الطريق
جريدة الطريق

بعد الصعود الروسي والصيني.. هل يتغير منظور القوى الكبرى للقضية الفلسطينية؟

سيد مصطفى -

يتحدث الكثير من المحللين في العالم على أن الحرب الأوكرانية أظهرت بوضوح وجود عالم متعدد الأقطاب، لا يحتكر قراره قطب واحد كما كان سابقًا، مما يؤثر على الملفات في المنطقة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث أصبحت تحتل مكانة هامة لدى اللاعبين الجدد المؤثرين في العالم مثل روسيا والصين، والذين ينظرون للطلبات العادلة للشعب الفلسطيني، على عكس الدور الأمريكي والذي كان منحازًا دائمًا لوجهة النظر الإسرائيلية.

كشف ياسر أبو سيدو القيادي بحركة فتح، أن العلاقات بين العدو الإسرائيلي وروسيا توترت منذ الحرب الأوكرانية، وذلك بسبب العلاقات القوية التي تجمع ما بين تل أبيب وكييف، حيث أن كثير من السياسيين الإسرائيليين ورؤساء الحكومة منحدرين من أوكرانيا.

وأكد أبو سيدو لـ"الطريق"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن أن ينسى أن إسرائيل لعبت دور في انهيار الاتحاد السوفيتي بحسب المعلومات التي توفرت له.

وأضاف القيادي بحركة فتح، أن الدليل على ذلك هو المكالمة التي حدثت بين الرئيس بوتين والرئيس أبو مازن، والتي طمأن فيها الرئيس بوتن نظيره الفلسطيني على حصة فلسطين في القمح الروسي.

بينما كشف بهجت حجاوي، المحلل السياسي الفلسطيني، ونجل اللواء حسين حجاوي أحد المقربين من الرئيس الراحل ياسر عرفات، أن الوضع الدولي بعد الحرب الأوكرانية اختلف عن ما قبله، وأصبحت أوروبا تبحث عن بديل لروسيا لتسد حاجاتها من الطاقة، وأظهرت الحرب عجز كبير للشرطي الأمريكي وباتت أمريكا غير قادرة على فرض الأمر كما كان سابقا.

وأكد حجاوي في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن النظام العالمي الجديد أظهر بوضوح أن الصين قادمة عبر سياسة الأنامل الناعمة.

وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، أن الوضع العالمي الجديد يمكن أن يخدم هذا القضية الفلسطينية، حيث أنه ما يهم بالنسبة للفلسطينيين من وجهة نظره تمسك الصين وروسيا بالشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وبين حجاوي، أن دول مثل الصين وروسيا يمكن أن تخدم القضية من خلال التأثير على الدول الأخرى من خلال تبادل المصالح تماما، كما يحدث الآن بالنسبة لبعض الدول التي قدمت مصالحها الخاصة على المصلحة العامة، خاصة في القضية الفلسطينية.