الطريق
جريدة الطريق

ليلى لقاضي محكمة الأسرة: «خلصوني من سواق الميكروباص»

محكمة الاسرة-صورة أرشيفية
فاطمة فتوح -

على باب محكمة الأسرة في منطقة التجمع الخامس دلفت السيدة الثلاثينية متشحة بملابس داكنة الألوان، باحثة عن الملاذ الأخير لها لتقيم دعوى خلع ضد زوجها سائق الميكروباص الذي لم تستطع أن تكمل معه حياتها.

قبل سنوات كانت "ليلى" لا تزال تقف على عتبات عمرها العشرينية، حينما جلبت لها خالتها "العريس المنتظر"، لتطلق بعدها الفتاة العنان لأحلامها حول ذلك الفارس الذي تنتظره ليحملها على حصانه الأبيض، وتنعم في جواره بالهدوء والسكينة في مملكتهم الخاصة، إلا أن الرياح لا تأتي دائمًا بما يشتهيه السَفِن.

اقرأ أيضًا.. ليلة لم تنم فيها عزبة الصعايدة.. الناجي الوحيد من عقار إمبابة يروي كواليس 3 ساعات بين الأنقاض


فترة تعارف بسيطة وهى زيارة لـ"سعد" الذي حينها بالكاد أتم عامه الثلايين، حين دخل منزل أسرة مخطوبته مصطحبًا الأهل والأقارب، ليتم التعارف المبدئي في انتظار ما ستسفر عنه "تحريات الأهل" والجيران والمعارف حول العريس وأحواله المادية.

أسابيع قليلة مرت لتجد العروس نفسها محاطة بالزغاريد في خطوبة "على الضيق" أعقبها فرح بسيط ساع الأهل والمعارف مهنئين على الزواج السعيد، مودعين العروسين إلى منزلهما الجديد، مع تلك الأمنيات المعتادة بالرفاء والبنين و"هدوء السر".

انفض الفرح، و"راحت السكرة واخرتها م وتواجه الزوجة مصيرها مع زوج تنتابه الحالات العصبية المتكررة على أقل الأسباب - حسبما ترى هي يهب ثائراً محطمًا جميع ما تطاله يده من أساس، حتى أن زوجته رأته يكسر "مواسير المنزل ذاتها خلال ثورته المتكررة.

جاهدت الزوجة أن تحتوي غضب وثورة الزوج "العصبي دائمًا"، إلا أن ما كانت تحاول أن تفعله داخل المنزل، من تحمله وتهدئته، كان يصطدم بما يفعله الزوج في الخارج مع الجيران، مفتعلًا المشاكل المتكررة، معتادًا على المشاجرات التي لا تنتهي معهم لأسباب ليس لها قيمة في بعض الأحيان.


يائسة لم تعد الزوجة صاحبة الـ30 عامًا تتحمل ما يحدث داخل المنزل وخارجه، حينما تبدد أمامها حلم تلك الحياة الهادئة والمملكة الخاصة التي بنت فيها قصور الرمال لهدمها وموجات غضب الزوج الثائر دائمًا، وتجعلها ترتدي ملابسها ذات الألوان الغامقة وتذهب ململمة ما تبقى لها ذاهبة نحو محكمة الأسرة باحثة عن الخلاص، ومازالت الدعوى منظورة أمام المحكمة لم يتم الفصل فيها.