الطريق
جريدة الطريق

بعد طلب انضمامهما لـ”الناتو”..هل تلحق فنلندا والسويد بمصير أوكرانيا؟

الناتو
تقرير - محمد يحيى -

• فنلندا والسويد ترغبان في الانضمام إلى حلف الناتو، وهو مالا يلقى قبولًا لدى الجارة الروسية، وترى فيه تهديدًا استراتيجيًّا لحدودها وتقويض نفوذها.

• رغم عدم عضويتهما في الحلف، فإن "هلنسكي" و"ستوكهولم" تمت دعوتهما لحضور القمة الطارئة لـ "الناتو" حول الوضع في أوكرانيا.

• الانضمام للناتو يتيح للدولة العضو التمتع بمزايا البند الرابع من ميثاق التحالف، بطلب القوات العسكرية للحلف للانتشار ووقف هذا التهديد.

أعلنت رئيسة الوزراء الفنلندية في تغريدة على "تويتر"، أن برلمان البلاد سيناقش، اليوم الثلاثاء ، عريضة قدمها مواطنون يطالبون فيها بتنظيم استفتاء حول انضمام فنلندا لحلف "الناتو"، وأن نواب الشعب مدعوون للتعبير عن مواقفهم من هذه العريضة، لكن الجلسة "لا تهدف لإجراء نقاش أوسع بشأن موقف فنلندا من الانضمام إلى تحالف عسكري أو لا"، بحسب وكالة (FP).

خطوة تاريخية

أيضًا، وفي خطوة تاريخية، أعلنت فنلندا على لسان رئيسة حكومتها "سانا مارين"، أمس الإثنين، اتخاذها قرار تزويد أوكرانيا بالأسلحة في أعقاب الهجوم الروسي، فيما قال وزير دفاع البلاد إنه سيتم تسليم 2500 بندقية هجومية و150 ألف قطعة ذخيرة و1500 قاذفة صواريخ و70 ألف حصة غذائية ميدانية، مشيرًا إلى أن ألمانيا ذاتها خالفت نهجها الدفاعي وأصدرت إعلانًا مماثلًا في وقت سابق بتسليح "كييف" ، هذه الخطوة جاءت تصعيدًا لموقف "هلسنكي"، خاصة بعد العملية العسكرية الأخيرة لروسيا في الأراضي الأوكرانية، في ضوء رغبة "كييف" بالانضمام إلى "الناتو"، وهو ما تعارضه "موسكو" بشدة؛ بداعي أن أوكرانيا "الباحة الخلفية للدولة الروسية، وأن الانضمام للحلف الغربي مُهدد للأمن القومي الروسي.

ليست فنلندا وحدها التي تحاول الانضمام حاليًّا لـ "الناتو" وتواجه تحذيرات -وتهديدات- روسيا بهذا الشأن، بل إن السويد أيضًا أعربت عن رغبتها في الانضمام للحلف؛ حيث صرّحت رئيسة الوزراء "ماجدالينا أندرسون" وقالت في مؤتمر مشترك مع قائد الجيش السويدي "ميكائيل بيدن": "السويد هي التي تقرر بنفسها وبشكل مستقل خط سياستها الأمنية"، وفق (AFP) ، وكان بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، الجمعة الماضية، عبّر عن قلق "موسكو" إزاء جهود الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها "لجر" فنلندا والسويد إلى "الناتو"، وحذر من أن "موسكو" قد تضطر لاتخاذ إجراءات صارمة حال انضمام البلدين إلى الحلف، كما أوردت شبكة (RT).

الخارجية الروسية : أمن بعض الدول لا ينبغي أن يُبنى على حساب أمن الدول الأخرى

كما صرّحت "ماريا زاخاروفا"- الناطقة بلسان الخارجية الروسية، بأن "جميع الدول الأعضاء بمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSEC) -بما فيهم فنلندا دولة المقر والسويد- أكدت مبدأ المنظمة بأن أمن بعض الدول لا ينبغي أن يُبنى على حساب أمن الدول الأخرى"، مضيفة أن عواقب انضمام الدولتين إلى "الناتو" ذي الكتلة العسكرية، ستكون عواقب عسكرية وسياسية خطرة تتطلب من بلدنا اتخاذ خطوات متبادلة ، الأمر لم يقف عند رغبة "هلسنكي" و"ستوكهولم" في الانضمام لحلف شمال الأطلسي فحسب، بل قام " ينس ستولتنبرج"- الأمين العام للحلف، بدعوة الدولتين غير العضوتين إلى القمة الطارئة الافتراضية للحلف، الجمعة الماضية، حول الوضع في أوكرانيا.

الدولتان تشعران منذ مدة بتعاظم النفوذ والتهديد الروسي

كما أن السويد بدورها، بادرت بإرسال معدات عسكرية وجنود إلى جزيرة "جوتلاند" التابعة لها في بحر البلطيق، والواقعة على مسافة 330 كيلومترًا فقط من قاعدة "كالينينجراد"؛ مقر الأسطول الروسي في "البلطيق" ، إلى جانب ذلك، فالدولتان تشعران منذ مدة بتعاظم النفوذ والتهديد الروسي على حدودهما، ولذلك، عززت السويد من قدراتها الدفاعية بزيادة موازنتها التسليحية بـ 40%، بقيمة نحو 3.1 مليارات دولار، وكذلك فنلندا، التي أبرمت مؤخرًا صفقة لشراء 64 مقاتلة (F-16) بقيمة 9.5 مليارات دولار، مع الإعلان أن "هلسنكي" قادرة في أي وقت على حشد قوات احتياط بقوام 280 ألف جندي مؤهل.

"موسكو" تخشى من التهديدات الاستراتيجية وتقويض نفوذها

جدير بالذكر أن فنلندا والسويد لديهما حدود برية مشتركة مع روسيا، فالأولى (فنلندا) وحدها لديها حدود مع روسيا بطول نحو 1340 كيلومترًا، وهي أطول حدود مشتركة بين أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي (اليورو) وروسيا، كما أنها كانت سابقًا مقاطعة روسية في الفترة من 1809 وحتى انهيار روسيا القيصرية وقيام الثورة البلشفية سنة 1917.

ولهذا، تخشى "موسكو" من التهديدات الاستراتيجية وتقويض نفوذها حال انضمام دول جوارها إلى "الناتو"، وما يتبعه من تفعيل البند الرابع من ميثاق الحلف، والذي يمنح للدول الأعضاء وقت الشعور بالتهديد الخارجي، أحقية طلب قوات الحلف العسكرية متعددة الجنسيات، التابعة لدول المنظمة الـ 30 للانتشار العسكري ووقف هذا التهديد.