الطريق
جريدة الطريق

نص| فإنك من الآمنين

مريم حسن -

أعلم أن عقلي ربان قاسٍ وأن بقلبي هشاشة

وأني في الحب عمياء بلا وجهة

عندما أقع في الظلمة أنصت لرسائل السماء

يدلني الصوت كمنارة تقترب

"قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها"

اسمعها في الشوارع

في الميادين

وسط ضجيج الأصوات وسكون الصمت

أغفو فأستيقظ وأنا أرددها

كناقوس ينبئني بحضورك

وظهرت أنت

ينمو وجهك وسط ركام تواريخ فاصلة بحياتي

عندما اقتنصتني من بين مئٔات الوجوه وأجساد النساء المتلاصقة حولك

لم تكن تدرك أن جذوري الضاربة في أعماق الأرض

تمتد لتداعب جذورك الغضة التي تسعى لإيجاد حيزها

وأنني دونًا عنك وعنهن جميعا

أستطيع أن أستمع إلى الطفل الراقد في الغرفة رمادية الجدران داخل قلبك

وأنني أهرول بين أروقة عقلك المرتب مُثيرةً للفوضى

وأنني أتحسّسك وأحيطك كدائرة النور

فتراني في كل الأشياء

عندما تنمو الكلمات في صدري أعي أنني أحب

فيا وجهتي وقبلتي ومقصدي

لا تجعلني أطيل الطرق ولا تصرفني عن باب قلبك بخيبة

ولا تخف.. فإنك من الآمنين