الطريق
جريدة الطريق

”من سيئ لأسوأ”..كيف أصبح الوضع في أفغانستان بعد عام على تولي طالبان الحكم؟

حركة
آلاء عوض -

مر ما يقرب من عام منذ أن فرضت حركة "طالبان" سيطرتها على الأراضي الأفغانية، هذا الحدث الذي كان حديث الصحافة ولا يزال، وصفته صحيفة "واشنطن بوست" بأنه لا يمثل فقط انهيار للنظام، بل انهيار أحلام أمة بأكملها".

ففي حين رحب البعض بخروج القوات الأجنبية من أفغانستان ظنًا بأن رحيلها سيعيد الهدوء للأراضي الأفغانية التي لطالما أنهكتها الصراعات، قد شكل هذا الخروج بالنسبة للعديد من الناس وخاصة النساء بينهم، حالة شديدة من الإحباط والخوف من مصيرهم.

الوضع في كابول

وعن الوضع في كابول بعد مرور عام من تولي حركة "طالبان" حكم أفغانستان، سلط الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات الإرهابية، أحمد سلطان الضوء على أن طالبان التي كانت تقاتل الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 20 عامًا، تبدو الآن أقل تماسكًا من سنوات القتال.

وأشار سلطان إلى أن وصول الحركة إلى السلطة حفز عملية التنافس والتدافع الداخلي بين تيارات "طالبان"، وجعل كلًا منها يسعى إلى زيادة نفوذه على حساب التيار الآخر، وهذا أدى إلى زيادة الانقسامات داخل الحركة.

وأضاف سلطان :"فعلى سبيل المثال، رحبت شبكة "حقاني" التي تدعم تنظيم "القاعدة" وفكرة الجهاد، بالانسحاب الأمريكي من الأراضي الأفغانية، لأنها تسيطر على الاستخبارات ووزارة الداخلية وأغلب مؤسسات الدولة، وذلك لتضمن لنفسها أكبر نفوذ".

فصل جديد من الصراعات

وتابع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية:" في المقابل، رفضت مجموعة المكتب السياسي بقيادة الملا عبد الغني برادر، سيطرة الشبكة الحقانية على المشهد السياسي، فقامت بالتحالف مع التيارات الأخرى لإجهاض مساعي الشبكة الحقانية لزيادة نفوذها، لذا تبدو طالبان الآن أقل تماسكًا مما كانت عليه سابقًا".

أما الوضع الإنساني والاقتصادي، وصفه الباحث بأنه "سيئ للغاية"، مشيرًا إلى أن الشعب الأفغاني يعاني بشدة تحت وطأة الظروف الصعبة التي تسيطر على البلاد، لافتًا إلى أن هناك حديث دائم عن فكرة بيع الأطفال من قبل الأسر الأفغانية، لأنهم لا يجدون ما يطعمون به أنفسهم ولا أطفالهم، فضلًا عن انتشار تجارة المخدرات بكثرة، ومنع الفتيات من التعليم والعمل في مجال الإعلام.

ويرى الباحث أن الوضع في كابول يسير من سيئ لأسوأ، فهناك نشاط واسع لتنظيم "داعش" الذي يتمدد في فضاء أفغانستان والذي يسعى للقضاء على مراكز الثقل والقوة في "طالبان" باعتبار أنه يرى الحركة نقيض له ويجب القضاء عليه، وهذا يشير إلى أن أفغانستان لن تنعم بالهدوء تحت حكم طالبان.

اقرأ أيضًا:http://إطلاق نار على جنود إسرائيليين بالضفة الغربية وأنباء عن سقوط ضحايا