الطريق
جريدة الطريق

عزت جبر يكتب: مصر الشرف والعزة والكرامة والكرم

عزت جبر
-

مصر التى فى خاطرى، مصر التى عندما أتناول بالكتابة عنها فلابد لى أن أبدأ حديثى بخير الكلام وهو كلام الرحمن فى القرآن الكريم فهو خير بداية لخير بلد على وجه الأرض، شرفها الله بالذكر فى كتبه السماوية الأربعة فما أجمل البداية إلا بكلام الله عن مصر حينما ذكرها سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم فى عدة مواضع، وقال جل شأنه عنها {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61.

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}يونس87.

{وَقَالَ الَّذِى اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِى مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِى الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}يوسف21.

{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} يوسف99.

{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِى مِن تَحْتِى أَفَلَا تُبْصِرُونَ }الزخرف51

فذاك شرف وتكريم خصه الله تعالى لها، ليس هذا فحسب بل أشار الله إليها فى عدة مواضع أخرى فى قرآنه الكريم، فما أجمل هذه العزة وما أجمل هذه المكانة وما أجمل هذه البلد التى اختصها الله بالذكر فى القرآن الكريم، فحقا هى أم البلاد وهى رمز العباد وهى كنانة الله فى أرضه.

إنها مصر يا شعب مصر،
يكفيكم شرفا أنها أول دولة على كوكب الأرض منذ آلاف السنين، والتى سماها الله بذاته الالهية باسم "مصر".

مصر التى ولد فيها أنبياء الله إدريس وموسى عليهما وعلى نبينا السلام، ألا يكفيكم شرفا يا شعب مصر، أن بلدكم كانت وستظل منبع العلم والعلماء، ألا يكفيكم شرفا أن بداية ظهور الكتابة على وجه الأرض كانت على أرضها الطاهرة.

ألا يكفيكم شرفا، أن مصر هى قلعة صناعة الملابس منذ آلاف السنين، نعم قد تتعجبون من هذا الطرح، ولكنى أتساءل هل قرأتم عن نبى الله إدريس عليه السلام، وهل عرفتم أنه عليه السلام أول من كتب الأحرف بيده الكريمة وأول من فصل الملابس ليلبسها البشر.

مصر التى يكفيها شرفا أن كل نقود العالم تصك باسم مشتق من أسمها تحمل كلمة مصارى، أتدرون لماذا؟ لأن الله جعلها خزائن الأرض وكان من يدير خزانتها نبى الله يوسف عليه وعلى نبينا السلام.

ألا يكفيكم شرفا وفخرا وعزا أن يصل صوت الله إلى الأرض للمرة الأولى والأخيرة ويسمعه بشر فى مصر وهو نبى الله موسى عليه السلام فى الوادى المقدس طوى عندما قال الحق تبارك وتعالى "اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ (8) وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (9) إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّى آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّى آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّى أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)" طه.

ألا يكفيكم شرفا أن أرضكم نزلت عليها أحد الكتب السماوية وهى التوراة التى أنزلها الله على نبى الله موسى عليه وعلى نبينا السلام.

ألا يكفيكم شرفا أن تكون السيدة هاجر زوجة خليل الله إبراهيم مصرية وقد اختارها الله زوجة لخليله وأما لنبى الله إسماعيل عليهما السلام وتتفجر مياه زمزم المباركة من بين صخور جبال مكة المكرمة عند بيته الحرام تكريما لهذه الزوجة المصرية.

ألا يكفيكم شرفا يا شعب مصر أن يقول رسول الله صل الله عليه وسلم عن مصر "استوصوا بأهلها خيرا".

ألا يكفيكم شرفا أن عمرو بن العاص قال عنها "إن إمارة مصر تعدل كل باقى دولة الخلافة".

إنها مصر يا شعب مصر.

مصر التى أرسل لها الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه بطلب الغوث من مصر كتب فيها ثلاث كلمات فقط "واغوثاه واغوثاه واغوثاه والسلام"، وعلى الفور اجتمع المصريون وقرروا إنقاذ إخوانهم فى شبة الجزيرة العربية التى تعرضت للمجاعة ومات فيها الناس جوعا وقاموا المصريين بإرسال قافلة أولها فى المدينة المنورة وآخرها فى القاهرة.

إنها مصر يا شعب مصر الذى دعى لها ولأهلها الفاروق عمر بالخير والنماء والرخاء.

إنها مصر يا شعب مصر، التى استعان فيها أقباط مصر بالمسلمين لكى يخلصوهم من احتلال الرومان وهم أقباط مثلهم، أليس هذا خير دليل على أن أهلها فى رباط إلى قيام الساعة.

لهذا كله أقول لكم يا قادة مصر
و يا شعب مصر
و يا كل حكام العالم
و يا كل شعوب الأرض.

مصر ليست تربة خصبة للاختلاف والانشقاق، مصر ليست أرضا للفرقة والعناد، مصر ليست حقلا للخلاف والمشاحنات، مصر ليست ملجأ للإرهاب، مصر ليست طرفا فى أى نزاع، مصر لم تكن أبدا بلدا للكيد والمؤامرات، مصر دائما وأبدا أهلها فى رباط.

ستظل مصر كنانة الله فى أرضه يحمى حدودها خير الأجناد، وتحفظ شرطتها أمن البلاد، وتعلوا كلمة العدل فيها بمن اتخذوا ميزان العدل كرمز فوق المنصات، أديروا عجلة الإنتاج ودعكم من المهاترات، اتحدوا مع ولى أمركم وقائد بلدكم فإن فى اتحادكم قوة ورفعة، واعلموا جميعا أيا كان طعم الدواء مر، فإنه يشفى من الأسقام والأمراض، احفظوا أمن البلاد، واعلموا جميعا أن بعد العسر يسر.

وأقول لوسائل الإعلام:

أين ذهبت برامج الحث على الالتزام، كلحظة من فضلك وغيرها من برامج الاحترام، وتنمية الوطنية لدى الشبان، وزرع الأمل فى قلوب الشعب الغلبان، ابعدوا عن تناول البرامج التى تدعوا للفرقة والشتات، والبذخ والسهرات، والبلطجة والمؤامرات، حتى لا تكون زريعة للأحقاد، لا تستخفوا بعقول المثقفين، ولا تثيروا حفيظة الكارهين، واعلموا جميعا أن من أراد بمصر سوءا فإن الله سيهلكه.

«رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ»

حفظ الله مصر وحفظ قادتها وقيادتها وشعبها وجيشها وشرطتها وأرضها وسماءها وطولها وعرضها.