الطريق
جريدة الطريق

«الغذاء في مصر بعصر سلاطين المماليك» ضمن إصدارات هيئة الكتاب

كتاب
رانيا زينهم أبو بكر -

أصدرت الهيئة العامة للكتاب ضمن إصداراتها حديثا، كتاب جديد بعنوان "الغذاء في مصر بعصر سلاطين المماليك" للكاتب الدكتور "مصطفى وجيه مصطفى"، وذلك ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين.

ويشير "وجيه" في مقدمة كتابه إلى أن الحياة الاقتصادية في أي مجتمع إنساني تتأثر بالأوضاع السياسية المتبعة أو السائدة في المجتمع، حيث ألقى الضوء على العلاقة الطردية بين الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في كل المجتمعات الإنسانية دون استثناء.

وأوضح أن مصر عاشت نوعا من الاستقرار السياسي في عصر سلاطين المماليك، ما انعكس بوضوح على النواحي الحضارية، فاهتم السلاطين بالدولة وأولوا اهتماما خاصا بالتنظيم المالي والإداري، فأسسوا دواوين متعددة ووظائف عديدة.

وأضاف أن الاستقرار السياسي والاقتصادي أدى إلى تطور في المناحي الثقافية والعمرانية، وتجسد ذلك في العديد من مظاهر الرفاهية التي عاشتها مصر في عصر المماليك.

فبنيت الحدائق والقصور وتوفرت وسائل الترفيه المختلفة للنساء والأطفال، وانعكس أيضا ذلك على المصريين، واهتموا بالموائد الغذائية، واحتوت على كل ما لذ وطاب، وكل هذه الجوانب تبرز الازدهار الاقتصادي الذي عاشته الدولة في ظل حكم السلاطين المماليك.

وقد اختار الكاتب مصر لتكون نموذجا في دراسته لكونها تمثل عنصرا ثابتا في العملية التاريخية، كما حدد الإطار الزمني في 1250، نظرا لأنها بداية عصر الاستقرار في عهد المماليك، فأصبحت قلب الإمبراطورية ومركزا للخلافة، وقلعة لحماية المسلمين، حيث كان للاستقلال السياسي الظروف الفعالة في تسريع عملية التطوير.

فشمل الازدهار الزراعة والتجارة والصناعة والشئون المالية ووسائل النقل والأطعمة المتعددة، وغيرها من أمور ارتبطت بحياة الشعب وتقدمه ورخائه.

واعتبر عام 1517 نقطة تحول في تاريخ الشرق، حيث انتهت سلطنة المماليك ودخلت مصر تحت التبعية العثمانية، وانتهى الكتاب عند ذلك حتى لا يختلط الأمر عند القارئ.

وأنهى حديثه بأن التراكم المعرفي الذي أنتجه الأوروبيين عن عهد السلاطين المماليك في مصر مرصع بالفجوات الفادحة على المستوى المنهجي والموضوعي، ينطلقوا فيها من قراءاتهم الانتقامية للتاريخ المملوكي، لأنهم أسقطوا الكيان الصليبي، ونشروا الإسلام بين التتر وحكموا شعوب البحر الأحمر والمتوسط أكثر من ثلاث قرون، والمؤسف أن بعض الكتاب العرب استندوا على كتابات أوربية في دراسة تاريخ المماليك وهو أمر يؤخذ عليهم.

اقرأ أيضًا: «ميكسات وحامل اللقب».. معرض فني وعروض سينما بثقافة المنيا