الطريق
جريدة الطريق

ميمي شكيب.. قضى عليها ”الرقيق الأبيض” وسقوطها من البلكونة لغز محير

ميمي شكيب
منى عبد السلام -

اتقنت أدوار الشر، فهي زوجة الأب القاسية، وسيدة المجتمع المقامرة، والزوجة المستبدة، الحماة المتسلطة أو المرأة اللعوب، والسيدة الأرستقراطية وغيرها من الأدوار التي تركت بصمة وعلامة في قلوب الجماهير.

 عملت خلال مشوارها الفني مع كبار النجوم في السينما والمسرح، بعد سنوات طويلة من الغنى والشهرة والأضواء تبعتها سلسلة من الأحزان حتى نهايتها المآساوية التي باتت لغزًا محيرًا حتى الآن، إنها دلوعة السينما الجميلة ميمي شكيب التي رحلت عن عالمنا فى ظروف غامضة في مثل هذا اليوم الموافق 20 مايو من عام 1983.

ميلادها وطفولتها

عام 1913، ولدت ميمي شكيب، وكانت طفولتها غير سعيدة حيث عانت هي وشقيقتها زوزو شكيب من القسوة من والدهم مأمور شرطة، الذي كان لا يسمح لهما من الخروج إلا للدراسة فقط، ولاقا صعوبات كثيرة لاعتراض أسرتهما من دخولهما مجال التمثيل، لكنهما أصرا على ذلك رغم معانتهما.

التحقت بفرقة الريحاني وهي بعمر الـ 16، والذي تبناها وشاركت في عشرات المسرحيات ثم عملت معه في بعض الأفلام "سي عمر"، قبل أن تواصل مشوارها السينمائي، وشاركت في مجموعة من الأفلام الخالدة منها: "30 يوم في السجن، عش الغرام، بيومي أفندي، شاطئ الغرام، حميدو، الحموات الفاتنات، إحنا التلامذة، البحث عن الفضيحة"، دعاء الكروان، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة دور ثان.

إصابتها بشلل مؤقت

في بدايتها قررت ميمي شكيب، التخلص من سجن والدها بالزواج من أول شخص يتقدم لها، وكان من نصيب ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي، رئيس الوزراء آنذاك، وظنت أنها بذلك قد تخلصت من سجن والدها، إلا أنها وجدت في زوجها نفس القسوة والتسلط ليقرر منعها من الخروج بشكل نهائي، وتزوج عليها عقب 3 أشهر فقط، حتى أصيبت بشلل مؤقت، وهي حامل في شهرها الأول.

زيجات ميمي شكيب

انفصلت عن زوجها الأول، ثم تزوجت للمرة الثانية من الاقتصادي جمال عزت، وتزوجت للمرة الثالثة من الفنان الراحل سراج منير، بعد قصة حب 1942، وخلال زواجهما عملا معًا في مجموعة من الأفلام جسدا فيها دور الحبيبين أو الزوجين، منها "الحل الأخير"، "بيومى أفندي"، "نشالة هانم"، "ابن ذوات" و"كلمة الحق".

تورطها في قضية دعارة وإصابتها بالصمم

عاشت أيامًا عصيبة بعد وفاة زوجها سراج منير، وتوالت أحزانها حتى منتصف السبعينيات، حيث تعرضت للأزمة الكبرى في حياتها بعد أن تم القبض عليها في قضية الدعارة المعروفة باسم قضية "الرقيق الأبيض"، والتي اتهمت بها هي و8 فنانات أخريات، بينهن آمال رمزي وزيزي مصطفى وناهد يسري وتم سجنها لفترة أصيبت خلالها بالاكتئاب والصمم ودخلت المصحة النفسية.

اقرأ أيضا: بعد ملوك الجدعنة.. ياسمين رئيس تستعد لعمل درامي جديد مع أحمد السعدني

وتم تبرئة ميمي شكيب من القضية، لكن آثار القضية ظلت تلاحقها حيث عاشت حياة بائسة، وابتعد عنها المخرجون وتهرب منها الفنانون، واختتمت حياتها الفنية بدور ضعيف في فيلم "السلخانة" عام 1982.

لغز وفاتها

وكان السطر الأخير في حياة ميمي شكيب الأكثر حزنًا وشبيهًا بنهاية السندريلا سعاد حسني، حيث استيقظ جمهورها صباحًا في 20 مايو 1983، بخبر مقتلها – أو انتحارها- بعد أن قيل إنها سقطت من شرفة منزلها لتودع ميمي شكيب الحياة ويظل الفاعل مجهولًا.