الطريق
جريدة الطريق

وداعا سمورة العاشق.. أسرار في حياة الفنان الراحل سمير غانم

سمير غانم
حنان الشحيمي -

ملك الكوميديا ونجم الضحكة، رسم البهجة على وجوه الملايين بخفة ظله، حس فكاهي لا يوصف، لمع في سماء الفن وتألق في تجسيد مختلف الأدوار ببراعة، جسد أعماله الفنية بصدق حتي ظلت راسخة في الوجدان حتى اليوم.

 

تميز بأزيائه الخاصة به التي لم تتكرر منذ أن أطل من خلال فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" ليخطف القلوب والأنظار تدريجيا، التي استمرت تتابعه، حتى رحيله اليوم.

 

ولد "سمورة" في 15 نوفمبر عام 1937 في عرب الأطاولة، مدينة أسيوط في صعيد مصر والده اللواء يوسف غانم، اللتحق بكلية الشرطة وتركها بعد استنفاذ سنوات رسوبه ونقل دراسته إلى كلية الزراعة وتخرج منها بإجازة وهناك تعرف على وحيد سيف وقدم العديدة من العروض المسرحية.

 

لمع صاحبة الأفيهات المحببة للقلوب في الفرقة التي شكلها مع الفنانين الضيف احمد وجورج سيدهم فرقة "ثلاثي أضواء المسرح".

 

واذ فاجأة إنطفأت "ثلاثي أضواء المسرح في عام 1970 بعد وفاة الفنان الضيف أحمد، ولم ييأسا سميرغانم وجورج سيدهم وقدما عدداً من المسرحيات سويا منها "المتزوجون وأهلا الدكتور" وغيرها ولكن دوام الحال من المحال وانفصلت الفرقة في نهاية الأمر.

 

برع الفليسوف الذي كان يدعم أولاد عمه بتقديم النصائح الزوجية في فيلم "البعض يذهب للمأذون مرتين" وكان الشاب الوديع الذي تورط في جواب لا يعلم مصدره ويظل يطارده طوال فيلم "تجيبها كدة تجيبها كدة هي كدة" وتوالت أعماله الفنية المميزة بطابع كوميدي وحصد العديد من الأفلام السينمائية على مدار حياته، وتجاوزت 160 فيلما و50 مسرحية و80 عملا دراميا

 

غول الكوميديا قدم سلسلسة فوازير رمضانية كان ينتظرها كل كبير وصغير كوجبة دسمة كان يشتاق اليها الجميع بعد سماع أذان المغرب مباشرة، وأبرزها فوزاير "فطوطة" "وسمورة"، وعند حلول الشهر الكريم من كل عام تفوح أعماله في كل البيوت .

 

ولأن موهبته كانت تلح عليه في كل دقيقة لم يفكر في الاعتزال يوما بل استمر وقدم العديد من المسرحيات الكوميدية التي أضحكت الجماهير من قلوبهم وكانت أبرزها "دو ري مي فاصوليا" ومسرحية "خلوصي حارس خصوصي" وتوالت أعماله على خشبة المسرح حتي فى بعد تقدم عمره وقدم "ترا لم لم" ومسرحية "مراتي زعيمة عصابة" ومسرحية "سيبوني أغني" إلى جانب طلعت زكريا وشعبان عبد الرحيم.

 

لم يكن كوميديان صاحب أقوال طريفة ونكت ترسم البهجة على الوجوه فقط لكنه كان دينجوان عاشق رومانسي وقع في حب الفتاة الحسناء التي يكبرها ب20 عام، عشقها وحاول مرارا تكرار أن يخطف قلبها كما فعلت به كان يشتري لها الفل والياسمين تعبيرا عن حبه ولحسن حظه نجح وأحبته الحسناء وتزوجها وهي الفنانة "دلال عبد العزيز" وانجبت منه ابنتان وهم دنيا وإيمي سمير غانم اللتي قررن أن يسيرن على خطى والديهما ويتجهن لطريق الفن والتمثيل.

 

كان له رونق خاص يجعل المعجبات تطارده في كل مكان ومن بينهن فتاة صومالية احبته وتزوجها وكانت هى زوجته الأولي، ثم انفصلا عنها بعد شهور من الزواج.

 

وفي سهرة ليلية مع أصدقائه تورط في زواجه لم يخطط لها مسبقا وكانت هى الزوجة الثانية وانفصل عنها بعد اسبوع فقط من الزواج، ومن ثم عشق الفنانة دلال عبد العزيز وكانت زوجته الثالثة.

 

رحل عن عالمنا الفنان سمير غانم، اليوم الخميس، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، وسط حزن شديد يطرأ على وجوه الكبير والصغير، بعدما تعلقت قلوبهم بابتسامة وخفة روح لن تتكرر بعد ولن تنسى مهما طال الزمان لأنه استطاع أن يغرس سطوموهبته في القلوب ويحفر ابتسامته في ذاكرة الجميع منذ أن بدأ حتي الرحيل.