الطريق
جريدة الطريق

جزارة معبد أبو سمبل.. مجدي شاكر يكشف لـ ”الطريق” معجزة إنقاذه

معبد أبو سمبل- مصدر الصورة من موقع ياندكس
ميرنا سامي -

في مثل هذا اليوم 22 سبتمبر 1968 تم الانتهاء من أعمال نقل معبد أبو سمبل الذي يعود لعهد الملك رمسيس الثاني في القرن الـ 13 قبل الميلاد وخلال إنشاء السد العالي واجه المصريين كارثة تهدد حضارتها العريقة وهو غرق المعبد لم يصمت المصريين عن ضياع أهم أثرا في التاريخ تكاتفه بالأيادي لإطلاق حملة عالمية تكلفت 40 مليون دولار تم جمعها من خلال حملة دولية لإنقاذ المعبد.

نشر مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار عبر صفحته الشخصية على "الفيسبوك" عن أن اليوم هو أول يوم في اعتدال الحريفة وإعادة فتح معبدي أبو سمبل بعد نقله، ومن هنا توصلت جريدة "الطريق" لكبير الأثريين لمعرفة المعجزة التاريخية في إعادة تركيب المعبد والحفاظ على خواصه الفلكية والفيزيائية.


كارثة السد العالي وغرق أبو سمبل

قال «مجدي شاكر»، كبير الآثاريين بوزارة السياحة والآثار، إن مصر كانت تواجهها كارثة كبيرة أثناء بناء السد العالي من خلال وجود آثار خلفها مهددة بالاندثار ولمنع هذه الكارثة أطلق المصريين دعوة لمنظمة اليونسكو لإنقاذ سابعة عشر أثر وكان من ضمنها المعبد الكبير أبو سمبل.

وأضاف «شاكر» في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أن خلال إطلاق المنظمة انضمت إلى مصر أكثر من 50 دولة ومنظمة وبدأوا في تحويل الآثار المصرية ولكن كانت أكبر عقبة واجهتهم هي نقل معبد أبو سمبل دون ضرر لأنه يعد من أقيم المعابد حيث إن به ظاهرة فلكية عظيمة تسمى بـ" تعامد الشمس" في أوقات محددة في شهر أكتوبر وفبراير، ثم أن هذه الظاهرة كان يأتيها العديد من السائحين من مختلف الدول لرؤيتها فقط ومازال حتى الآن.

إطلاق مبادرة لإنقاذ معبد أبو سمبل

وتابع «شاكر»، أن نقله كان يعد مستحيلا ولكن أصبح حقيقة بعد إقدام الدكتور ثروت عكاشة وزير الإرشاد والثقافة السابق وأطلق مبادرة أخرى في 9 مارس 1959 وناشد دول العالم بالتحرك لإنقاذ معبد أبو سمبل الذي يعد تراث عالمي هام لجميع الدول وليست مصر فقط، مضيفا أن منظمة اليونسكو ما زالت تعترف بأنه أفضل مشروع تولته حتى الآن.

وأكد «كبير الأثريين»، أن مختلف الدول اقترحت العديد من الأفكار مثل إحاطته بالزجاج ورؤيته تحت الماء والحفر أسفله ورفعه ولكن لم يوافق أحد على هذه الأفكار إلا فكرة عميد الفنون الجميلة بالإسكندرية الأسبق يدعى " أحمد أبو الروث" هو نوبي الأصل.

جزارة معبد أبو سمبل

وأوضح كبير الأثريين، أن هذا الرجل اقترح فكرة تقطيع المعبد واسموها في ذلك الوقت بـ " جزارة المعبد" لأنه أتي بأشخاص يعملون بمناشير كهربائية ويدوية من الخلف يستخدمون المنشار الكهربائي ومن الأمام اليدوي لمنع الفواصل حتى قطعه هذه الأحجار وترقيمها وتسجيلها لإعادة بنائها مرة أخرى بالشكل ترتيبي كما إنشاءه قبة خرسانية بشكل الجبل وكأنه في مكانه الحقيقي.

واختتم كبير الأثريين، أنها معجزة لأن التعامد الشمسي كما هو ولم يتغير غير فرق 1% وهو بدل أن يكون 21 أكتوبر وفبراير تقدم يوم واحد فقط وأصبح 22 أكتوبر و22 فبراير بالتالي حافظ المصريين على التراث المصري من الناحية الفلكية والفيزيائية.

اقرأ أيضا: ”الطريق” تكشف معاناة أهالي المنوفية من توقف عيادات حلواصي البلد.. والصحة: معندناش معلومة مؤكدة