الطريق
جريدة الطريق

رجع الأهلي يا خطيب!

عبدالرحمن قناوي
-

«الأهلي لا يدار من المدرجات».. كلماتٌ خالدةٌ للمايسترو صالح سليم، الرئيس التاريخي والأسطوري للنادي الأهلي، رد بها على تدخلات الجماهير الحمراء في القرارات الإدارية للقلعة الحمراء، التدخلات التي تحكمها الأهواء وحالة الحب أو الكراهية أو التعاطف مع لاعب معين، وليس المصلحة العليا للأهلي التي يحكمها ذلك المبدأ الذي أرساه كذلك المايسترو.. مبدأ «الأهلي فوق الجميع».

حين تولى محمود الخطيب التلميذ النجيب للمايسترو، أو كما كنا نظن ذلك، تخيلت جماهير النادي الأهلي أن عصر القوة الإدارية والقبضة الحديدية للإدارة الذي بدأه صالح سليم وأكمله حسن حمدي سيعود بعد 4 أعوام من الانفلات الإداري تحت قيادة محمود طاهر، إلا أن «زمن الخطيب» لم يكن إلا سلسلة طويلة من الأزمات التي صنعها بيديه، وجلبها بنفسه، سلسلة عاش فيها الأهلاوية فاصلا سعيدا مريحا مع مدير فني من جنوب القارة السمراء.

أزمات «زمن الخطيب» بدأها بنفسه، حين أدخل تركي آل شيخ إلى القلعة الحمراء محمولًا على الأعناق ومعاملته كـ«فارس أحلام» الأهلاوية، وقائد ثورة بناء الأهلي ومن سيحول أحلام الجماهير في بناء استاد خاص بالنادي وتكوين فريق عالمي إلى حقائق ملموسة، لتتحول الأحلام إلى كابوس مع أول خلاف مع المستشار السعودي، وإهدار لقيمة الأهلي وكرامته، حتى تحمل الجمهور وحده عبء الدفاع عن القلعة الحمراء وتصدى لما حدث، وأجبر الإدارة «المتأخرة دائما» على طرد رئيس هيئة الترفيه السعودية من الرئاسة الشرفية للنادي.. وكان صوت حال الجماهير يقول: «رجع الأهلي يا خطيب».

«زمن الخطيب» شهد نحو عام ونصف من الهدوء النسبي عاشته القلعة الحمراء، وبالتحديد منذ أن تولى الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني تدريب الأهلي خلف للسويسري رينييه فايلر، في خطوة ثورية من «الكابتن» جاءت في لحظة فارقة وغير قابلة للتكرار، هدوء يبدو أنه لم يعجب رئيس الأهلي، فقرر التخلي عن كل مبادئ الأهلي التي تعلمها من أستاذه المايسترو، وبدلا من السير على أسس صالح سليم في عدم التسليم للمدرجاتِ، سلم الخطيب نفسه لجمهور السوشيال ميديا!

في «زمن الخطيب» أصبح مدرب الأهلي الحاصل على بطولتين مستباحا، أصبح اللاعبون مراكز قوى تشكو المدير الفني لعضو مجلس إدارة كان زميلا لهم، ويفتح معهم قنوات اتصال مباشرة، أصبحت بيانات الأهلي بلا قيمة ومثارا للسخرية لكثرتها وتكرارها بعد أن كانت ترعب الجميع، أصبحت جلسات واجتماعات رئيس مجلس إدارة الأهلي مع اللاعبين معتادة وفقدت تأثيرها بعد أن كانت رؤية رئيس الأهلي حلما للاعبين.

في «زمن الخطيب» فقدت قلعة الإدارة الرياضية أركانها وأسسها القوية، وبات عضو مجلس الإدارة الشاب المشهور بمشاغباته متحكما في مصير الفريق، وباقي أعضاء مجلس الإدارة منعزلون عنه، واللاعبون مراكز قوى ويرفضون تحية الجمهور لأنه غاضب منهم، ومدير الكرة يقف وحيدا أمام الإعصار، ورئيس النادي يستعد لبيان جديد يضيف مادة للكوميكس وسخرية السوشيال ميديا.