الطريق
جريدة الطريق

تزايد الخسائر المالية العالمية بعد تصفية العديد من الاستثمارات في روسيا

أرشيفية
تقرير - مصطفى محمود -

• الأزمة في أوكرانيا لفتت انتباه العالم إلى طموحات الصين الإقليمية.

• سحب الاستثمارات من روسيا بمثابة ناقوس خطر للشركات حال حدوث صراع صيني محتمل مع تايوان.

نشرت صحيفة "وول ستريت" تقريرًا، يسلط الضوء على تزايد الخسائر المالية الناتجة عن تصفية عدد كبير من الشركات لاستثماراتها في روسيا، أثر تداعيات الصراع الدائر بأوكرانيا، حيث خصصت شركة "جيه بي مورجان"، و"جولدمان ساكس"، و"سيتي جروب"، ما يقرب من 3.36 مليار دولار، كاحتياطيات مقابل خسائرها الائتمانية، وذلك وفقًا لإحصاء لوكالة "رويترز".

وأشار التقرير إلى أن شركة النفط "شل" ومقرها "لندن"، ستتحمل تكلفة بحوالي 5 مليارات دولار؛ لسحب بعض أصولها الروسية، كما ستتحمل "إكسون" تكاليف مرتفعة للخروج باستثماراتها الروسية، كما هو الحال بالنسبة لمجموعة من شركات السلع الاستهلاكية والخدمات، مثل: "ماكدونالدز".

من جانبه، أكد "جيمي ديمون"، الرئيس التنفيذي لشركة "جي بي مورجان"- والذي يقدر الخسائر المرتبطة بالاستثمارات في روسيا أن تصل إلى مليار دولار- للمساهمين خلال هذا الشهر، أنه من المتوقع تطبيق مزيد من العقوبات؛ لأسباب تتعلق بالأمن القومي، على الرغم من التكلفة المرتفعة، وعليه سيعيد المساهمون في جميع أنحاء العالم التفكير في عملياتهم بروسيا.

وتجدر الإشارة إلى أن الأزمة في أوكرانيا، لفتت الانتباه إلى مخاطر الاستثمار في الصين التي تملك طموحات إقليمية أيضًا في تايوان، على غرار طموحات روسيا في أوكرانيا.

وأكدت الصحيفة وجود العديد من الدلائل حول إعادة تفكير بعض المديرين بشأن المخاطر الصينية في السنوات الأخيرة- خاصة في ظل تصاعد التوترات التجارية مع "واشنطن"، فضلًا عن المخاطر السياسية الناجمة عن عداء الرئيس الصيني المتزايد للمؤسسات الخاصة، ومنها انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي الصيني إلى 1.4٪ في عام 2020، وذلك مقارنة بنسبة بلغت 4.6٪ في عام 2005، وذلك وفقًا لما أوردته بيانات البنك الدولي.

ونوه التقرير بأن أحدث استطلاع أجرته غرفة التجارة الأمريكية في الصين لمناخ الأعمال، أكد أن 83٪ من الشركات الأمريكية العاملة في الصين حتى عام2021، لم تكن تفكر بنقل مصانعها، أو مصادرها خارج الصين، ولم تتغير تلك النسبة منذ عام 2019، على الرغم من فوضى سلاسل التوريد التي أحدثتها سياسات "بكين" الخاصة باحتواء انتشار كوفيد-19.

فعلى سبيل المثال: أفادت 97% من شركات الخدمات، في الاستطلاع، برغبتهم في البقاء، على الرغم من أن مقدمي الخدمات كانوا أهدافًا لبعض الإجراءات الصارمة التي اتخذها الرئيس الصيني في تلك الفترة.

جدير بالذكر أن اقتصاد الصين أكبر بكثير من اقتصاد روسيا، وعليه ستكون المخاطر الاقتصادية المحتملة على المساهمين، في حال نشوب صراع في تايوان أكبر بكثير، حيث أن عمليات سحب الاستثمارات من روسيا بمثابة إنذار للمديرين التنفيذيين الغربيين؛ لبدء الاستعداد الآن لخطر محتمل في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا: كوريا الجنوبية ترفع معظم قيود «كورونا»