الطريق
جريدة الطريق

وإذا سألوك عن السبب يا مبابي.. قُل الطموح

-

حُسم الأمر ورفعت الأقلام، انتهى سباق الانفرادات ونفد بحر التوقعات بشأن مستقبل اللاعب الفرنسي ذو الأصول الكاميرونية الجزائرية، "كيليان مبابي" بين البقاء في باريس سان جيرمان أو الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني.

تلك الصفقة التي شغلت الرأي العام الرياضي في العالم أجمع، واحتلت الصفحات الأولى لكبرى الصحف، بين تسريبات لعروض مادية وتوقعات للقرار وصور للاعب في مدريد وتصريحات للمسؤولين، حتى تحول الأمر أشبه بالعناد بين ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان وفلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد.

قرار مبابي بالبقاء في ناديه الفرنسي ورفض الانتقال للعملاق الملكي، بسبب الفارق المادي الضخم أعاد لأذهان جماهير الكرة المصرية، صفقة انتقال جناح منتخب مصر رمضان صبحي، لنادي بيراميدز بدلًا من البقاء في النادي الأهلي بفارق في العرض المالي يزيد عن الثلاثة أضعاف.

وعندما سئل صبحي عن الحافز وراء قراره، أكد أنه يبحث عن الطموح في حصد البطولات المحلية والقارية، وسيساعده فريقه الجديد في ذلك، تلك الألقاب التي لم ينجح في الفوز بها النادي حديث العهد حتى الآن، إذ يمسي رصيد نادي بيراميدز خاليًا من الكؤوس حتى اللحظة، ويأتي دولاب بطولاته خاويًا على عرشه.

لمن لا يعلم، كيليان مبابي كان لديه رغبة قوية في الانتقال للنادي الملكي الموسم الماضي، وعندما رفض مسؤولي نادي باريس سان جيرمان رحيله قرر البقاء لحين الخروج بشكل حر بعد انتهاء عقده، ولكنه فاجئ الجميع بالتفريط في حلم اللعب لريال مدريد بعد تقديم عرض خيالي للتجديد، قدر بـ 300 مليون يورو مكافأة وراتب سنوي 50 مليون يورو لمدة ثلاث سنوات صافي الضرائب، مع منحه العديد من الامتيازات كامتلاكه نسبة 100% من جميع العائدات الخاصة بحقوق صوره طوال مدة التعاقد.

وبالرغم من أن عرض ريال مدريد كان قويًا، إذ قدر بـ 160 مليون يورو منحة تعاقد، وإعطاءه أكبر راتب في الفريق بجانب العديد من الامتيازات، كما أنه من المعروف أن الملكي الإسباني يعد من أغنى أندية العالم، إلا أن مبابي لجأ للفارق المالي من أجل حسم موقفه.

ضحى مبامي بفرصة اللعب في أحد أعرق الأندية في العالم، والمنافس الأول على البطولة القارية الأكبر -دوري أبطال أوروبا- مقابل الحسم السنوي للدوري الفرنسي، ضحى مبابي بالتواجد في أكبر "كلاسيكو" في العالم، من أجل مواجهة أولمبيك مارسيليا، ضحى اللاعب الشاب بتاريخ كان على شفا حفرة بحروف من نور من أجل البقاء في مكانه، دون أن يشعر به الغالبية.

فـ إذا سألوك يا مبابي عن الفرق بين ما اخترت وما تركت، في البطولات والتاريخ والجماهيرية والشعبية والتباين في المنافسة بين الدوري الفرنسي والإسباني، أو الخروج من الدور الإقصائي الأول في الأبطال وبلوغ النهائي.. قٌل الطموح.