الطريق
جريدة الطريق

فينيسيوس جونيور.. رقصة ”السامبا” على الملاعب الأوروبية التي يحاولون إخفائها بالقوة

فينيسيوس جونيور
طاهر محمد -

اشتهر بمراوغاته المباغته، وابتسامته التي لم تفارق وجهه مطلقًا؛ وأيضًا برقصاته المتنوعة بعد تسجيله للأهداف.. جاء من مدينة "ساو جونسالو" البرازيلية، ينثر سحره داخل أسوار "السانتياجو برنابيو" معقل نادي ريال مدريد الإسباني.

"فينيسيوس جوزيه بايكساو دي أوليفيرا جونيور"، البرازيلي صاحب الـ 22 عامًا، الذي سطع نجمه سريعًا في الملاعب الإسبانية والأوروبية، بعد تألقه اللافت ومستواه خلال السنوات القليلة الماضية.

يتميز فينيسيوس جونيور، أو "فيني" كما يحلو للبعض مناداته، بالسرعة والمهارة وتسجيل الأهداف بكلتا القدمين.. يحرز فيني، الأهداف، ثم يركض سريعًا نحو جماهير فريقه ليرقص رقصاته المتعددة والاحتفال مع أنصاره.

العنصرية ضد فينيسيوس جونيور:


أثارت تصريحات كوكي، نجم فريق أتلتيكو مدريد، جدلًا واسعًا قبل لقاء فريقه أمام ريال مدريد، الذي تحدث عن إمكانية حدوث مشكلة إذا سجل واحتفل بطريقته الراقصة.

وقال كوكي، خلال تصريحات صحفية قبل مواجهة الفريقين: "إذا سجل فينيسيوس ورقص في الواندا (ملعب أتلتيكو مدريد)؟ ستكون هناك مشكلة بكل تأكيد".

والذي زاد الطين بلة، هي تصريحات بيدرو برافو، رئيس رابطة وكلاء اللاعبين الإسبانيين، عن فينيسيوس، حيث قال: "فينيسيوس يجب أن يحترم الخصوم. إذا كنت ترغب في الرقص أذهب إلى سامبادروم في البرازيل. في إسبانيا عليك أحترام المنافسين والتوقف عن لعب دور القرد".


دعم اللاعبين لـ فينيسيوس:

وعن هذا التصريح، قال اللاعب برونو جيماريش، نجم نيوكاسل يونايتد: "هذا الأبله (بيدرو برافو)، يجب أن يغادر المكان معتقلا. لا أعذار. إذا كان هذا ما يقوله على الهواء، تخيل ما يقوله خارجه. لا يمكن تصور الأمر إن لم يتم القبض عليه".

وانضم النجم البرازيلي نيمار، لاعب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، قائلا: "ارقص يا فيني جونيور. راوغ وارقص وكن نفسك، سعيدا بطريقتك. مع الهدف القادم سنرقص".

وقال تياجو سيلفا: أرقص دائماً يا أخي، كُن أنت دائماً ولا تسمح لأحد أن يسلب منك سعادتك، ما تفعله ليس تقليلًا من إحترام أحد.

أما بيليه أسطورة الكرة البرازيلية، فكتب عبر تويتر: "كرة القدم متعة. إنها رقصة. إنه أكثر من ذلك. إنها حفلة حقيقية. على الرغم من أستمرار وجود العنصرية للأسف إلا أننا لن نسمح لذلك بمنعنا من الاستمرار في الابتسام وسنواصل محاربة العنصرية كل يوم بهذه الطريقة، القتال من أجل حقنا في أن نكون سعداء ومحترمين".

أما عن ميليتاو، فقال: "أخي فيني، الاحتفال بالأهداف حقك ولن يسلبك أي تعليق عنصري ذلك. أعتمد علي والمزيد والمزيد من الانتصارات قادمة. في كرة القدم وخارجها دائماً مع أقصى درجات الاحترام لكل واحد منا".

بيان ريال مدريد للدفاع عن فينيسيوس جونيور:

أصدر ريال مدريد بيانا أعلن من خلاله اتخاذ الإجراءات القانونية ضد بيدرو برافو رئيس رابطة وكلاء اللاعبين الإسبانيين على خلفية تصريحاته عن فينيسيوس جونيور نجم الفريق.

وجاء البيان على النحو التالي: "أصدر ريال مدريد بيانا أعلن من خلاله اتخاذ الإجراءات القانونية ضد بيدرو برافو رئيس رابطة وكلاء اللاعبين الإسبانيين على خلفية تصريحاته عن فينيسيوس جونيور نجم الفريق".

وأضاف البيان: "أصدر النادي تعليماته للخدمات القانونية باتخاذ إجراءات قانونية ضد أي شخص يستخدم تعبيرات عنصرية تجاه لاعبينا".

فينيسيوس جونيور يصدر بيانًا شديد اللهجة بعد تعرضه للعنصرية:

وجاء البيان على النحو التالي..

"ما دام لون الجلد أهم من إشراق العيون ستكون هناك حرب، لدي هذه العبارة موشومة على جسدي. لدي هذا الفكر بشكل دائم في رأسي. هذا هو الموقف والفلسفة اللذين أحاول تطبيقهما في حياتي".

وأضاف فيني: "يقولون أن السعادة تزعجك. تزعج سعادة البرازيلي الأسود المنتصر في أوروبا أكثر من ذلك بكثير. لكن رغبتي في الفوز وابتسامتي والتألق في عيني أكبر بكثير من ذلك. لا يمكنك حتى تخيل ذلك".

وتابع: "كنت ضحية كره الأجانب والعنصرية. لكن لم يبدأ أي من ذلك بالأمس، منذُ أسابيع بدأوا في تجريم رقصاتي. الرقصات التي ليست لي إنهم ينتمون إلى رونالدينيو ونيمار وباكيتا وغريزمان وجواو وكونها، إنهم ينتمون إلى فنانين برازيليين من الفانك والسامبا ومغني ريجايتون وأمريكيين السود".

وأردف: "إنها رقصات للاحتفال بالتنوع الثقافي في العالم أقبله وأحترمه. لن أتوقف".

وواصل: "لقد جئت من بلد حيث الفقر منتشر للغاية حيث لا يستطيع الناس الوصول إلى التعليم وفي كثير من الحالات لا يوجد طعام على الطاولة، أنا لا آتي علانية عادة لدحض الانتقادات. يهاجمونني وأنا لا أتكلم. إنهم يمتدحونني ولا أتحدث أيضاً. أنا أعمل وأنا أعمل كثيراً".

وأضاف: "داخل وخارج الميدان. لقد قمت بتطوير تطبيق للمساعدة في تعليم الأطفال في المدارس الحكومية دون مساعدة مالية من أي شخص. أنا أقوم بإنشاء مدرسة بإسمي. سأفعل الكثير من أجل التعليم. أريد أن تكون الأجيال القادمة مستعدة مثلي لمحاربة العنصريين وكره الأجانب".


واستطرد: "أحاول دائماً أن أكون محترفاً ومواطناً مثالياً. لكن هذا لا ينقر فهو لا يتجه على الإنترنت ولا يحفز الجبناء على التحدث بقوة عن أشخاص لا يعرفونهم حتى".


واختتم حديثه قائلًا: "لن أتوقف عن الرقص. سواء في سامبادرومو أو في البرنابيو أو في أي مكان".