رمضان شهر الصيام.. أم بذخ الولائم؟ - ”2”

"رمضان كريم"، عبارة معتادة تتردد بين المواطنين مع قدوم شهر رمضان المبارك، وهي تعبر عن طبيعة مفهوم الكثيرين خاصة من العامة عن الشهر الكريم، ومع تناقضات الحياة والتنافس البشري في سلوكيات الناس، يحول شهر العبادة والتنافس في الخيرات "أحيانا" إلى شهر التنافس على المأكولات والعزومات والبذخ في الولائم والإسراف في المآدب والبذخ في الإنفاق الاستهلاكي.
في سلسلة "اللهم إني صائم"، نتحدث عن السلوكيات والعادات الخاطئة خلال شهر رمضان، حيث تحولت سلوكيات الناس في الشهر الفضيل والذي فرض للشعور بالفقير والتقرب إلى الله من خلال التخلص من الملذات، إلى شهر المباهاة والمفاخرة بالعزائم والولائم والمأكولات بأفخم وأجود أنواع الطعام التي لاينالها الفقير.
يقول محمد إسماعيل محلل إقتصادي، أن الملاحظ في طوال شهر رمضان الكريم هو التكاتل والإقبال الكبير في الأسواق والمجمعات الإستهلاكية والمحال والمراكز التجارية لشراء السلع المختلفة، وكأن الأفراد في سباق لشراء كل مالذ وطاب خلال شهر رمضان، والذي هو بالأساس الغرض منه الاقتصاد في البذخ، ولكن مع ارتفاع أسعار العرض والطلب بسبب الإقبال المكثف على الأسواق يكون الضحية هو الفقير، والصيام هو تقرب من الله وشعور بالافتقار لله عز وجل وتقشف وبعد عن الملذات وشعور بالفقير، والذي نضره بسبب الإقبال على الأسواق والشراء الاستهلاكي وارتفاع الأسعار بسبب ذلك الإقبال.
ومن جانبه يقول الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن شهر رمضان هو شهر للعبادة والتقرب إلى الله عز وجل، إن المسلمين يفعلون العكس بدلاً من أن يسارعوا في الخيرات، إذا بهم يسارعوا إلى الأسواق يشترون بنهم كل ما يقابلهم وكأنهم مقبلون على مجاعة، وبدلاً من أن يكون الصيام تطهيرا للنفس بأن تقبل على العبادة والتقرب إلى الله نجدها تقبل على ما يغضب الله.
وأشار إلى أن شهر رمضان، هو شهر للتنافس على فعل الخيرات وترك المنكرات "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، وهو شهر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوله رحمه، وأوسطه، مغفرة، وآخره عتق من النار.
أقرأ أيضاً:. الإغراق في السهرات الرمضانية ومشاهدة المسلسلات لساعات ”مضيعة” للصيام”1”