الطريق
جريدة الطريق

”مثل تفاحة”.. العلماء يحسبون وزن كل فيروس سارس في العالم

كورونا
أحمد أبو السعود -

إذا جرى تجميع جميع جزيئات فيروس سارس كوفيد-2 المنتشرة حاليًا فى البشر حول العالم معًا فى مكان واحد، فسوف تزن ما بين وزن تفاحة وطفل صغير، وفقًا لدراسة جديدة.

وفى التفاصيل، حسبت مجموعة من الباحثين مؤخرًا أن كل فرد مصاب يحمل ما يقرب من 10 مليارات إلى 100 مليار جسيم من فيروس كورونا SARS-CoV-2 فى ذروة الإصابة، بحسب موقع "ساينس أليرت".

ويشير ذلك إلى أن جميع فيروسات SARS-CoV-2 التي تصيب الناس حاليًا في جميع أنحاء العالم، لها كتلة جماعية ما بين "0.1 و 10 كجم"، ولكن لا يعني صغر حجمه أنه غير مؤثر أو ضئيل يمكن الاستهانة به.

وقال مؤلف الدراسة رون ميلو، الأستاذ فى قسم علوم النبات والبيئة إلى موقع "Live Science": "من وجهة نظر من سياق تاريخي أكبر، من وجهة نظر النفوذ، فإن القنبلة الذرية أقل من 100 كجم من المواد الانشطارية، ومع ذلك، انظروا إلى الدمار الذي حدث مقارنة بها مع كوفيد".

وأضاف: "نحن هنا نتحدث عن كتلة بالغة الضآلة من الفيروسات، ولكنها تلحق الدمار بالعالم".

ووفقًا للمعهد جونز هوبكنز الأمريكي، فقد أصاب الفيروس الآن أكثر من 173 مليون شخص وقتل أكثر من 3.7 مليون.

ولحساب مقدار الفيروس الذي يمكن أن يحمله كل شخص مصاب، استخدم الباحثون القياسات السابقة المأخوذة من قرود الريسوس حول مقدار فيروس SARS-CoV-2 الذي حملوه خلال ذروة العدوى في الأنسجة المختلفة المعروف أنها معرضة للفيروس، بما في ذلك الرئتين واللوزتين والغدد الليمفاوية والجهاز الهضمي.

اقرأ أيضًا: ثاني أكسيد الكربون يصل إلى مستوي قياسي في الغلاف الجوي

ثم قاموا بضرب عدد جزيئات الفيروس الموجودة لكل جرام من الأنسجة في قرود الريس مع كتلة الأنسجة البشرية، لتقدير عدد جزيئات الفيروس في الأنسجة البشرية.

ومن الحسابات السابقة التي تستند إلى قطر الفيروس، كانوا يعرفون بالفعل أن كل جسيم فيروسي له كتلة 1 فيمتوجرام، وباستخدام كتلة كل جسيم وعدد الجسيمات المقدرة، حسبوا أن كل شخص، في ذروة الإصابة، يحمل حوالي 1 ميكروجرام إلى 10 ميكروجرام من جزيئات الفيروس.

وسمح تحليل هذه الأرقام للفريق بفهم أفضل لما يحدث في الجسم خلال العدوى، مثل عدد الخلايا المصابة وكيف يقارن عدد جزيئات الفيروس في الجسم بمدى سرعة تطور الفيروس، كما يقول الباحثين ميلو وسندر.

ثم قاموا بعد ذلك بحساب عدد الطفرات التي سيجمعها الفيروس، في المتوسط ​، أثناء إصابة شخص واحد وأيضًا عبر جميع السكان.

وللقيام بذلك، استخدموا تقديرًا سابقًا، من فيروس كورونا مشابه، لعدد مرات تحور نوكليوتيد واحد، وضربه في عدد النيوكليوتيدات في جينوم SARS-CoV-2، ثم أخذوا في الحسبان عدد مرات نسخ الفيروس من نفسه داخل الجسم أثناء الإصابة.

ووجدوا أنه أثناء الإصابة في مضيف واحد، قد يتراكم الفيروس حوالي 0.1 إلى طفرة واحدة عبر جينومه بأكمله.

وكتب الباحثون أنه نظرًا لوجود 4 إلى 5 أيام من الوقت بين العدوى، فإن الفيروس سيجمع حوالي ثلاث طفرات شهريًا، وهو ما يتوافق مع معدل التطور المعروف لـ SARS-CoV-2.

لكنهم وجدوا أيضًا تباينًا كبيرًا في عدد الجزيئات الفيروسية عبر البشر المصابين.

وفى الواقع، يمكن أن يختلف من خمسة إلى ستة درجات من حيث الحجم، مما يعني أن بعض الأشخاص المصابين قد يكون لديهم ملايين المرات من هذه الجسيمات أكثر من الآخرين.

وقال ميلو وسندر: "نعلم أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض فى نسبة الفيروس لديهم بالفعل فرص أقل فى نقل العدوى للآخرين".

وأضافوا أنه لم يتضح بعد ما إذا كان انتشار الفيروس، على سبيل المثال، ينشر الفيروس أكثر من غيره لأسباب بيولوجية، مثل الأحمال الفيروسية العالية، أو لأسباب اجتماعية مثل وجود العديد من اللقاءات القريبة مع أشخاص في أحداث كبيرة تقام في أماكن مغلقة.

وقالوا "نأمل أن يبدأ هذا البحث بأفكار جديدة وتجارب جديدة".

يذكر أن نتائج الدراسة نُشرت فى 3 يونيو فى مجلة "بروسيدنج أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس".