الطريق
جريدة الطريق

المجلس الأوروبي يكشف أسباب الاحتجاجات الأخيرة في «بلوشستان»

أرشيفية
محمد يحيى -

قال المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن ميناء "جوادر" (Gwadar) الباكستاني الذي تديره الصين، والذي يعد جزءًا رئيسا من مشروع الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، كان من أسباب خروج الاحتجاجات الأخيرة في مقاطعة "بلوشستان" (Balochistan) الباكستانية، والتي استمرت لأسابيع قبل أن تتمكن الحكومة من احتوائها في أواخر ديسمبر الماضي.

وأضاف أن الاحتجاجات الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها في مقاطعة بلوشستان، غير أن الملفت هذه المرة هو اتساع نطاقها، وتمددها الجغرافي في العديد من المناطق، لتتحول سريعًا إلى حركة وطنية تدعمها الأحزاب السياسية. مما جعل من الصعب على الحكومة الباكستانية احتوائها عبر التدابير الأمنية، والتي وصلت إلى حد نشر أكثر من 5 آلاف شرطي إضافي في منطقة جوادر فقط.

كما أكد أن تحول الحركة الاحتجاجية في بلوشستان إلى قضية وطنية أسهم في توحيد صفوف المواطنين وجمع كلمتهم، مرجحًا أن يكون لهذا الحراك تأثيرًا سلبيًا على موقف المواطنين من الحكومة الباكستانية والعلاقات الثنائية مع الصين.

وأشار إلى أن الرابح الأكبر من الحركة الاحتجاجية في بلشوستان هو "الجماعة الإسلامية فرع بلوشستان"، مضيفًا أنه في حين أن الجماعة لم تكن معارضة لمشروعات التنمية التي تقودها الصين في جوادر، فإنها اعتبرت الاحتجاجات فرصة مناسبة لتوظيف الاستياء الشعبي من الحكومة من أجل استعادة نفوذها لدى النظام الحاكم.

اقرأ أيضا: كازاخستان.. أوامر رئاسية بفتح النار على الإرهابيين والقضاء عليهم

واستطرد موضحًا أن الاحتجاجات في جوادر تؤكد فشل استراتيجية التنمية الاقتصادية التي تبنتها إسلام آباد، مشيرًا إلى أن القادة الباكستانيين بالغوا في المراهنة على إمكانية تحقيق النمو الاقتصادي من خلال المشروعات التنموية الصينية.

وأفاد بأن الحكومة الباكستانية استندت إلى افتراض خاطئ فيما يتعلق بجوهر مشروع الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني، وهو أن الاستثمارات الصينية في حد ذاتها ستسمح بنقل التكنولوجيا الصينية إلى البلاد، ومن ثمَّ تحقيق الازدهار الاقتصادي، مؤكدًا أن هذا الافتراض تجاهل حقيقة أن ضعف بيئة الأعمال أدى إلى تدهور الصناعة الباكستانية، ومن ثمّ أصبح من الصعب أن تكون بيئة حاضنة للاستثمارات الأجنبية.