروج الفاغنر للسيطرة على الآبار النفطية شرقي ليبيا، واستخدامها للامتيازات التركية والعتاد العسكري الذي وزدت به، كما أشار المنصور إلى أن فاغنر لم يتدخل قط في شؤون الدولة، ولم يقتحم فنادق، ومهمته الأساسية حفظ أمن المنشآت النفطية التي تصب ميلشيات طرابلس الأنظار عليها، كما اقتحمت مقر اجتماع المجلس الرئاسي، لن تترد في شن هجوم على الشرق لتوسيع مناطق نفوذها.