الطريق
جريدة الطريق

لبنان ينتخب نوابه في ظل صراع على السلطة وأزمات اقتصادية طاحنة

تقرير- محمد أبو سبحة -

في لبنان، حيث العديد من الهويات العرقية والدينية، يتوجه نحو 4 ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد 15 مايو لانتخاب 128 نائبا، يمثلون مختلف الكتل السياسية المتصارعة في البلد الذي يعاني من أزمات اقتصادية طاحنة.

تعقد الانتخابات النيابية اللبنانية في ظل أزمات مثل انقطاع التيار الكهربائي لمدة 20 ساعة، ما يؤثر على حياة اللبنانيين بشكل مباشر، وخاصة الاقتصاد.

لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه قرابة 6 ملايين و500 ألف ويوجد به العديد من الهويات العرقية والدينية المختلفة، لديه 3 ملايين و 917 ألف ناخب هذا العام.

اهتزت ثقة اللبنانيين في الأحزاب السياسية بشدة بسبب الأزمات والأحداث العديدة منذ إجراء الانتخابات الأخيرة في مايو 2018.

رغم كل ما حدث، فإن الأحزاب السياسية تعد بأن نتائج صندوق الاقتراع سيأتي بحلول لمشاكل مزمنة.

718 مرشحا يتنافسون على 128 مقعدًا

صرح وزير الداخلية بسام مولوي يوم 4 أبريل، أن إجمالي 718 مرشحًا مسجلين في 103 قائمة في 15 دائرة انتخابية سيتنافسون من أجل المشاركة في البرلمان المؤلف من 128 مقعدًا.

فيما يبلغ عدد الناخبين في الدولة 3 ملايين و 967 ألفًا.

اكتملت إجراءات التصويت في الخارج يومي 6 و8 مايو قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها يوم الأحد. وبلغت نسبة التصويت 60 بالمئة.

من أصل 225000 ناخب لبناني مسجلين في 58 دولة، صوت حوالي 135000.

وبحسب اتفاق الطائف الموقع في لبنان عام 1989، فإن توزيع البرلمانيين في مجلس النواب يتم على النحو التالي: "28 سنّة، 28 شيعة، 8 دروز، 34 مسيحيًا مارونيًا، 14 أرثوذكسيًا، 8 كاثوليك، 5 أرمن، 2 علويون، نائب أقليات من بين المسيحيين".

السنة في مهب الريح

أعلن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري في 25 يناير 2022 انسحابه من السياسة وعدم دخول أي فرد من عائلته وحزبه تيار المستقبل الانتخابات.

بعد قرار الحريري يؤكد الخبراء السياسيون في البلاد أن جبهة حزب الله يسعى للحصول على أصوات السنة في الانتخابات.

من أجل منع احتمال فقدان السلطة وإضعاف أهل السنة، انضم العديد من النواب المستقيلين من تيار المستقبل إلى قوائم مختلفة.

صراع الأحزاب السياسية المتنافسة في لبنان

تتكون الأحزاب السياسية الرئيسية في لبنان من جبهتين، تحالف 8 آذار وتحالف 14 آذار.

حزب الله المعروف بمعارضته للولايات المتحدة والخليج وله علاقات وثيقة مع إيران، يشارك في العملية السياسية من خلال تحالف 8 آذار الذي يضم حركة أمل الشيعية، وحزب التيار الوطني الحر، والحزب السوري الاشتراكي القومي، وحركة مردة المسيحية، وحزب الدشناق الأرمني.

من جهة أخرى، يضم تحالف 14 آذار حزب القوات اللبنانية المسيحية، وأعضاء سابقين في تيار المستقبل، والحزب التقدمي الاشتراكي الدرزي، والكتائب المسيحية.

وأجريت الانتخابات الأخيرة في لبنان خلال مايو 2018 للمرة الأولى منذ 9 سنوات، وفي تلك الانتخابات فاز التيار الموالي لإيران: حزب الله، حركة أمل الشيعية، وحزب التيار الوطني الحر المسيحي، بغالبية المقاعد.

زعيم تيار المستقبل والسياسي السني سعد الحريري، الذي تولى زمام القيادة في تحالف 14 آذار، الذي يُعرَّف بأنه حليف مناهض لإيران، شكل الحكومة، وفق نظام المحاصصة الذي يمنح السنة منصب رئيس الوزراء.

اندلعت مظاهرات في أكتوبر 2019 بعد أن تولى الحريري منصبه، ليستقيل الحريري في 29 أكتوبر 2019 اسجابة للمظاهرات.

انتخب حسن دياب المعروف بقربه من حزب الله وحلفائه في كانون الثاني 2020 ليحل محل الحريري.

كما أُجبر دياب على الاستقالة من منصبه بعد انفجار ميناء بيروت، في 4 أغسطس 2020.

بعد عام من المفاوضات عقب مغادرة دياب لمنصبه، وصل رئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي إلى السلطة في أكتوبر 2021.

أزمات متتالية تضرب لبنان

منذ بداية عام 2020، جمّد مصرف لبنان جميع حسابات الودائع بالعملات الأجنبية من أجل منع ذوبان احتياطيات العملات الأجنبية في البلاد ومنع خروج رؤوس الأموال. بعد ذلك، وبسبب فيروس كورونا، أثر الإغلاق الكامل، كما هو الحال في جميع البلدان، بشكل كبير على السياحة التي تعد من بين المداخيل المهمة للبلاد.

وأثناء محاربة فيروس كورونا، لقي أكثر من 200 شخص حتفهم في انفجار مرفأ بيروت، ووقع دمار كبير في العاصمة.

تسببت تطورات مهمة مثل عدم الاستقرار السياسي وآثار فيروس كورونا وانفجار الميناء في تفاقم الأزمة الاقتصادية الحالية.

بينما كانت قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار حوالي 1500، بدأت العملة المحلية تنخفض تدريجياً منذ بداية عام 2021.

اعتبارًا من أغسطس 2021، ألغى مصرف لبنان دعم الوقود بسبب تآكل الاحتياطيات ومشكلة السيولة بالعملة الأجنبية.

وبينما وقف اللبنانيون في طوابير كبيرة أمام محطات الوقود، توقفت منشآت إنتاج الكهرباء العاملة الوقود في البلاد، وبات هناك انقطاع يومي للتيار الكهربائي، يصل إلى 20 ساعة.

تسببت الأزمات المتتالية وتدهور الأوضاع المعيشية بسبب الأزمة الاقتصادية في هجرة اللبنانيين إلى بلدان مختلفة.

اقرأ المزيد: جامعة الدول العربية تراقب الانتخابات النيابية في لبنان