الطريق
جريدة الطريق

تحليل نظرات الشاب الذي أنهى حياته في البحيرة على الهواء

انتجار شاب في بث مباشر
ميرنا سامي -

تداول رواد السوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، مقطع فيديو عبر موقع "فيسبوك" أثار ذهول الجميع، إذ أقدم شاب في البحيرة على إنهاء حياته، يدعى "عمرو" في بث مباشر بعد تناوله حبة الغلة السامة أمام المشاهدين دون خوف أو رهبة من إزهاق روحه في دقائق معدودة.

كما تضمن الفيديو قيام الشاب بتهديد أحد أقاربه الذي اتهمه بالباطل وتشويه سمعته، لذلك أقدم الشاب بتناول الحبة الأولى قائلا: «منتظرك يوم البعث عشان أقدر أخذ حقي منك».

وبعد انتحار الشاب حاول بعض متابعي السوشيال ميديا من تحليل طريقة الشاب في الانتحار فالبعض حلل شخصيته على أنه ضعيف الإيمان، والبعض الآخر ربط حالته بظلم ولوم الآخرين له، فقرر التخلص من حياته للأبد.

استشاري علوم سلوكية : شهر رمضان انطلاقة إنسانية ومنهج حياة أخلاقية

نظرات الشاب المنتحر في البث المباشر

وبشأن ماحدث، كشف الدكتور أشرف جودة السعيد استشاري العلوم السلوكية والعلاقات الأسرية، عن نظرات عين الشاب المنتحر بالبث المباشر، قائلا: "عينيه تنطق بالصدق فيما يقوله، كما أن حركات يده تتوافق مع ما يقوله لسانه المسترسل بالحديث دون لجلجة أو تلعثم".

لا يتوفر وصف للصورة.

ضحية التربية الهشة

وأوضح السعيد في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أنه أخذ قرار الانتحار مسبقا ولا رجعة فيه عندما تناول الحبة الأولى والتي تمثل صورة الموت دون تردد أو اهتزاز يده خوفا من ابتلاها، أما الحبة الثانية كانت أسهل في أخذ القرار فلا مجال للتراجع لأنه واثق من اكتساب تعاطف المشاهد، ولا يريد أن يهدم هذا التعاطف.

واستكمل استشاري العلوم السلوكية، أنه لا يريد أن يظهر أمام نفسه المتردد الخائف الجبان لأنه في حالة التراجع يحتمل ألا يستطع الأطباء إنقاذ، وبالتالي ستكون خسارة فادحة من وجهة نظره، مشيرا إلى أن كل ما يدور بذهنه هي قناعته بالظلم واضطراره رغما عنه لإنهاء حياته مترسخا في ذهنه بأن الله سياسمحه.

وأكد أن المتحر بالبث المباشر يعد ضحية التربية الهشة للأب والأم والتي ليس فيها أي نوع لتحمل الضغوط مهما زادت، وعلى الرغم من أنه يظهر في كلامه مسحة التدين ولكنه تدين ناقص غير مكتمل بل مهزوز وهش، وهذا دليل على أنه صاحب شخصية ضعيفة زجاجية.

واختتم أن الانتحار نتيجة سوء التربية وعدم زرع الأب والأم فيه الثقة بالنفس والوازع الديني القوي والقدرة على حل المشكلات، مضيفا أنه أوجد في نفسه فجوة عمقها كبير بين الضياع والتوهان ليست له شخصية ولا هوية يريد أن يستميل على الناس لما يفعله ويجعل له مصداقية لذلك انتحر عبر البث المباشر، ليكتسب القوة و الشجاعة لفعل ذلك.