الطريق
جريدة الطريق

دراما البلطجة وأغاني الـ«سرسجية».. هل تسبب الفن في انتشار العنف داخل المجتمع؟

صورة أرشيفية
آية عتريس -

انتشرت معدلات الجرائم وحالات الانتحار في الآونة الأخيرة، واعتبر البعض أن ذلك يرجع إلى تجسيد الأعمال الدرامية وتشجيعها على البلطجة وسفك الدماء وتصدير نماذج سيئة الشباب.

ما هي الأسباب الرئيسية لانتشار معدل الجرائم بالمجتمع؟

وفي هذا الشأن، كشفت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، عن الأسباب التي أدت إلى زيادة نسبة الجرائم داخل الشارع المصري وهو المسخ الثقافي، مضيفة أن البطالة والفقر والجهل والضغوط الاقتصادية سبب واضحًا، بالإضافة إلى انعدام الوازع الديني والإدمان وغياب دور المدرسة في الإرشاد والتوجيه من الأسباب الرئيسية.

ما يحدث في المجتمع ليس جريمة فردية

وتابعت أستاذة علم الاجتماع، في حديثها لـ"الطريق"، أن الجريمة موجودة على مر العصور، لكن عندما تكون هناك نوعية جديدة من الجرائم وتواتر لها في المجتمع المصري وارتباط جرائم بمناطق ليس من المفترض أن ترتبط بها ووقوع الجرائم في شريحة عمرية معينة يجب الانتباه وعدم القول إن ما يحدث جريمة فردية، وذلك على غرار ما حدث في جريمة فتاة المنصورة وانتحار الشاب من أعلى برج القاهرة.

الدراما والمادة الإعلامية لها دور في خلل المجتمع

وأضافت "خضر"، أن هناك خلل في الأسرة المصرية والتربية وبعض المادة الإعلامية الموجهة للمجتمع والدراما وحالة السلام الاجتماعي في المجتمع المصري والعالمي بصفة عامة، إذ أصبح العنف لغة الحوار ولغة الحديث، موضحة أن وقوع الجريمة في مجتمع ريفي تسوده الأعراف والتقاليد، فلم يعد هناك فصل بين المجتمعات مثل سنوات طويلة مضت بسبب الإعلام والسوشيال ميديا، فالعالم أصبح قرية صغيرة، ففي الريف يمكننا أن نعيش نمط الحياة الأمريكي بسبب المشاهدة المستمرة والمتابعة الدائمة.

الدراما المصرية ومواد المخدرات سر خراب المجتمع

بينما قال الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسي، إن ارتفاع حالات الانتحار والقتل تدل على مدى الانهيار الثقافي وغياب الوعي عنده، وغياب الوازع الديني عنده، لافتًا إلى أن المجتمع أصبح يعاني من النسخ الثقافي، وذلك بسبب الثقافات المختلفة التي أثرت فيه بشكل سلبي، بالإضافة إلى وجود ثقافة حقيقية.

وأضاف فرويز في حديثه لـ«الطريق»، أن المسلسلات والأفلام التي تحس على الكراهية أو عدم تقبل البعض للآخرين هي التي تساهم في ذلك، وفيما يخص تناول مخدر "الاستروكس" وغيرها من المواد المخدرة التي تدفع للقتل بدم بارد، ولم يشعر لما يقوم بفعله، وهذا ما تفعله المواد المخدرة.

التدليل الزائد سبب في انتشار الجرائم

وأوضح فرويز، أن سوء التربية هو ما يدفع إلى هذه الجرائم، وذلك من آثار التربية الخاطئة من قبل الأهالي للأبناء، مضيفًا أن ما يحدث أيضا من جرائم انتحار متكررة كما رأينا شاب المنصورة الذي رفض أبوه الزواج من الفتاة التي يحبها مما أدى به الي الانتحار.

ونصح فرويز، المواطنين بالتعاون معا لزيادة الوعي الديني والثقافي لدى الشباب، مشددا على ضرورة نشر القيم الدينية من قبل المساجد والكنائس، وتجديد الخطاب الديني وانتشر الثقافة بين الشباب والأهالي.

خلال 7 سنوات يصبح المجتمع خالى من العنف

وأوضح أن نشر الوعي وانتشار الثقافة بين المواطنين يجعل المجتمع خالي من الجرائم المتكررة من قتل وانتحار واللجوء إلى المواد المخدرة، موكدًا أن خلال 7 سنوات من انتشار الوعي والثقافة يصبح المجتمع دون خلل، قائلًا: «لو انتشر الوعي في المجتمع من خلال رجال الدين ونشر الثقافة.. المجتمع خلال 7 سنين هيكون متحضر بدون مشاكل».

كما أعرب طارق الشناوي، كاتب صحفي وناقد سينمائي، أستاذ مادة النقد الفني في كلية الإعلام جامعة القاهرة، عن استيائه بسب انتشار الجرائم التي تحدث في المجتمع في الآونة الأخيرة لعدم وجود وعي ثقافي، لافتًا إلى أن الأخطاء الاجتماعية والثقافية التي تنتشر بالمجتمع سبب في انتشار معدل الجرائم.

وأضاف الشناوي، في حديثه لـ«الطريق»، أن الدراما المصرية والأفلام لا علاقة لها بما يحدث بالمجتمع من انتشار جرائم القتل أو الانتحار، ولكن عدم الوعي الثقافي يسيطر على أذهان المواطنين، قائلًا: «بلاش نحمل المسلسلات والأغاني ننيجة خطأ اجتماعي وثقافي».

الثقافة الذكورية تسيطر على المجتمع

وتابع أن الثقافة الذكورية تسيطر على المجتمع والحياة، مطالبًا بتحديث الخطاب الديني والاجتماعى؛ لأن الثقافة الذكورية تعالي من شأن الرجل مما وصل الأمر بكفر الأشخاص دون وجه حق، متابعًا:« إحنا بندي لنفسنا مشروعية التحكم في الغير، واحدة لبسه حجاب أو من لبسه نحكم عليها ليه شىء غريب جدًا».

شماعة اللوم على المطربين

وطالب الشناوي، بعدم تحمل المسؤلية للدراما والأفلام المصرية حتي نهرب من المسؤلية وهذا نوع من الكسل الذهني حتي لا نبدأ بالتغير ونلقي باللوم على الغير مثل بعض الفنانين ومنهم محمد رمضان وحمو بيكا وشاكوش وغيرهم، ولكن السبب الحقيقي هو الثقافة الخاطئة التي تغزو المجتمع والتي ننظرإليها نظرة دونيا للمرأة، بالإضافة للثقافة التي جعلت امرأة تهاجم بعض الفتيات لعدم إرتداهن للحجاب داخل مترو الأنفاق.

تحديث الخطاب الديني

واختتم أن تحديث الخطاب الديني يحل جزءا كبيرا من الأزمات والمشاكل، كما أنه يساعد على إعادة النظر لكثير من الأزمات والمشاكل، بدلًا من اتهام الآخرين بأنها مذنبة لعدم ارتدائها الحجاب.

اقرأ أيضًا:عاجل | الخطايا الثلاث لجامعة المنصورة في قضية نيرة.. تنصلت من المسؤولية...