الطريق
جريدة الطريق

نص… البوابة السابعة للروح

-

بعد مرورها من البوابة السابعة للروح

جلست لتنشر أجنحتها الشفافة

تؤلمها كل انحناءة في جسدها المذهل

تتذكر كلمات سمعتها عند البوابة الأولى

"عودي للخلف

ستقتلك محاولة الخروج

أنت ما أنت عليه

ستنصهر أجنحتك خلال المحاولة

لا تتبعي خطوه

هو مولود في الجانب الآخر

ينتمي لهناك

أنت هنا وستبقين أو تموتين في المحاولة"

صمّت أذنيها

أمسكت يده وتجهزت لآلام العبور

كان رقيقا

ينفض دوما ما علق بأهدابها من دمعات صدئة

يهتم بترتيب ملابسها فوق الجسد المكسور

يقلقه ما يبين على ملامحها من ألم

الباب الأول كان رحيما

بضعة صفعات واجتازت معه المرج

عند الباب الثاني وقفت

كان الاختبار صعبا

والألم ينتشر في روحها طويلا

حاولت الرجوع فلم يترك يدها

وأحبته مجددا لذلك

سارت تبتسم لدمها يقطر منها

وتطمئنه

يمكنني السير أعواما ما دامت يدك تضمد قلبي

عند الباب الثالث

انهارت شيئا ما من هول النار

كان لا بد من النار بغرض التطهير

كانت تفهم

لكن الخوف بداخلها لا يملك عقلا

كادت تهرب

ترجع خلفا لأيام تعرفها

ووجوه اعتادت بشاعتها

أخبرها إن عادت فقدته!

لن يستعيدها إن عبرت للخلف!

حملت كل شجاعتها في خطوة للداخل

كان اللهب كفيلا بحرقها مرتين

لولاه

وصلت خلف الباب الخامس تلهث من رعب

ثارت

صرخت

"لن أحتمل الباقي

قد نال التعب منك ومني

اذهب وحدك

دعني لمصير أعرفه"

كان تصرخ

كان التعب تملّك من روحه

أفلت يدها

فاهتاجت كل جروح القلب

عبر الأبواب الباقية وحيدا

لم يسمع صوت جريح يزحف خلفه

"لا تتركني"

بقيت تزحف حتى عبرت أبواب الروح السبعة

كان تأمل أن تلقاه هناك

وصلت بثلاثة أجنحة مكسورة

وحروق في الوجه

وثياب كادت ألا تستر عورتها

نظرت

لم تجده

نادت

لم يرجع

جلست في ركن السور

تروي هول الأبواب السبعة

تنتظر وقع خطاه