الطريق
جريدة الطريق

”من يؤتمن على العِرض”.. قصة أب وعروسة خطفا أنظار المصريين

أشهر قائمة منقولات في مصر
أسماء ماهر البدوي -

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"صدق الله العظيم

 

خلق الله تعالى الزواج وجعله لحفظ النسل، وإعمار الأرض، واستمرار الحياة، وعبادة يستكمل بها الإنسان نصف دينه، يلقى بها ربه على أحسن حال من الطهر والنقاء، فعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي".

 

بقلم وورقة، خَطَّ أبٌ جملة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت جدلا واسعا ما بين مستنكر لما فعله الأب ومؤيد، أسرة بسيطة في محافظة الدقهلية، تتكون من 6 أفراد، أراد الأب تزويج ابنته كاسرًا للعُرف السائد في قريته، وهو ما يسمى بـ"قائمة المنقولات"، التي لا يؤمن بأهميتها ولا قيمتها في مقابل سعادة ابنته مريم.

 

مريم فتاة كقريناتها من الفتيات أرادت أن يُكتب لها مهرا، مُعارِضة بذلك والدها الذي قرر منذ صغرها عدم كتابة قائمة منقولات لها، قائلة: "بابا قالي من زمان إنه مش هيكتبلي قايمة، فكنت فكراه بيهزر، فلما جم يكتبوا الكتاب، حمايا بيقول لوالدي هتكتبوا القايمة بكام، بابا قاله مبكتبش قايمة، واتكلمت معاه وقلتله يا بابا مينفعش أنا مش أقل من البنات".

 

وبات الأب حائرًا بين إرضاء ابنته وتحقيق قناعاته الشخصية.
وعندما حان وقت كتب الكتاب، واجتمع الأهل والأقارب والأصدقاء، حدث ما لا يُتوقع وذُهِل الجميع، كتب الأب في قائمة منقولات ابنته هذه الجملة: "من يُؤتَمن على العِرْض لا يُسأل عن المال، اتقِ الله في كريمتنا"، لأنه توسم في زوج ابنته الصلاح والأخلاق، وأراد أن يبعث له برسالة وهي أن الأمور المادية هي آخر ما يشغل تفكيره، أنا أريدك أن تحمي ابنتي وتصونها وتتقي الله فيها، وأن تعاملها معاملة تليق بها، إعمالا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، "استَوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عِنْدَكم عِوانٍ"

حيث حذر رسولنا الكريم في هذا الحديث من التقصير في حقها؛ لأنها أمانة من الله عند الرجل؛ فلا يجوز له الغدر بها أو خيانتها، ومن وصايا النبي، صلى الله عليه وسلم، بها أنه جعل المحافظة عليها من ضرورات الإسلام الخمس، وإحداها حفظ العِرض، فلا يجوز قُربها إلا بالزواج الشرعي الحلال.

ومن جملة الأب التي كتبها، أصبحنا أمام فريقين، الفريق المؤيد وهو الشباب المقبل على الزواج، الذي يواجه تحديات اقتصادية تثقل كاهله، من البحث عن المسكن وشراء الأثاث والمغالاة في المهور، فكان هذا الفريق أكثر إعجابا لما فعله الأب، والفريق الآخر الذي يمثله الآباء الذين يتعرضون لمشقة كبيرة واستدانة؛ لتجهيز ابنتهم مما يعرضهم للسجن في بعض الأحيان، فكان ذلك الفريق يرى المحافظة على حق ابنته.