الطريق
جريدة الطريق

هل تؤدي الهجمات السيبرانية إلى حرب نووية؟

 الحروب السيبرانية
تقرير - محمد يحيى -

في تقرير لمجلة "فورين أفيرز"، تناول موضوع تراجع الهجمات السيبرانية الروسية التي تستهدف تدمير البنية التحتية الأوكرانية، في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى أن ذلك جاء خلافًا للتوقعات السائدة بتزايد هذه الهجمات في ظل الصراع المحتدم بين البلدين.

الإنترنت بشكل طبيعي في أوكرانيا

وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أنه مثلما تعثّرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فقد لاحظ خبراء الإنترنت عدم شن روسيا هجمات سيبرانية كبيرة في الأيام القليلة الأولى من الصراع، حيث لم تتأثر أنظمة الدفاع الجوي والطائرات الأوكرانية بالهجمات السيبرانية، ولم تلحَق بالبنية التحتية أية أضرار جراء تلك الهجمات، كما يعمل الإنترنت بشكل طبيعي في أوكرانيا.

هجمات سيبرانية محدودة

وأشار التقرير إلى أن الفترة السابقة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهدت قيام موسكو بهجمات سيبرانية محدودة على أوكرانيا، وذلك باستخدام برامج خبيثة، أدت إلى حذف كثير من البيانات من أجهزة الكمبيوتر في الوكالات الحكومية الأوكرانية، فضلًا عن شن مجموعة من الهجمات الإلكترونية لاستهداف المواقع العسكرية، ولكن دون تأثير يُذكر.

امتناع الروس عن استهداف أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية

وتساءل التقرير عن سبب امتناع الروس عن استهداف أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية بالهجمات السيبرانية، موضحًا أنه ربما فشل الروس في شن هجمات إلكترونية ناجحة، أو ربما حدثت هجمات سيبرانية، لكن تأثيرها قد يستغرق وقتًا حتى يظهر، أو يُحتمل أن الكرملين يدخر قدراته الإلكترونية لوقت لاحق.

آثار غير مباشرة على دول حلف شمال الأطلسي

ويُحذر التقرير من أن الهجمات السيبرانية الروسية المحتملة على البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا قد تكون لها آثار غير مباشرة على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فعلى سبيل المثال إذا شنّت روسيا هجومًا إلكترونيًّا على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، ربما يؤدي ذلك إلى انقطاع الخدمات في دولة مجاورة للحلف، مثل بولندا، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاك المادة رقم (5) من المعاهدة التأسيسية للحلف، والتي تنص على أن أي هجوم مسلح ضد دولة عضو في الحلف سيعتبر هجومًا ضد جميع الأعضاء.

ردود الفعل الأمريكية على الهجمات السيبرانية الروسية

وفيما يتعلق بردود الفعل الأمريكية على الهجمات السيبرانية الروسية السابقة، أكّد التقرير أن واشنطن لم تنجح حتى الآن في ردع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن استهداف البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية، مثل محطات الكهرباء أو المياه في البلاد وبالتالي، من المرجّح أن تقوم موسكو بشن هجمات على البِنَى التحتية الحيوية في أمريكا أو في دول حلف الناتو الأخرى؛ على أمل أن يدفع ذلك مواطنيها للضغط على حكوماتهم للتخلِّي عن أوكرانيا.

أخطر أنواع التصعيد في الحروب

وفي هذا السياق، يرى التقرير أن أخطر أنواع التصعيد في الحروب هو أن تستهدف الهجمات السيبرانية أنظمة نووية؛ مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية تصعُب السيطرة عليها، مشيرًا إلى أن تجنب مثل هذا النوع من التصعيد يقتضي اتباع نهج أكثر مرونة في مواجهة الهجمات السيبرانية التي تستهدف تدمير البنية التحتية؛ مما يضعف احتمالية لجوء الخصوم لشن هجمات نووية.

وختامًا، أكّد التقرير أنه في الوقت الذي يختار فيه الكثير من الدول عدم استخدام الأسلحة النووية، فإن هناك دولا قليلة أخرى قد تختار استخدامها، مشيرا إلى ضرورة تجنب مسار الحروب السيبرانية التي يمكن أن تؤدي إلى الدفع باتجاه حرب نووية.

اقرأ أيضا : عاجل | «أويل برايس»: حرب أوكرانيا تقود ارتفاع أسعار السلع لمستويات قياسية