الطريق
جريدة الطريق

خطوة تفصل القاتل عن طبلية عشماوي.. حكاية مقتل «مهندس الدقهلية»

مهندس الدقهلية
أسماء المزيكي -

سطرت محكمة جنايات المنصورة اليوم الخميس سطرا جديدًا من سطور العدالة الناجزة في قضية شغلت الرأي العام، والتي راح ضحيتها المهندس أحمد عاطف، والمعروفة إعلاميا بـ"مقتل مهندس الدقهلية" على يد صديقه الخائن.

المحكمة أحالت المتهم "محمد. أ." صاحب شركة لتجارة خامات البلاستيك إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء رأيه الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 17 فبراير المقبل للنطق بالحكم.

خرج ولم يعد
مطلع سبتمبر الماضي خرج المهندس أحمد عاطف، مقيم بقرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا محافظة الدقهلية، لمقابلة أحد أصدقائه للحصول على أموال قبل ساعات من ولادة زوجته، لكنه اختفى بعدها ولم يعد.

تقطعت السبل للوصول إلى المهندس المتغيب فلجأت زوجته إلى كتابة مشنور عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك" قالت فيه: "أحمد انت فين يا حبيبي، أنا ولدت وانت مش معايا، مكنتش عايزة أولد أصلاً إلا لما ترجع، بس قالوا غلط على البيبي، سليم قمر بس عايز يشوفك ونفسي أشوفك وانت شايله، كالعادة تعبانة من الولادة، وكان نفسي تهون عليا وتمشيني وتطمن عليا كل شوية، كان نفسي انت اللي تسجل سليم وتطعمه زي كنان، لكن متعوضة يا حبيبي، ارجع بس ومش عايزين أي حاجه إلا وجودك وسطنا، أرجع عشان سليم ميرضعش نكد وهم وحزن من كتر عياطي وهمي يا أحمد".

أضافت: "الكل كان معايا، بس غيابك انت خلاني محسش بأي أمان، مش كنا متفقين توصلني لحد العمليات أنت وكنان، أنا وصلت العمليات لوحدي وأنا منهارة، ارجعلي يا أحمد عشان لو حصلك حاجة هموت وراك وولادك هيتعبوا من بعدنا، ارجعلي وفي داهيه أي حاجة فداك يا حبيبي مهما كان تمنها، ارجع لولادك اللي ملحقوش يشبعوا منك يا قلبي، يارب يارب رجعلي جوزي سالم غانم واحميه من أي شر، يارب ما تحرمني منه ولا تحرم ولاده منه يارب".

اقرأ أيضا: استدرجت حبيبها إلى مصيره.. إحالة والد طالبة الرحاب للمفتي

لم تكتف "دعاء" بمنشورها الأول لتضيف ثان: "11 يوم النهاردة وانت بعيد عن العين، لكن مش بعيد أبداً عن بالي وقلبي يا حبيبي، 11 يوم لا شوفتك ولا سمعت صوتك من آخر مكالمة قبل ما تغيب، يومنا العادي كنا مع بعض في الشقة، ولو خرجت ساعتين برة تكلمني فيهم تلات أو أربع مرات، ما بالك بقا 11 يوم ما سمعتش صوتك ولا شوفتك، نفسي حد يطمني بس أنت عامل أيه، نفسي أشوفك ونفسي تشوف كنان وسليم، بكره هاستلم شهادة ميلاده، وامبارح المفروض كان سبوعه، والله بسبب غيابك ما خدت بالي أن سبوع سليم كان امبارح، كنان بقا مع كل اتصال يقولي بابا بيرن، ماهو متعود انك لو برة بتكلمنا، يارب ارحمني برحمتك ورجعهولي ورجعه لولاده وأهله، يارب إن كان اختبار فأنا مش قادرة أتحمل".

جثة عائمة تنهي غياب دام 11 يوما
استمر بحث زوجة وأهلية المهندس أحمد عاطف من جهة والأجهزة الأمنية من أخرى عن المهندس المتغيب لمدة 11 يومًا متواصلين حتى عثرت الشرطة على جثته عائمة في مياه النيل أسفل كوبري الجامعة مرتديًا ملابسه كاملة.

الصديق الخائن
نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الدقهلية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام في فك لغز الجريمة. تبين أن وراء ارتكاب الجريمة صديق المجني عليه "محمد. أ." بسبب معاملات مالية بينهما.

جرى ضبط المتهم الذي أقر بارتكاب الواقعة وقال إنه تحصل من القتيل على 680 ألف جنيه لتشغيلها مقابل أرباح وكان المجني عليه قد أخذ عليه 5 شيكات كضمان للمبلغ، مضيفًا أنه استدرج صديقه بمكالمة تلفونيه بحجة إعطاءه الأرباح الشهرية وخلال جولتهما اوهمه بأن السيارة تعطلت وظلا من قرابة الساعتين من الحادية عشر ليلا حتى الواحدة صباحاً أعلي كوبري الجامعة بالمنصورة.

خلال ذلك غافلة ودفعه في النيل ليلقي مصرعه غرقا، وأشار المتهم إلى أنه أوهم زوجة المجني عليه بعد اتصالها به بأن زوجها أخذ المبلغ المال وعاد إلى منزله ولا يعلم عنه شئ؛ لإبعاد الشبهة الجنائية عن نفسه، وانضم إلى الباحثين عنه طوال الـ11 يوما.

التصريح بالدفن وحبس المتهم
انتقل فريق من النيابة العامة إلي مكان العثور على جثة المهندس أحمد عاطف لمناظرة الجثمان وبيان ما به من إصابات وقررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وأخذ عينات معوية من الجثمان، كما قررت النيابة العامة حبس المتهم "محمد أ م" 32 سنة 4 أيام على ذمة التحقيقات وجدد له في الموعد المحدد.

لاحقا، أحاله المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنصورة الكلية إلى محكمة الجنايات في الاتهامات الموجهة آلية في القضية رقم 13268 لسنة 2021، جنايات مركز طلخا والمقيدة برقم 2874 لسنة 2021 كلي جنوب المنصورة.

أمر الإحالة
ذكر أمر الإحالة أنه في يوم 1/9/2021 بدائرة مركز شرطة طلخا محافظة الدقهلية، ‏قتل المجني عليه "أحمد عاطف الشربيني حامد الزيني"، عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية ‏وعقد عزما قاطعا على قتله لما فاض به صدره من غيظ ونفسا تبرأت منها معاني الإنسانية ‏وصون الحقوق وقلبا بزغ عنه بغضاؤه فاستدرج المجنى عليه موهما إياه بسداد المستحقات ‏المالية له إلى المكان المرموق سلف مستترا بستار الليل وما إن وضعه بموضعه ومن خلفه مياه ‏النيل الغائرة فدفعة بكلتا يديه ملقيا بحمل جسده إلى الماء قاصد إزهاق روحه محدثا به الاصابات ‏الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية فأنهى مقدروه من الأنفاس، وذلك على النحو المبين ‏بالتحقيقات‏‎.

ووجهت إلى المتهم اتهاما آخرا بأنه تقدم على تلك الجناية بجناية أخرى سبقتها، وفي ذات المكان ‏وفي رابطة زمنية واحدة، خطف المجني عليه، وكان ذلك، وكان ذلك بطريق التحيل الواقع عليه ‏بأن استمال إليه بشرك الحيلة موهما إياه بسداد المستحقات المالية الخاصة به وما أن أنطلت عليه ‏فتمكن من اقتياده بداخل السيارة الرقيمة " د س ي 1769" وإبقائه بها لإقصائه بعيدا عن ذويه وأعين الرقباء وليتمم الجريمة محل الاتهام السابق ، وعلى النحو المبين ‏بالتحقيقات.

اليوم الخميس، قررت محكمة الجنايات حكمها سالف الذكر بإحالة أوراق المتهم إلي فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء رأيه الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 17 فبراير المقبل للنطق بالحكم.