الطريق
جريدة الطريق

«تمنى الشهادة ونالها».. مذكرات أحد شهداء الواجب تكشف سفره إلى رفح دون علم أسرته

شهيد الواجب الجندي مجند محمد المعتز رشاد
فكرية محسن -

تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي صورا للبطل جندي مجند محمد المعتز رشاد، شهيد الواجب، الذي أدى خدمته الوطنية وأسرته لا تعلم أنه في سيناء، وكان حريصًا على تدوين ذكرياته في كراسة صغيرة حتى نال الشهادة ولفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي والده.

قصة شهيد الواجب محمد المعتز رشاد

الجندي محمد، منذ أول أيام خدمة له في الجيش، تمنى أن ينال شرف الشهادة في سبيل الله وهو يجاهد، حريصا على تدوين كل ما يشعر به ويخطر بباله في أسطر لا يعلم أنها قد تكون ذكرى في يوم ما لتعريف الناس ببطل حقيقي من شهداء الواجب.

بداية القصة تعود لعام 2015 في أول يوم خدمة له برفح والذي وصفه شهيد الواجب بأنه شرف حيث كتب في مذكراته "لا إله إلا الله محمد رسول الله".. أول يوم في رفح المصرية 6-9-2015 من أسعد أيام حياتي لانضمامي إلى رجال يحمون الوطن ويحمون أهلي وعرضي ومالي.. يوم الذي نولت بأمر الله الشرف للانضمام إلى هذا المكان والانضمام إلى الرجال الذين يجاهدون في سبيل الله.. الحمد لله نشكره ونرضى بقضائه يا رب اكتب لي الشهادة في سبيلك وأنا أجاهد واكتب لي نطق الشهادة يا حي يا قيوم "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله".

ولم يخبر الشهيد والده عن سفره إلى رفح خوفًا على صحته، موضحا ذلك في أسطر مذكراته قائلا: "إلى أبي الغالي وحبيبي وأحلى أب في الدنيا أنا أسف يا أبي العزيز علشان لم أقل لك أني في رفح أقاتل في سبيل الله خوفا من أن تقلق وخوفا على صحة حضرتك والله أنا سعيد جدا وكل حاجة في هذا المكان مباركة وجميلة هي سيناء كده وحضرتك عارف".

وأضاف: "يا أبي إن كنت نولت الشهادة بأمر الله تأكد أني في مكان جميل وسعيد إن شاء لله مع الشهداء والأنبياء والصالحين يا رب يملأ قلبك بالصبر والإيمان وإني إن شاء الله في جنات رب العالمين الكريم الرحيم".

وتابع الجندي الشهيد: "إلى أبي الغالي العزيز سامحني يا أبي لأني لم أقل لك أني في رفح أحلى إحساس أنا حاسه هو الجهاد في سبيل الله وأيضا أني في مكان الأبطال والشهداء كل يوم بعدي هنا بطلب من الله أن يصبرني ويعدي إن شاء الله أيامي على خير وأرجع وأشوفك يا أبي وأخي وأختي وكل أحبائي وأرجع وسطكوا تاني يا رب ربنا يتقبل جهادي ويجعله في ميزان حسناتي ويجعله أيضا في ميزان حسناتك يا والدي العزيز وفي ميزان حسنات أمي الغالية الله يرحمك يا أمي لأنكم خلفتو راجل يا رب تقبل".

وفي 15 -10 – 2015 كتب "أحبك يا أبي يا أعلى أب في الدنيا وسامحني يا أبي على أي خطأ عملته في حياتي كنت ظالما لنفسي وعملت أخطاء كثيرة سامحني يا حبيبي.. الصبر الصبر الصبر لو بتحبوني أصبروا وصابروا.. الشهيد إن شاء الله في الجنة هو وعائلته بإذن الله".

تكريم الجندي المقاتل من وزير الدفاع

وفي 17 – 10- 2015 دون الجندي البطل الشهيد، أنه تم تكريمه من وزير الدفاع قائلا: "كرمني اليوم وزير الدفاع الحمد لله وحده كرم من عند الله تعالى".

وكتب في أسطر أحد صفحات مذكراته مناشدًا أي شخص يجدها أن يقوم بتوصيلها إلى أبيه قائلا: "إلى من يجد هذه الكراسة بالله عليك أن توصلها إلى أبي الدكتور المعتز محمد رشاد".

وفي يوم، أصيب محمد خلال أحد الاشتباكات مع الإرهابيين، فنقل إلى مستشفى القوات المسلحة بشمال سيناء، لإجراء علمية جراحية له، لكن خطورة حالته، أدت إلى نقله إلى مستشفى المعادي العسكري.

وفور نقله لمستشفى المعادي العسكري تم استدعاء الفريق الطبي لإجراء جراحة عاجلة وكانت المفاجأة أن الطبيب العميد المعتز رشاد، الذي يقود الفريق الطبي، والد المصاب الذي جاء بحالة حرجة بعد إصابته في سيناء، ليحاول جاهدا إسعافه مع زملائه من الفريق، إلا أن القدر قرر أن يلفظ محمد أنفاسه الأخيرة بين يدي والده.

اقرأ أيضًا: طقس اليوم الأربعاء.. اعرف درجات الحرارة المتوقعة وأماكن سقوط الأمطار