الطريق
جريدة الطريق

معيتيق متخوف من منهجية الاقصاء التي تحتويها مسودة الدستور بليبيا

-

أحال المبعوث الأممي يان كوبيش إلى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) مسودة القاعدة الدستورية مُرفقة بخلاصة نقاشات ملتقى الحوار السياسي الافتراضي المنعقد يومي 26 و27 مايو/أيار المنقضي، يان كوبيش أصر على ضرورة إقرار القاعدة الدستورية وسن التشريعات اللازمة للانتخابات في أجل أقصاه بداية يوليو 2021 حتى يتسنى للمفوضية العليا للانتخابات التحضير لهذا الاستحقاق المهم في الجدول المحدد له (24 كانون الأول/ديسمبر 2021).

وفي تعليقه على المستجدات المتعلقة بالقاعدة الدستورية، أكد نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني اللبيية السابق، أحمد معيتيق، بأن الدستور يجب أن يُعبر عن ضمير الليبيين الجماعي ووجدانه وهويته وذاكرته، وأشار إلى أن القاعدة الدستورية الآن هي خليط من المتناقضات التي تغلب عليها النزعة الإقصائية والهدف منها استعمالها لتصفية أو إضعاف الخصوم.

وبالنظر إلى عددٍ من البنود كأداء القسم و شرط الجنسية الواحدة، يرى أحمد معيتيق أن الهدف منها إقصاء المنتمين لنظام القذافي السابق ومعارضيه الذين اضطروا للجوء إلى دول ومتابعة حياتهم هناك والحصول على جنسية تلك الدول.

كما شدّد معيتيق على أهمية احترام الحقوق الفردية والاجتماعية لضمان جودة الاستحقاق الإنتخابي ونزاهته.

وتطرّق معيتيق في حديثه إلى صعوبة التكهن بمصير القاعدة الدستورية في ظل الخلاف المحتدم في ملتقى الحوار الوطني، وذلك بسبب غياب إرادة حقيقية في إنجاز الإنتخابات في موعدها، لعدم استعداد أعضاء الملتقى عن تقديم أية تنازلات لأنها ستحدد مصيرهم.

وأشار إلى أن مجلس النواب والأعلى لن يصوّتا على مايعتبرونه مسودة غير نهائية لم تحسم بعد في قضايا جوهرية أهمها كيفية انتخاب الرئيس.

منوهاً إلى أن مسودة الدستور محفوفة "بألغام التعطيل" على حد تعبيره "قبل" التصويت عليها، من خلال تجاوزها للأهداف المحددة واعتمادها نهجاً إقصائياً، و "أثناء" التصويت من خلال آلية التصويت التي لا تتماشى مع الإنقسامات الحاصلة الآن في ليبيا، وصولاً إلى تعطيل "بعد" التصويت عليها من خلال استخدامه كأداة لتأجيج الصراع والضغط على الحكومة والإنشغال عن قضايا الليبيين ومشاكلهم.

وفي ختام حديثه يرى معيتيق بأن قدر ليبيا بأن تؤبّد انقساماتها وأن تُنقَل الصراعات الميدانية، بتعبيرات جديدة وبوسائل متطورة ومتخفية، إلى مؤسسات الدولة وإلى دستورها وانتخاباتها، متسائلاً عن أسباب امتناع البعض الذهاب إلى الانتخابات، وعن مصدر خوفهم من الاحتكام إلى الشعب ولماذا يطمحون لتأبيد الأوضاع الراهنة، واستعمال الدستور لحجز مكان لهم في المستقبل، مُشيراً إلى أن ليبيا كبيرة تتسع الجميع.