الطريق
جريدة الطريق

”شهادات بير السلم”.. ”الطريق” تقتحم عالم الأكاديميات الوهمية: تعليم أونطة هاتوا فلوسنا

الكيانات المضروبة
آية عتريس -

مهزلة علمية ما تزال تجري فصولها دون وضع حد لهاا، وهي الكيانات الوهمية التي تمنح شهادات عليا للطلبة وفي النهاية لا يجنون سوى الوهم ضاربين يعرض الحائط مستقبل الطلاب وتعب أسرهم، وفي المقبل تلقي الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي المسئولية على الطلبة لجهلهم بأبسط القواعد وهي الاستعلام عن المعهد أو الهيئة التي يودون التعليم بها ، وبين هذا وذاك يقع الطلبة فريسة بين أنياب النصابين وأصحاب دكاكين الشهادات المضروبة.

و تقبل تلك المعاهد والجامعات الطلبة الذين لا يحالفهم الحظ في الحصول علي مجموع بجانب أن هوس الطلاب في الحصول على الشهادات وبالأخص الماجيستير والدكتوراه، ومما يجعل أصحاب الكيانات الوهمية يفكرون دومًا في فتح كيان آخر في منطقة مختلفة.

"لن نسمح ببيع الوهم للطلاب"

جهود ضخمة تقوم بها وزارة التعليم العالي كل عام؛ من أجل وقف تغلغل كيانات التعليم الوهمية وانتشارها، لكونها تقوم بعمليات نصب على الطلاب وتدعي انتماءها إلى وزارة التعليم العالي .

حيث تفيد احصائية على موقع وزارة التعليم العالي أن عدد المعاهد الخاصة المعتمدة تبلغ 168 معهدًا في 2021، ليس بينهم "أكاديمية إستانفورد ، كامبروج"

وأغلقت وزارة التعليم العالي نحو 200 كيان وهمي, حسب تصريح خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي في بيان، قائلًا: "لن نسمح ببيع الوهم للطلاب"، مطلباً أولياء الأمور بعدم الانسياق وراء هذه الكيانات الوهمية والالتزام بالجامعات والمعاهد الخاصة المعتمدة الموجودة على موقع وزارة التعليم العالي.

"اشتريت الوهم بـ20 ألف "

لم يدرك محمد السيد شاب عشريني، أن ستنتهي الأمر بالوقوع في فخ أكاديمية وهمية لتأهيله لمجال العمل بعد التخرج ، والنصب عليها في أكثر من 20 ألف جنيه قائلاً، "اشتريت الوهم بـ20 ألف جنيه" فبمجرد أن رأى إعلان فتح باب التقديم الجامعات الخاصة حلم بحصوله علي شهادة معتمده

وتابع في حديثة لـ"الطريق" أن بعد الانتهاء من المرحلة الدراسية وحصوله على الشهادة الخاصة بالأكاديمية، مكتشفاً أنها مزيفة بعد ما قام بتقديم لوظيفة وتم رفض بسبب عدم صلاحية الشهادة.

،حيث اتجاه مسرعاً إلي وزارة التعليم العالي للتأكد من صحة الشهادة ولكن صدمه بأنها ليس لديها صله بالتعليم العالي قائلا ،"روحت بعد كدا سألت في وزارة التعليم العالي واكتشفت أن مفيش أصلا جامعة بالاسم دا، وإنها مجرد نصب ومش معتمدة من الوزارة، ورفعت قضية عليهم ضيعت 4 سنين من عمري على الفاضي".

لم يكن محمد الفريسة الوحيدة، اصطحب عدد من أصدقائه ليخوضوا تلك التجربة المريرة معًا ، حيث قامت مني،أحد الضحية بالتوجيه الي مقر الاكاديمية للتقديم الاوراق الخاصة بها كالشهادة الميلاد وشهادة الثانوية والصور الشخصية ، لافتًه إلي أن مراحل الدارسة كانت متفرقة وانتقلت إلى أماكن أخرى على مدار 4 سنوات الدراسة ومنها أكاديمية جاردن سيتي ونقابة التجاريين والحرم اليوناني بالجامعة الامريكية واخيرا مقر الأكاديمية بالمعادي

واوضحت في حديثها لـ "الطريق"، أن مسئولي الأكاديمية أخبروها أن المدة الدراسة 4 سنوات يعقبها الحصول على درجة البكالوريوس وتشغيلها في شركات كبرى، مشيراً إلى أن "كله نصب والمفروض المعاهد والجامعات المزيفة ديه كلها تتقفل عشان محدش يضحك عليه تاني".

حيث يروي إبراهيم رحلته مع مراحل التعليم بالأكاديمية مضيفاً ، أن السبب الذي جعله يتجه الي التقديم هو الحصول على الإعفاء من الجيش وكان هذا من ضمن المميزات الموجودة في الإعلان قائلا إن" انا كنت عايز اخد إعفاء من الجيش ولما لقيت اعلان الأكاديمية قدمت وياريتني ما قدمت ".

وأضاف أنه تم نقله عده مرات في أكثر من مكان تابع للأكاديمية ولكن بأسماء مختلفة، موضحاً أن المقر الاول للأكاديمية كانت في منطقة البدرشين وتنقل بعد ذلك في اماكن اخر .

واكتشف أن، الأكاديمية كيان وهمي بعدما انتهاء من الدراسة من خلال اعتماد الشهادة من وزارة الخارجية، مشيراً إلى أن تم القبض عليه لمعرفة حقيقة هذه الشهادة المزيفة وبعد التحريات في الأمر تم إخلاء سبيله.

محامي الطلاب يقدم بلاغات

من جهته قدَّم المحامي باسم هشام ، بصفته وكيلًا عن الطلبة، عدة بلاغات تطالب بالقبض على مديرة الأكاديمية بتهمة النصب عليهم ، لمنـحهم شهادات دراسية تخصصية معتمدة من الإدارات التعليمية، وإحدى الجامعات الأجنبية خارج البلاد، فتمكنت بذلك من الاستيلاء على أموالهم.

وأن المتهم استطاع من خلال الدعاية استقطاب المئات من الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة والمؤهلات التعليمية المتوسطة بزعم منحهم (شهادة البكالوريوس) المعتمدة والموثقة، حيث تقاضى المتهم مبالغ مالية تتراوح من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه من كل طالب عن الموسم الدراسي الواحد تحت.

وأكد "هشام"، أنه سيطالب بتعويض عن كل الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بهم.

البرلمان يواجه الفنكوش

أكد الدكتور حسام المندوه الحسيني، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، على ضرورة مواجهة معاهد "بير السلم" والفنكوش"،والتي تعمل دون ترخيص.

وأضاف مندوه في تصريحات خاصة لـ"الطريق" ، أنه قدم بلاغ داخل الجلسة العامة بالبرلمان، برئاسة المستشار حنفي جبالي، وبحضور الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في يناير الماضي، إن هناك العديد من الإعلانات في الصحف لهذه المعاهد والتي تدعي تقديم امتيازات وهمية سواء الإعفاء من التجنيد وغيره

حيث قدم عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، لوزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار صورا بأسماء هذه المعاهد ليتم إيداعها ، مطالباً بضرورة أن يكون هناك قبضة من حديد على هذه المعاهد.

و أكد مندوه، أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، سيفعل الضبطية القضائية لأغلاق المعاهد الغير مرخصة فوراً ، لافتاً إلى أنه يثق في وعده الذي أكد فيه ايضا أنه لن يسمح بوجود أي مبني أو صرح تعليمي غير مرخص .

واختتما حديثه بأن الطلبة هم من أخطأوا في حق أنفسهم لعدم البحث عن الكيان الذي بينا من خلاله مستقبل، مضيفاً أن الطلبة هم من ساعدوا لصوص الكيانات والمعاهدة الوهمية بالنصب عليهم ، وكل منهم مخطأ ولابد من إجراء تنفيد القانون وإغلاق هذه الكيانات .