الطريق
جريدة الطريق

«مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس» أحدث إصدارات سلسلة مصريات بهيئة الكتاب

كتاب
رانيا زينهم أبو بكر -

أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب حديثا كتاب "مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس"، وذلك ضمن سلسلة كتب مصريات، التي تختص بكل ما هو تاريخي ومصري قديم.

الكتاب "مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس" من تأليف الدكتور"علي عبد الحليم علي"، حيث يتناول الكاتب في مؤلفه بالشرح والتفصيل معالم مقبرة الفيلسوف "بيتوزيريس" _ كبير كهنة إله العلم والحكمة بمدينة جحوتي_ من حيث المعمار والإبداع الفني في التصميم، بالإضافة إلى ترجمة بعض نصوصها.

تعد المقبرة من القطع الآثرية المميزة؛ نظرا لأنها تتسم بمعالم خاصة جمعت بين الفن المصري واليوناني في تصميمها وذلك للقرب بين الموضوعات المصرية واليونانية، وتقع المقبرة بمنطقة تونة الجبل بمحافظة المنيا، حيث شيدها الكاهن بيتوزيريس لنفسه ولأخيه ووالدهما. وتعود المقبرة للقرن الرابع قبل الميلاد.

ويسلط الضوء في كتابه على آثار منطقة تونة الجبل، ويحكي قصة اكتشاف المقبرة ويسرد تفاصيل عن شخصية الفيلسوف "بيتوزيريس" والظروف التي عاصرها، ويستعرض بجانب ذلك نماذج لأحاديث العمال والمزارعين المصورين داخل المقبرة على اختلاف فئاتهم.

يقدم الكتاب دراسة وصفية وتحليلية دقيقة توضح أهمية مقبرة بيتوزيريس، وعل الرغم من ذلك إلا أن المقبرة مازالت تحتاج للعديد من الدراسات والأبحاث وخاصة ما يتعلق بمقارنة الحضارات حتى يتمكن القارئ من الوقوف على معلومات صحيحة ودقيقة عن المقبرة والتي يعد تأليف الكتب فيما يخصها إصافة مهمة للمكتبة الآثرية.

وتعد المقبرة نموذج مميز يؤكد على علاقة التأثير والتأثر بين الحضاراتين المصرية والإغريقية في فترة إلتقائهما، حيث أثرت الأولي بمجدها ومخزونها الفكري والثقافي والثانية بحيويتها وشبابها، ويضاف إليهما حضارة ثالثة كان لها السيادة على الشرق الأدنى في ذلك الوقت، وهي الحضارة الفارسية وهذا ما ذكره الكاتب لقارئه بين صفحات هذا الكتاب.

وجاء إلتقاء هذه الحضارات في مدينة جحوتي المعروفة باسم الأشمونين، وهي مدينة إله العلم والسلام والحكمة، حيث صاحبة مذهب خلق عريق يفسر الكون من خلال أربع قوى هي الخفاء والظمياه الأزلية والظلام والقوة الدافعة التي تحرك كل هذه القوى، حيث عاش بيتوزيريس فترة غامضة، حيرت علماء الآثار في تحديدها، فمنهم من قال أنه عاصر فترة الاحتلال الفارسي ومنهم من قال أنه عاصر فترة دخول الاسكندر وغيرها من الآراء، وقد أظهر الكتاب صورة بيتوزيريس المصري الذي كان مستوعبا لثقافات أخرى مغايرة وذلك دون أن يتخلى عن ثقافته الأصيلة.

اقرأ أيضًا: بعد طرح مقتنيات منزلها للبيع.. لمحات في حياة «جوان ديديون»