الطريق
جريدة الطريق

نجاح زراعة قلب خنزير في جسم إنسان.. والأزهر يوافق بشروط

أثناء إجراء الجراحة
مصطفى عناني -

نجحت الجهود الطبية لفريق جراحي مركز جامعة ميريلاند الطبي بأمريكا في زراعة قلب خنزير مُعدل، يوم الجمعة الماضي، داخل جسد المريض ديفييد بينت، الذي أصابه مرض خطير بالقلب، ولا تسمح أوضاعه الصحية لزراعة قلب طبيعية.

حالته مستقرة

وأوضح بيان الفريق الطبي الذي يشارك في أبحاثه التجريبية الطبيب الباكستاني محمد محي الدين، أن المريض حالته مستقرة وقد مضى على إجراء الجراحة ثلاثة أيام، وقد صرح المريض أن ذلك الاختيار كان محاولته الأخيرة للنجاة من الموت المُحقق حسب الأطباء.

إبطال مفعول عدة جينات

وقد أعدت إحدى الشركات بالولايات المتحدة الأمريكية المتخصصة في العلاج التجديدي، قلب خنزير مُعد يمكن زراعته في جسم الإنسان دون رفض الجسد ذلك، عن طريق إبطال مفعول عدة جينات غير قابلة للتعايش داخل الجسم البشري، وقد أُعد ديفيد للعملية بشكل علمي دقيق وبتدخلات دوائية تساعد على تقبل الجسم تلك الزراعة دون مشكلات ملحوظة.

وقد منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريحًا استثنائيًا للفريق الطبي لإجراء الجراحة، لتأكيد تقرير الفريق الطبي أنها فرصة المريض الوحيدة للنجاة من الموت.

وفي ذات السياق، فقد نجح فريق طبي أمريكي، نهاية العام الماضي في زراعة كلية خنزير مُعدلة في جسد مريضة متوفية إكلينيكيًا.

الأزهر يوافق بشروط

ومن جهته، فقد شدد مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإليكترونية، على أن زراعة أعضاء الخنزير في جسد الإنسان حرام شرعًا، وهي فتوى مستقرة لدى العلماء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح "ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَل شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ» [أخرجه البخاري].

وعليه: فإن أصل التّداوي بجزء من أجزاء الخنزير، كزرع كُليته في جسم الإنسان هو الحُرمة، إلا في حالة الضرورة المُلجئة، أو الحاجة التي نزلت منزلة الضرورة، فيجوز استثناءً بشرطين، الأول: فقد البديل الطاهر، والثاني: أن يكون الضرر المترتب على الزرع أقل من عدمه، ولو بغلبة الظن؛ سيما أثناء إجراء عملية الزرع وبعدها.. لما هو مقرر طبيًّا عن خطر عمليات زراعة الأعضاء، وما تستلزمه من استخدام أدوية لتَثبيط الجهاز المناعي، وما تنطوي عليه من إمكانية رفض الجسم للعضو المزروع؛ إضافةً إلى العديد من المُضَاعَفات الخطيرة على صحة المريض وحياته.. كُلّ هذا فضلًا عن أن عملية زرع كُلية الخنزير في جسم الإنسان لم تزل في الأطوار التجريبية.. هذا، والله تعالى أعلى وأعلم.. وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.