الطريق
جريدة الطريق

الإدارة الأمريكية في مفترق طرق بعد عام من حكم بايدن

أرشيفية
تقرير- محمد يحيى -

بعد مرور عام على توليه السلطة وفى ظل سياسات الرئيس الأمريكي "جو بايدن" وما تناوله فى المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة هذه الذكرى، لاستعراض الخطوات الإيجابية التي اتخذتها إدارته بشأن القضايا الداخلية، وكيفية الاستجابة لأزمة "كوفيد-19".

تراجع شعبية "بايدن"

وفي هذا السياق، يأتى إدراك الإدارة الأمريكية للانتقادات الموجهة إلى سياستها -لا سيما في ظل تراجع شعبية "بايدن" في استطلاعات الرأي الأخيرة- انعكس على إيلاء "بايدن" أولوية كبيرة في خطابه السنوي للقضايا الداخلية، مؤكدًا أن إدارته ستكرس معظم اهتمامها لتعزيز سياساتها بشأن القضايا الداخلية، خاصًة في ظل الاستعدادات التي تجري لانعقاد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر 2022.

وتعد أهمية المهارات السياسية والدبلوماسية والإدارية للرئيس "بايدن" في هذا التوقيت، وإدراك "بايدن" أهمية استخدام أسلوبه الدبلوماسي والإداري كحجر زاوية لاستمراره رئيسًا يتمتع بثقل سياسي داخل "البيت الأبيض".

التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي

وفي ظل خسارة "الديمقراطيين" في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، سيشكل تهديدًا لمستقبل "بايدن" وحزبه، الأمر الذي يفرض على الرئيس وإدارته تكثيف جهودهما لصياغة سياسات تكفل مواجهة التحديات الداخلية المتعلقة بارتفاع معدلات التضخم، وانتشار عدوى متحور "أوميكرون"، فضلًا عن حالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها البلاد.

وبالتوازي مع التحديات الداخلية، تواجه إدارة "بايدن" العديد من الأزمات الخارجية؛ على رأسها تفاقم حدة التصعيد الروسي على الحدود الأوكرانية، وتزايد التوقعات بوقوع غزو روسي محتمل، مما يفرض على إدارة "بايدن" اتخاذ موقف متشدد لردع روسيا، والوقوف بجانب حلفائها الأوروبيين، فضلًا عن ما يلاقيه "بايدن" من انتقادات خاصة بنهج سياسته الخارجية؛ حيث عزا بعض المراقبين في الآونة الأخيرة تنامي النفوذ الروسي والصيني والإيراني إلى ضعف الإدارة الأمريكية، وافتقارها الحافز لمواجهة التحديات الدولية المختلفة.

تجاهل أزمات الشرق الأوسط

وختامًا، أصبحت الإدارة الأمريكية الحالية في مفترق طرق، خاصة في ظل مفاوضاتها مع إيران بشـأن الاتفاق النووي لعام 2015؛ حيث سيتعين عليها تقييم التقدم المحرز خلال المفاوضات، خاصة في ظل تقدم طهران في برنامجها النووي، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية تتعمد تجاهل أزمات الشرق الأوسط وهو ما انعكس في خطاب "بايدن" الأخير، والذي لم يتضمن سوى إشارة مقتضبة للمفاوضات مع إيران.

اقرأ أيضا: معهد الشرق الأوسط: أوكرانيا وجورجيا تحت التهديد الروسي