الطريق
جريدة الطريق

”رياضة الجولف وشباك مسرح التذاكر”.. محطات فنية في حياة لوريل وهاردي

الثنائي الكوميدي لوري وهاردي
عواطف الوصيف -

الكوميديا.. واحدة من أصعب الاختبارات التي من الممكن أن تواجه الفنان، فمن السهل إبكاء المشاهد والتأثير في مشاعره، لأن الفنان ببساطة يعمل على تجسيد قضايا منبثقة من الواقع المحيط بنا والتي تمسنا، وكثيرا ما نواجه من الألام في حياتنا ما يجعلنا نبكي عند مشاهدتها على الشاشة، لكن أمر صعب جدا رسم الإبتسامة بل والضحة على الشفاة.

 

 لكن هذا هو ما حققه الثنائي الشهير "لوريل وهاردي" الذان بدأوا مسيرتهما من عام 1921 وحتى عام 1951، وأثبتا عبقرية فنية لا نظير لها، جعلت الأجيال الحالية تبحث عن أفلامهما التي مر عليها قرابة الـ 91 عاما لمشاهدتها والجميل أننا نضحك على كل مشهد فيها من القلب.

 

يعد كل من "لوريل وهاردي" ثنائي لم يتكرر مثيلهما مرة أخرى، ربما حاول الكثيرون تقليدهما ولكنهما سيظلا مختلفان تماما، وخلال السطور المقبلة، سنحاول الكشف عن أهم الحقائق في حياتهما التي كشف عنها أصحابها.

 

آرثر ستانلي جيفرسون.. هو ستان لوريل، ولد عام 1980وبدأت حياته تتغير حينما قررت عائلته الإنتقال إلى غلاسكو، واحدة من أهم مدن استكلندا، وأجبرت الظروف والديه أن يفكرا في جعله يترك المدرسة وهو طفل صغير، ليجد نفسه يعمل مع أبيه في شباك تذاكر مسرح ميتروبول، الذي كانت والدة الطفل أرثر واحدة من أهم فناناته.

 

ساعد حرص أرثر على الذهاب مع أبيه ومشاركته في العمل بشباك تذاكر مسرح بيتروبول، ومشاهدته لأمه على المسرح ، على جعله عاشق للتمثيل، وأن يصبح فنانا ليس فقط على خشبة المسرح وإنما على فوق شاشات السينما.

 

يقول لوريل أنه وبعد مرور شهر واحد من عيد ميلاده الـ 16 ذهب على استحياء إلى صاحب المسرح، وظل واقفا بعيدا مترددا ما إذا كان يذهب للحديث معه أم لا، وحينما لاحظ صاحب المسرح وقوفه أشار إليه ليقترب وسأله ماذا يريد، وقال له أنه يريد أن يقوم بتأدية أغنية على المسرح، تردد صاحب المسرح للحظات لكنه في النهاية وافق أن يمنحه هذه الفرصة، وغمرت الفرحة كيان لوريل.

 

يقول "لوريل"، أنه وحينما وقف على المسرح ظل مرتبكا خائفا ولم يتمكن من تأدية الغنوة بشكل سليم، وهو ما جعله يشعر بحزن شديد  وشعر أن هذه كانت بداية الفشل، لكنه لم يكن يعلم أن أرتباكه وتأديته للغنوة بطريقة خاطئة هو من لفت أنظار الجميع له فيما بعد، وكان إرتباكه هو مفتاح باب نجوميته وشهرته على حد قوله.

 

أوليفر نورفيل.. هو أوليفر هاردي، النصف الأخر من ثنائي "البدين والنحيف"، وهل تصدق عزيزي القاريء أن هذا البدين الذي بدى دائما غاضبا من لوريل وكان يوجه إليه الأوامر أصغر منه في العمر، فقد ولد أوليفر عام 1892 أي أنه أصغر من صديقه اللدود بـ 12 عام.

 

ينتمي أوليفر لعائلة عسكرية، فهو من مواليد جورجيا في واشنطن، وكان أجداده من أهم الرموز التي ألتحقت بالجيش ومات أبوه أثناء خوضه لأحد الحروب الأهلية الأمريكية، ولم يكن أوليفر شغوفا بالحياة العسكرية مثل أسلافه، والغريب أن هذا النجم المتألق لم يكن التمثيل من طموحاته، وإنما كان يريد أن يكون لاعب جولف متميز، ويقول أن والدته أنها لطالما أنتابها الخوف والقلق عليه لأنها كانت تريد أن يكون مثل أبيه رجل عسكري صارم وهو ما كان يتمناه أبيه أيضا.

 

  لقاء "لوريل وهاردي"، بدأ حينما قرر الأخير السفر إلى أستكلندا وتعرف على نصفه الأخر بالصدفة، وأعجب بعشقه للفن وكان طموح لوريل هو السبب الرئيسي الذي يجعل هاردي يفكر في التوجه هذا الطريق وأن يكون نجما سينمائيا، ومكث الثنائي في أحد الفنادق البسيطة في "غلاسكو" باستكلندا.

 

 فكر الثنائي في أول خطوة لتحقيق حلمهما الفني، وهي السينما الصامتة فتمكن لوريل من التواصل مع أحد مسؤولي شركة "أبولو بريس" البريطانية للإنتاج السينمائي، وذلك بحكم عمله في الفرقة الغنائية في مسرح "ميتروبول"، وسنحت الفرصة السينمائية للثنائي العبقري لأول مرة في الفيلم السينمائي الصامت "الكلب المحظوظ"، وكان ذلك عام 1919، لكن عرضه على الشاشة كان عام 1921.

 

أعرب النقاد أن فيلم "الكلب المحظوظ" واحدا من أهم الأفلام التي عرفتها السينما الصامتة، وكان هناك إشادة بأداء كل من "لوريل وهاردي" فقيل أنه وعلى الرغم من أن الفيلم كان صامت إلا أن أداء كل منهما كان رائع ومعبر عن الفكرة، وعلى الرغم من ذلك لم يطالب أيا من المخرجين أو شركات الإنتاج سواء لوريل أو هاري لبطولة أي عمل، لمدة خمس سنوات لدرجة كان اليأس على وشك السيطرة عليهم، حتى كانت المفاجأة.

 

قام المخرج السينمائي، "سام لوفيكن" بزيارة الثنائي في الفندق الذي كانا يمكثان فيه، وقال لهما أنه وقع الإختيار عليهما لبطولة فيلمه الصامت "إلباس البنطال لفيليب" وعرض عام 1926، لتكون هذه بداية مشوار فني حافل تمكنا به أن يمتلكا القلوب على مستوى العالم ومختلف الأجيال.